دراسة – 90 مليون دولار خسائر قطاع منتجات الألبان في دول عربية وافريقية سنوياً

تاريخ النشر: 27 أكتوبر 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

تلحق خسائر باهظة بمنتوج الحليب في بلدان أفريقية وعربية تقع في شرق أفريقيا والشرق الأدنى، تزيد على ما قيمته 90 مليون دولار سنوياً، حسب إحصائيات دولية جديدة. فطبقاً لدراسات جديدة أعدتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو”؛ فإن الخسائر الاقتصادية في قطاع منتجات الألبان في شرق أفريقيا والشرق الأدنى؛ قد تصل إلى معدل تسعين مليون دولار سنوياً بسبب تلف الأغذية وهدرها. وكانت هذه الدراسات، الأولى من نوعها في تحليل الخسائر الاقتصادية في قطاع منتجات الألبان في أفريقيا؛ قد أُعِدت في خمس دول حيث تعمل منظمة الأغذية والزراعة مع المنتجين المحليين والوكالات الحكومية سعياً لتقليص خسائر منتجات الألبان خلال مراحل الإنتاج والنقل والتسويق.وتشير النتائج الأولية للدراسات التي أجريت في ثلاث دول فقط وهي كينيا وأوغندا وتنزانيا؛ بأن الخسائر السنوية في قطاع منتجات الألبان تزيد على 56 مليون دولار سنوياً، بينما لا تزال نتائج الدولتين الأخريين، أثيوبيا وسوريا، قيد الإنجاز. 

 

ويقول أنتوني بينيت، من قسم الصحة والإنتاج الحيواني في المنظمة التي تتخذ من روما مقراً لها، والذي ينسق أعمال المشروع، “إنها كمية كبيرة من الحليب المهدور، وتشكل مبالغ مالية كبيرة”، ويضيف قائلا، وكما ذكرت وكالة أنباء قدس برس،:" ذا ما تفحصت الأمر في سياق احتساب كلف إدارة مشروع حليب مدرسي في شرق أفريقيا؛ فبإمكانك القول إنك بمثل هذا المبلغ تستطيع أن تطعم ستة ملايين طفل خلال سنة بأكملها”. 

 

ويُهدر سنوياً في كينيا حوالي 95 مليون لتر من الحليب، بقيمة تصل إلى 4.22 مليون دولار. لكن الخسائر تبدو أكثر ارتفاعاً على صعيد الحقل، إذ تصل إلى 15.4 مليون دولار سنوياً، “وهو تقريباً ما يعادل مجموع مرتبات ثلاثين ألف عامل ريفي في كينيا”، بحسب بينيت، الذي يضيف قائلاً إن 60 في المائة من سكان كينيا غير قادرين على توفير احتياجاتهم من المواد الغذائية الأساسية اليومية، والمواد غير الغذائية، أو العيش بأقل من دولار واحد يومياً. وخلص إلى القول إن الحد من هذه الخسائر من شأنه أن يعني الكثير بالنسبة لأهالي الريف. وتكشف هذه الأرقام التي تم التوصل إليها عن أن الخسائر المتراكمة في تنزانيا تبلغ حوالي 59.5 مليون لتر من الحليب سنوياً، وهي تعادل خسائر سنوية بقيمة ما يقارب من 14.3 مليون دولار سنوياً.  

 

ومن الناحية الإجمالية؛ فإن خسارة تنزانيا في حقل إنتاج الألبان تبلغ 16 في المائة خلال الفصل الجاف، في الوقت الذي قد تتجاوز فيه الخسارة خلال الفصل الرطب نسبة 25 في المائة. وفي أوغندا؛ يفقد حوالي 27 في المائة من إجمالي الحليب المنتج على الشكل التالي، إذ يُهدر 6 في المائة في الحقل، 11 في المائة و10 في المائة فتُفقد جراء تسرب الحليب أو تلفه خلال النقل والتسويق على التوالي. 

 

وتقدر منظمة الأغذية والزراعة أن قيمة هذه الخسائر تبلغ 23 مليون دولار سنوياً. وقد أدرك المراقبون الحكوميون والمعنيون في قطاع الصناعة منذ سنوات عديدة أن خسائر ما بعد الحصاد في حقل منتجات الألبان في شرق أفريقيا كانت مرتفعة، في وقت لم تتوفر فيه سوى القليل من البيانات بشأن التجارب السابقة ذات الصلة بالقيمة الدقيقة لهذه الخسائر، كما لم تتوفر دراسات علمية بشأن طريقة حدوث هذه الخسائر. وكخطوة أولى باتجاه معالجة تلك المشكلة؛ قالت منظمة الأغذية والزراعة إنها تشاورت مع المزارعين، وهيئات منتجات الألبان الوطنية، ووكلاء التوسع الزراعي، والمسؤولين الحكوميين، وممثلي القطاع الصناعي في المنطقة.  

 

وفي هذا الصدد يقول بينيت أيضاً “لقد أردنا أن نستمع مباشرة إلى المعنيين في الميدان، لما يرونه ضرورياً لحل المشكلة”، وقال إن “الدفع والتصميم لهذا المشروع لم يأتيا من المنظمة لكن من مالكي الأسهم أنفسهم”، على حد تأكيده. ففي سنة ،2003 قدم فريق العمل الخاص لما بين القطاعات خطة عمل مفصلة لمشروع تنسقه منظمة الأغذية والزراعة كان هدفه تقليل خسائر قطاع إنتاج الألبان في شرق أفريقيا والشرق الأدنى، وقد تم استهداف ثلاثة مواقع عمل ذات أولوية هي تدريب المزارعين والموزعين، وتطوير النقل وتحسين التكييف التكنولوجي لحفظ الحليب، وتطوير الوعي بشأن المشكلة، وتحسين سبل الوصول إلى المعلومات التقنية ذات الصلة بسبل معالجة المشكلة. (البوابة)  

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن