رغم الآثار السلبية المحتملة على المدى القصير لتفجيرات سيناء الأخيرة على أعداد السياح الوافدين إلى مصر، وعلى تدفقات الحسابات الجارية، هناك آراء تؤكد أن هذه الآثار ستكون أخف مما هو متوقع، وفق مصادر المجموعة المالية المصرية - هيرميس (EFG–Hermes).
وتشير البيانات والأدلة الموضوعية إلى أن منتجعات جنوب سيناء شهدت انتعاشة قوية في أعداد السائحين الآتين إليها وفي معدلات إشغال الفنادق خلال شهري مارس وأبريل 2006، وذلك في أعقاب التدهور الذي شهدته بعد هجمات شرم الشيخ في يوليو 2005. وحافظت أعداد السائحين الوافدين للمنطقة عقب تلك الهجمات على استقرارها حسب المعدل السنوي، كما جاء أداء بورصة تداول الأوراق المالية قوياً، خصوصاً منذ أواسط العام 2005 وحتى عملية التصحيح التي عانت منها أسواق الأسهم في المنطقة بأسرها في منتصف فبراير 2006.
ويقول هاني جنينة، كبير الاقتصاديين في المجموعة المالية القابضة – هيرميس: "لقد كان أثر الهجمات الإرهابية على أعداد السياح القادمين، وكذلك فترة التعافي التالية، من أصعب ما تعرضت له مصر عقب هجمات الأقصر عام 1997. أما في حادثتي طابا في أكتوبر 2004، وشرم الشيخ في يوليو 2005، فقد تضاءلت هذه التأثيرات كثيراً على القطاع السياحي، وكذلك تقلصت فترة التعافي، وهو ما يشير إلى تنامي قوة هذا القطاع ومرونته".
وفي ما يتعلق بالتأثيرات على مجمل القطاعات الاقتصادية الأخرى، تتوقع المجموعة المالية المصرية-هيرميس عدم حدوث تغييرات في توقعات الحسابات الجارية للعام المالي 2005-2006. ففي آخر تقاريرها عن مصر، قدرت الشركة إجمالي عدد السياح القادمين خلال العام المالي 2005-2006 بـ 8.4 مليون سائح، بعد أن بلغ 8.6 مليون في العام المالي 2004-2005. وبالنسبة للفترة بين يوليو 2005 ومارس 2006 (وتمثل تسعة أشهر في العام المالي 2005-2006)، استقر عدد السياح القادمين عند 6,500 ألف سائح، ليسجل زيادة هامشية عما كان عليه خلال الفترة نفسها من العام المالي السابق حيث بلغ 6,491 ألف سائح.
ويقول جنينة: "بناءً على ما سبق، فإننا لا نشعر بالقلق، ولن نغير توقعاتنا المستقبلية للعام المالي 2005-2006 حتى يتضح أكثر حجم الأثر الناتج عن تفجيرات سيناء الأخيرة. ومن وجهة نظر أوسع في ما يتعلق بميزان المدفوعات الجارية، نعتقد أن الارتفاع الأخير في أسعار النفط الخام والزيادة المطردة في صادرات الغاز الطبيعي ستساعد بشكل جزئي على مواجهة أي انخفاض قصير المدى في عوائد السياحة. فرغم التراجع المستمر في إنتاج النفط الخام، سجل متوسط السعر العاجل لمزيج السويس 56 دولاراً أمريكياً للبرميل من بداية العام 2006 حتى الآن، أي بزيادة قدرها 20% عن متوسطه خلال العام الماضي، ويتوقع أن يظل السعر يتمحور حول هذا الرقم حتى نهاية العام. ومن المنتظر أن تؤدي هذه الزيادة في أسعار النفط الخام أيضاً إلى زيادة عائدات قناة السويس، حيث يصبح المرور عبرها أقل تكلفة مقارنة بالدوران حول رأس الرجاء الصالح".
© 2006 تقرير مينا(www.menareport.com)