السعودية: تكدس الجنيه المصري في محال الصرافة يدفعها إلى التخلي عن هامش الربح

تاريخ النشر: 07 أبريل 2015 - 06:44 GMT
يعود تراجع الطلب على الجنيه المصري، إلى عدة أسباب، منها تراجع عدد السياح السعوديين الراغبين في السفر إلی مصر، علاوة على تفضيل المعتمرين والزوار المصريين تبديل الجنيه بالدولار
يعود تراجع الطلب على الجنيه المصري، إلى عدة أسباب، منها تراجع عدد السياح السعوديين الراغبين في السفر إلی مصر، علاوة على تفضيل المعتمرين والزوار المصريين تبديل الجنيه بالدولار

دفع تكدس الجنيه المصري لدی محال الصرافة في جدة، الصرافين إلی بيع العملة بسعر أقل عن المؤشر، فيما اختلف هامش الربح الذي تخلوا عنه فيما بينهم، رغبه في تصريف العملة.

ويعود تراجع الطلب على الجنيه المصري، إلى عدة أسباب، منها تراجع عدد السياح السعوديين الراغبين في السفر إلی مصر، علاوة على تفضيل المعتمرين والزوار المصريين تبديل الجنيه بالدولار والقدوم به إلی المملكة وتحويله هنا إلی ريال، إضافة إلی ارتفاع تبديل السعوديين والمصريين العملات في السوق السوداء المصرية للاستفادة من فرق السعر.

وقال الصراف محمد شلبي، "إن الجنيه المصري متكدس لدى محال الصرافة، وموجود بكميات كبيرة، لأن السحب عليه قليل بسبب تراجع الطلب على الجنيه المصري من المصريين والسعوديين، فلم يعد الطلب عليه كالمعتاد، رغم أن المصريين الذين يأتون إلى محال الصرافة كثر ويستبدلون الجنيه المصري بالريال، لكن وقت مغادرتهم يستبدلونه بالدولار ولا يأخذون الجنيه المصري".

وأضاف، "إن المعتمر الواحد يبدل من ألف إلى 40 ألف جنيه، حيث يبدلون العملة على قدر حاجتهم ليس دفعه واحدة"، متابعاً "ونشتري منهم الألف جنيه بـ 491 ريالا ونبيع لهم الألف ريال بـ 2000 جنيه فقط صافية، لأنه متكدس"، لافتاً إلى أن الصرافين يحددون السعر بناء على تكدس العملة لديهم وسعيا لتصريف العملة، فمنهم من يبدل بـ 520 وليس 491 ريالا.

وأشار إلى أن ما يحدث للعملات من أحداث ينعكس على محال الصرافة، كما حدث مع الجنيه المصري من تذبذب صرفه أمام الدولار ارتفاعا وهبوطا، والفرق بين تعاملات سعر العملة في السوق الرسمية المصرية مثل المصارف والصرافة علاوة على السوق الموازية، مبيناً أن سعر الصرف هناك يؤثر في الصيارفة هنا.

وأضاف، "إن السياح السعوديين والمصريين يفضلون تبديل الجنيه المصري بالريال في السوق السوداء في مصر، للاستفادة من فرق سعر التبديل"، مبينا أن ملاك محال الصرافة ينتظرون حتى يسافر السعوديون إلى مصر ليأخذوه، معتبراً هذا هو الحل الحقيقي لتكدس العملة المصرية لديهم.

ولفت إلى أنه في الإجازة السابقة، كان السحب على الجنيه المصري كبيرا جدا، وكان الصرافون يبحثون عن الجنيه المصري لتغطية الطلب الكبير عليه، وعليه جهز الصيارفة أنفسهم للإقبال المتوقع على الجنيه المصري خلال إجازة الأيام العشرة، بينما فوجئوا بالانخفاض الكبير على الجنيه المصري، فانخفض الطلب على الجنيه المصري 30 في المائة، وتركز السحب أكثر على الليرة التركية وعلى رينجنت الماليزي.

وأوضح أن الدولار واليورو، عملتان لا يتوقف الطلب عليهما طوال العام، وكل يوم يطلبهما المسافرون والتجار للدفع لشركات الشحن القادمة من الميناء والبواخر، لافتاً إلى أن سبب رفع الطلب على اليورو خلال الفترة الحالية، هو تراجع سعر تبديله "ريال"، فبعد أن كان تبديل اليورو يعادل 5.10 ريال، أصبح 4.10 ريال.

من جهته، قال لـ "الاقتصادية" الصراف سالم باشمير، "إن سعر صرف الجنيه المصري جيد، وفي تحسن، لكن الطلب تراجع خلال فترة الإجازة"، لافتاً إلى أن مكسب الصراف في الجنيه يمكن أن يصل من نصف ريال إلى ريال ونصف، لكل سعر تبديل 100 ريال.ولفت إلى أن الطلب على اليورو جيد، ويقبل على شرائه المسافرون، كما أن الطلب عليه مرتفع هذا الأسبوع، كما أن الطلب على الليرة التركية مرتفع أيضاً، حيث يتم شراء 100 ليرة تركية بـ 144.50 ريال للجملة، والبيع بـ 148 أو 147 ريالا.

بدوره، قال لـ "الاقتصادية" الدكتور أحمد رياض؛ أستاذ الاقتصاد، "إن تكدس الجنيه المصري في محال الصرافة يتكرر بين فترة وأخرى، والمشكلة الأساسية تتمثل في سعر صرف الجنيه مقابل الريال، وهو ما يجعل معظم المصريين يحولون من الريال إلى الدولار ثم إلى الجنيه، ولم يعد أحد منهم تقريبا يحول من ريال إلى جنيه مباشرة".

وأشار إلی أن مشكلة ضعف السياحة بسبب المشكلات الأمنية في مصر خلال الفترة الماضية، جعلت عددا كبيرا من السعوديين يغيرون وجهتهم السياحية إلى دبي وتركيا وجنوب شرق آسيا وأوروبا، لافتاً إلى أن العدد الأكبر الذي كان يتوجه إلى مصر في الفترات السابقة أصبح أقل من الطبيعي، علاوة على أن سعر صرف الجنيه بالنسبة للريال أقل بقليل منه في مصر.

وأوضح، أن الريال في مصر تبلغ قيمته 2.2 جنيه، بينما الدولار يبدل بـ 7.62 جنيه، أما سعر السوق السوداء فيصل إلى 7.80 جنيه، أي إذا تم تحويل 1000 ريال في مصر فستكون 2035 جنيها، في حين إذا تم التحويل هنا فإن الألف ريال ستبلغ 2020 جنيها. وأضاف، "حين تحسب إجمالي ما يحوله محل الصرافة الواحد في اليوم، نجد أن المبالغ كبيرة لكنها أقل مما كانت عليه سابقا، وذلك حال التزموا بسعر الصرف المتفق عليه مع المصارف، لكن في حال كان السعر أكبر فإن المكاسب ستكون أكبر، فتغيير نصف الريال يفرق كثيراً في إجمالي التبديلات والمبالغ الموجودة في السوق، لأنها ستحقق أرباحا ضخمة جدا".

وتابع، "يبدو أن نصف الريال مبلغ بسيط لكنه في الواقع كبير جدا، فحين نضرب هذا المبلغ في كل الأموال الموجودة في السوق يظهر لنا المكسب الذي يحدد عدد التعاملات وكم المبالغ التي تم تبديلها على مستوى اليوم، ويظهر أن المبالغ كبيرة جدا".

ولفت إلى أنه رغم تكدس الجنيه المصري إلا أن محال الصرافة لا تخسر من وجوده، موضحا أنهم يشترونه بالسعر الرسمي ويبيعونه بالسعر الرسمي، واختلافاتهم التي يلجأون إليها لتصريف العملة ليست كبيرة.

اقرأ أيضاً: 

الجنيه المصري عند أدنى مستوى على الإطلاق

الجنيه المصري نحو ادنى سعر منذ بدء مزادات المركزي

انخفاض الجنيه المصري بشكل مستمر امام الدولار

الجنيه المصري على حافة الهاوية

الجنيه المصري يتراجع 6 % أمام الريال في محال صرافة مكة