أصبح إيهود براك، رئيس الحكومة الإسرائيلي السابق الذي أعلن الأسبوع الماضي عن نيته للعودة إلى الحياة السياسية والمنافسة على رئاسة حزب العمل الإسرائيلي، رجل أعمال ناجحا حيث تقدر قيمة دخله السنوي بما يتراوح بين 1.5 مليون ومليونين دولار (قبل الخصومات الضريبة) وذلك منذ أن اعتزل الحياة السياسية قبل أربع سنوات عقب خسارته في الانتخابات لأريئيل شارون عام 2001.
وفي حال إنتخابه لرئاسة الحكومة أو تعيينه وزيرا في الحكومة في المستقبل، وكما ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، سيحصل على أجر سنوي قدره فقط 400 ألف شيقل (أقل من 100,000 دولار قبل الخصومات الضريبية).
ويمارس براك أعمالا وخدمات مختلفة تشمل الاستشارة لشركات ولصناديق أموال دولية، والشراكة في صندوق الاستثمارات الأمريكية العملاقة SCP، بالإضافة إلى تقديم المحاضرات، والعمل كوسيط بين مستثمرين وجهات تبحث عن المال.
يذكر أنه بالإضافة إلى الأرباح الخاصة، ما زال براك يتلقى معاشا من الدولة العبرية لإشغاله منصبي رئيس حكومة ورئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي في السابق. ويملك براك غرفة تمولها ميزانية الدولة، بلغت تكلفتها عام 2004 نحو 3.2 مليون شيقل (722,000 دولار) وتبلغ ميزانيتها لعام 2005 نحو 1.5 مليون شيقل ( 338,000 دولار).
ويمارس براك أعماله عبر شركة استشارة أقامها مع أخ قرينته (سابقا) تسمى "شركة أ. براك للاستشارة الإستراتيجية". كما يعمل حاليا على كتابة كتابين يتناولان الزعامة في فترة الأزمة والخلاف في الشرق الأوسط. ويكتب براك هذين الكتابين باللغة الإنكيليزية ويجري مفاوضات مع دور نشر أجنبية حول نشرهما، حيث من المتوقع أن يحصل مع توقيع العقد على منحة تبلغ مئات آلاف من الدولارات.
هذا، ويحصل براك على معظم دخله من خلال مشاركته في شركة صندوق الاستثمارات العملاقة الخاصة SCP التي تدور أموالا قدرها مليار دولار. وحسب التقديرات الرائجة يبلغ أجره السنوي من هذا الصندوق نحو 400,000 دولار.
أما حجم إيراداته من الاستشارة لشركات دولية في مجالات الإستراتيجية وعلم السياسة الطبيعية ((geopolitics، فيقدر بعشرات آلاف الدولارات للشركة الواحدة، فيما تقدر عائداته من إلقاء المحاضرات بما يتراوح بين 20 و 30 ألف دولار لكل محاضرة.
ويركز براك معظم نشاطاته في قطاع الاعمال كمستشار أجير، ممتنعا عن التورط العميق في شركات وجهات اقتصادية. وفي حديثه مع صحيفة "هآرتس" قال براك إنه لا يفهم الاهتمام الخاص بأعماله، معربا عن استيائه بغياب اهتمام مماثل بتفاصيل أعمال سياسيين آخرين يعرفون بحالتهم المالية الجيدة مثل أريئيل شارون أو بنيامين نتانياهو.
يذكر أن جهات في حزب العمل الإسرائيلي كانت قد أعربت عن غضبها لقرار براك بالعودة إلى الحياة السياسية، قائلة إن "أربع سنوات بعد أن فشل كرئيس الحكومة وكرئيس الحزب، يعود براك ويستهدف مواصلة نشاطاته السياسية وكأنما شيئا لم يحدث خلال هذه السنوات الأربع، والتي لم يفعل خلالها شيئا لصالح الجمهور الإسرائيلي أو لصالح الدولة أو لصالح الحزب". (البوابة)