نشرت صحيفة نيويورك تايمز افتتاحية تحت عنوان «دولتا السودان تحققان تقدماً»، استهلتها قائلة إن دولتي السودان نجحتا في إنهاء مأزق خطير عندما توصلتا أخيراً إلى اتفاق بشأن رسوم خط أنابيب النفط في الأسبوع الماضي. ومن الضروري الإسراع بتنفيذ بنود ذلك الاتفاق نظراً للضغوط المالية الحادة التي تتعرض لها كلتا الدولتين.
وتشير الصحيفة إلى أن التوترات بين السودان وجنوب السودان قد وصلت إلى ذروتها في يناير الماضي عندما أوقف الجنوب إنتاج النفط بعد الفشل في الاتفاق على رسوم نقل خام النفط عبر خط الأنابيب الممتد في السودان. وأسفر هذا المأزق عن آثار مدمرة، فمن دون النفط خسر جنوب السودان 98 % من دخله القومي، كما تراجع احتياطي النقط الأجنبي. وفي أبريل، اندلع القتال على الحدود بين البلدين مما أثار مخاوف حول دخول كلا الجانبين في حرب جديدة، بعد أن أسفر صراعهما في الفترة ما بين 1983 و2005 عن مقتل أكثر من مليوني شخص، وأدى القتال الذي دار مؤخراً عن نزوح حوالي 650 ألف شخص. ومن ثم فإن قيام السودان والمتمردين المتحالفين مع الجنوب بالتوقيع يوم الأحد على اتفاق مع الأمم المتحدة لتقديم المساعدات للمناطق التي يسيطر عليها المتمردون كان نبأ ساراً
وتوضح الصحيفة أن ضغوط الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ووزيرة الخارجية الأميركية، التي زارت جوبا عاصمة السودان الأسبوع الماضي، قد ساعدت في دفع السودان وجنوب السودان للاتفاق حول رسوم نقل النفط. ومع ذلك، فإن هناك مخاوف من أن يُعلق المسؤولون السودانيون الاتفاق حتى التمكن من حل القضايا الأمنية، حيث فشلت كلتا الدولتين حتى الآن في ترسيم حدودهما المشتركة، والتفاوض حول منطقة أبيي الغنية بالنفط، والبت في الاتهامات المتبادلة حول تورط الجانب الآخر في دعم المتمردين.
ومن المزمع أن تُستأنف المفاوضات حول هذه القضايا في وقت لاحق من الشهر الجاري. جدير بالذكر أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هدد بفرض عقوبات ضد كلتا الدولتين إذا لم تحققا تقدماً كافياً. وتختتم الصحيفة الافتتاحية قائلة إن كلا الجانبين سيحتاجان عاجلاً للتصدي إلى تحديات أكثر جوهرية، مثل تحسين نظام الحكم وإنهاء انتهاكات حقوق الإنسان والقضاء على الفساد. فإذا استطاعتا تنفيذ اتفاق رسوم النفط، ستكون لديهما فرصة أفضل في تسوية القضايا الهامة الأخرى.