كيف تشجع فريقك على العمل الجماعي بطريقة ذكية؟

تاريخ النشر: 13 أكتوبر 2015 - 08:55 GMT
عندما تكون قادراً على توظيف أعضاء الفريق القادرين إلى إظهار مهارات مثل هذه، وعلى تدريبهم واستبقائهم في العمل، فهذا الأمر سيساعدك في الحصول على قرارات أفضل، وتفاعل أفضل، وتنفيذ أفضل، وفي نهاية المطاف نتائج أفضل
عندما تكون قادراً على توظيف أعضاء الفريق القادرين إلى إظهار مهارات مثل هذه، وعلى تدريبهم واستبقائهم في العمل، فهذا الأمر سيساعدك في الحصول على قرارات أفضل، وتفاعل أفضل، وتنفيذ أفضل، وفي نهاية المطاف نتائج أفضل

تُعتبر المشاكل الموجودة اليوم في قطاع الأعمال أكبر من قدرة أي شخص واحد على أن يحلّها بمفرده. وبالتالي فإنّ الفرق الرشيقة تُعتبرُ أكثر فعالية في حل المشاكل من الشخص العبقري الوحيد.

فلماذا لازلنا نكافئ الأشخاص الأذكى في الغرفة أكثر من الأشخاص الذين يتفوّقون في العمل مع الآخرين؟ وأنتم بالطبع تعرفون من أقصد هنا، أي الأشخاص الذين يصادرون الاجتماعات بوقاحة ويتبجّحون بمدى معرفتهم أو حذاقتهم على حساب أي صوت آخر في الغرفة – وهم من يحصلون على كامل اهتمام المدير في نهاية المطاف.

ربما كان من المنطقي سابقاً تسليم دفّة القيادة إلى “أذكى الأشخاص في الغرفة”، لأنهم ضمن الهيكليات المؤسسية التقليدية، هم من كانوا يصبحون القادة الذين تُوكل إليهم مهمّة إصدار الأوامر. ولكن في عالم اليوم الذي يتّصف بقدر أكبر من الانفتاح، وحيث أفضل الأعمال تنجز على أيدي الفرق والتجمّعات، فإنّنا بحاجة إلى أن نعيد النظر لنحدّد أي المهارات أصبحت أكثر قيمة.

أنا لا أقصد الإيحاء هنا بأنّ الذكاء ليس واحدة من المهارات الأساسية جدّاً. ولكن عندما نبالغ في تقدير قدرات أحد الأفراد بطريقة مؤذية للفريق، فإن هذا الأمر يعني على الأرجح بأننا نضع مؤسستنا في موقف أضعف. فليس حاصل ذكاء الفرد (أو IQ) هو ما يميّز أفضل الناس لدينا عن غيرهم؛ وإنما ما يميّزهم هو قدرتهم على أن يجيدوا العمل وسط فريق، وهذا ما يجب أن نحتفي به ونشجّع عليه.

لقد اكتشفنا في (ريد هات) بأنّ هناك مجموعة من المهارات التي يمكنكم أن تجعلوها من الأولويات، وأن تدرّبوا عليها، بل وحتى أن تكافئوا من يمتلكها لتكون طريقة للوصول إلى حالة العمل الجماعي الذكي التي ستعطيكم الميزة التنافسية التي تسعون إليها.

الإصغاء الفعّال. كم مرّة سبق لك وأن وجدت نفسك تخوض حديثاً مع شخص ما وتجد بأنكّ مضطر إلى إعادة المعلومات ذاتها أمام ذلك الشخص ذاته مراراً وتكراراً؟ غير أنّ الفرق العظيمة مؤلفة من أشخاص يجيدون الإصغاء.

هذا درس تعلّمته من الرئيس التنفيذي السابق لشركة دلتا للطيران، جيري غرينستاين. فأنا أتذكّر المرّة التي اجتمعنا فيها مع مجموعة من المستشارين الماليين، وكان جيري، على عادته، منكبّاً على تسجيل ملاحظاته. وأنّا لم أفكّر كثيراً في الأمر، لأنّه غالباً ما كان يدوّن الكثير من الملاحظات. ولكن في أعقاب الاجتماع، وصف أحد كبار المستشارين كيف أن من النادر أن تجد مديراً تنفيذياً “يعترف بأنّه لا يعرف كلّ شيء” من خلال تدوينه للملاحظات. فقد ترك فعله ذاك أكبر الانطباعات الإيجابية لدى هذا المستشار.

وهذا هو السبب الذي يدفعني الآن، وفي كل اجتماع أحضره تقريباً، إلى اصطحاب دفتر للملاحظات معي لتدوين الملاحظات عليه لكي أرسل تلك الرسالة ذاتها إلى أي شخص قد يتحدّث في حضرتي. وإضافة إلى ذلك، فقد اكتشفت بأنّك عندما تدوّن الملاحظات، فإنّك تكون قادراً على المتابعة مع الشخص بسهولة أكبر بحيث أنك تدعه يعرف ما الذي سمعته، وما هي الأسئلة الاستيضاحية التي قد تكون لديك. وعندما يبدأ أعضاء الفرق بالإصغاء بفعالية إلى بعضهم البعض، فإن الجميع يصبحون أذكى.

تقديم الآراء الصحيحة إلى الآخرين وقبول هذه الآراء الصريحة منهم. يحتاج العمل الجماعي إلى التواصل، لا بل إلى الكثير من التواصل. وليس من الضروري أن يكون هذا التواصل متكرّراً ودائماً. ولا يكفي الانتظار حتّى نهاية العام، على سبيل المثال، لتقديم الآراء (التغذية الراجعة) بخصوص أداء شخص معيّن. بل يجب أن يكون هناك انسياب مستمرّ في المعلومات بين أعضاء الفريق، وأن تكون معظم احتياجاته إيجابية. كما يجب تشجيع أعضاء فريقك على أن يهنئوا بعضهم البعض بعبارة من قبيل “أحسنت صنعاً” أو أن يشكروا بعضهم البعض أكثر من توجيه الانتقادات فيما بينهم.

وفي الوقت ذاته، يتعيّن على الأفراد أن يكونوا مستعدّين لمواجهة الحقائق الدامغة المتعلّقة بأدائهم، دون أن يميلوا إلى اتخاذ موقف دفاعي. وينبغي على أعضاء الفريق تبنّي فلسفة تقوم على قبول النقد الموجّه من الآخرين إلى عملهم، دون اعتباره بمثابة نقد شخصي موجه إليهم بالذات. فالفكرة هي أنك ترغب ببناء إحساس بالمساءلة بين صفوف الفريق بحيث يدافع كل واحد منهم عن ظهر زملائه، ولا ينتظر إغماد سكّين في ظهره.

تقدير إسهامات الفريق وليس تعزيز الأنانية لدى أفراده. نحن جميعاً نرغب بأن يُنظر إلينا بوصفنا أشخاصاً أذكياء وقادرين، وخاصّة في مكان العمل. لكن تقديم الإسهامات الفعلية إلى الفريق أو المجتمع المحلي هو ما يكسبك النفوذ والثقة فعلياً – وليس قدرتك على التباهي بمدى ذكائك. فالأعضاء العظيمون في أي فريق لديهم الاستعداد للاعتراف بأنّهم لا يمتلكون كلّ الإجابات. وإنما هم مستعدّون لمناقشة المشاكل والتفكير بشكل جدّي من أجل التوصّل إلى أفضل الحلول بمساعدة الفريق، عوضاً عن تحمّل عبء محاولة تقديم كل الإجابات بمفردهم.

وعوضاً عن أن يسعى الأعضاء العظماء في أي فريق إلى تحقيق المكاسب والإنجازات الشخصية، فإنّهم يثمّنون إسهاماتهم إلى إنجازات المجموعة، ومن خلال فعل ذلك فإنهم يسهمون في إفساح المجال أمام أنفسهم ويتيحون لأنفسهم المزيد من الفرص.

لقد رأيت هذا الأمر بأم عيني في شركة (ريد هات). فالأشخاص الذين يتعاونون مع زملائهم في العمل الجماعي، غالباً ما يُطلب منهم المشاركة في المشاريع التي تضمّ أفراداً من عدّة أقسام وظيفية في الشركة، الأمر الذي يسمح لهم بالاستمتاع بقدر أكبر من الفرص والتجارب ضمن الأقسام المختلفة للمؤسسة.

عندما تكون قادراً على توظيف أعضاء الفريق القادرين إلى إظهار مهارات مثل هذه، وعلى تدريبهم واستبقائهم في العمل، فهذا الأمر سيساعدك في الحصول على قرارات أفضل، وتفاعل أفضل، وتنفيذ أفضل، وفي نهاية المطاف نتائج أفضل. وهذا شيء ذكي أليس كذلك؟

اقرأ أيضاً: 

صوتك قد يجعلك تبدو شخصاً ذكياً في العمل !

كيف توفق بين العمل والدراسة؟

كيف يقود المدراء الجدد فريقاً أعضاؤه في عدة دول؟

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن