أنعش انخفاض أسعار الذهب في السوق العالمية آمال التجار في رفع المبيعات خلال موسم رمضان والإجازات، مؤكدين أن أسعار المعدن الأصفر سجلت تراجعا بعد أن قلص الدولار خسائره إثر صدور بيانات عن قطاع الصناعات التحويلية الأمريكي.
وأوضح تجار أن تقلبات الدولار وثبات سعر الفائدة الأمريكية انعكسا على الأسعار ودفعها للتراجع، مشيرين إلى أن الذهب تراجع نحو 6 في المائة في شهر أيار "مايو" الماضي، وهي تعد أكبر خسارة منذ ستة أشهر بعد أن ارتفع نحو 15 في المائة منذ بداية العام.
واعتبروا أن هذا التراجع في أسعار الذهب هو السبب الرئيس لمضاعفة الطلب علی الذهب الذي ارتفع مع بدء موسم الشراء، لافتين إلی أن أسعار الحلي والمجوهرات لا تتأثر بتغير أسعار الذهب مباشرة، بل يؤثر بها سعرها وقت الشراء والتكلفة المصنعية، إضافة إلى نوعية القطع التي أضيفت إليها من مجوهرات أو أحجار كريمة.
وقال لـ "الاقتصادية" أحمد الشريف، مدير عام مجموعة الشريف التجارية وعضو اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة في مجلس الغرف السعودية، إن أسعار الذهب شهدت تراجعا صادف بدء موسم الشراء الذي يمتد إلی ستة أشهر اعتبارا من شهر شعبان، وهو ما رفع الطلب عليه للتجارة وللاستخدام الشخصي، موضحا أن الإقبال الكبير على شراء الذهب يتزامن مع شهر رمضان وموسم الأعياد والأفراح والمناسبات الاجتماعية.
وأكد الشريف أن ثبات سعر الفائدة الأمريكية انعكس على الأسعار ودفعها للتراجع، مشيرا إلى أن الذهب تراجع نحو 6 في المائة في شهر أيار (مايو) الماضي، وهي تعد أكبر خسارة منذ ستة أشهر بعد أن ارتفع نحو 15 في المائة منذ بداية العام، مشيرا إلى أن تقليص الدولار لخسائره عقب صدور بيانات عن قطاع الصناعات التحويلية الأمريكي أظهرت تسارع نشاط القطاع وتعافي الأسهم الأمريكية من مستويات متدنية، أثر علی الأسعار ودفعها للتراجع.
وبين أن رفع أسعار الفائدة الأمريكية عادة ما يزيد على تكلفة الذهب علی التجار الذين يفضلون الاحتفاظ به لمدة، مضيفا "عاشت أسعار الذهب حالة من الانتظار لما ستؤول إليه أسعار الفائدة الأمريكية، الذي عادة ما يحدد اتجاه أسعار الذهب الذي سيكون معاكسا لها ارتفاعا وهبوطا إلی أن يتم التأكيد علی ثبات السعر الذي سيرفع من سعر الذهب تدريجيا".
وذكر عضو اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة في مجلس الغرف السعودية، أن موسم العمرة ضاعف الطلب في المنطقة الغربية أكثر من غيرها، منوها بأن التجار يضاعفون الكميات المعروضة ويوفرون الأنواع التي يفضلها المعتمرون بناء علی خياراتهم من العيارات والتصاميم، مفيدا بأن التراجع المتواصل شجع المستهلكين علی الشراء.
من جهته، أوضح محمد عزوز، تاجر ذهب، أن سعر جرام الذهب غير المشغول من عيار 24 قيراطا يبلغ 151 ريالا، وعيار 21 قيراطا 132 ريالا، وعيار 18 قيراطا 113 ريالا، منوها إلی أن تثبيت الفائدة ينعكس علی أسعار الذهب ويدفعها لارتفاع تدريجي، مؤكدا أن المعتمرين يرفعون من مبيعات أسواق الذهب.
بدوره، أكد لـ "الاقتصادية" صالح سلمان، بائع ذهب، مضاعفة انتعاش الطلب علی الذهب مع بدء الموسم الذي تزهر بوادره الإيجابية على الرغم من تراجع الأسعار، الذي انعكس إيجابا علی الطلب المحلي الذي عادة ما يتضاعف في مثل هذا الوقت، مبينا أن تكلفة التصنيع تنعكس مباشرة علی القطع وتختلف من حيث حجم القطعة والتفاصيل والموديل.
وكان الذهب لامس، أمس، أعلى مستوى في أسبوعين قبل أن يتراجع قليلا عقب أن سجل أكبر مكسب يومي في أربعة أشهر في الجلسة السابقة إثر بيانات التوظيف الأمريكية التي جاءت دون التوقعات لتقلص فرص رفع أسعار الفائدة الأمريكية قريبا.
وزاد الذهب نحو 17 في المائة منذ بداية العام، لكنه تعرض لضغوط في الأسابيع القليلة الماضية من جراء تصريحات كبار المسؤولين في مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي)، من بينهم جانيت يلين، رئيسة المجلس، التي عززت التوقعات برفع وشيك لأسعار الفائدة.
وتنفس الذهب الصعداء بعد بيانات أمريكية أظهرت تسجيل أقل عدد من الوظائف الجديدة في خمسة أعوام ونصف العام خلال أيار (مايو) ليرتفع المعدن الأصفر 2.8 في المائة مسجلا أكبر زيادة يومية من حيث النسبة منذ 11 شباط (فبراير).
ونزل المعدن الأصفر في المعاملات الفورية 0.3 في المائة إلى 1240.80 دولار للأوقية (الأونصة). وكان قد سجل في وقت سابق 1248.40 دولار، وهو أفضل مستوى منذ 24 آذار (مارس). ولم يطرأ تغيير يذكر على سعر الذهب في المعاملات الآجلة في الولايات المتحدة عند 1243.20 دولار للأوقية.
اقرأ أيضاً:
توقعات بتذبذب أسعار الذهب مع اقتراب رفع الفائدة الأمريكية
أسعار الذهب تهبط نحو أدنى مستوى في أسبوعين
