على الرغم من ارتفاع أسعار الذهب أمس، مستفيدا من التراجعات في الأسواق المالية والنفطية إلا أن تجار المعدن النفيس اعتبروا أن ذلك ليس مؤشرا علی اتجاه الذهب للصعود وانتهاء بتذبذب أسعاره عالميا والمتغيرات المفاجئة التي قد تؤثر علی الأسواق.
وقال لـ"الاقتصادية"، أحمد الشريف عضو اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة في مجلس الغرف السعودية، إن أسعار الذهب مضطربة لكنها إلى حد ما تسير مع الوتيرة العالمية، حيث تأثرت الأسعار في بداية افتتاح السوق من جديد وأن ما يؤثر على السعر العالمي هو ما يحكم سعر الخام، أما التكلفة المصنعية فثابتة.
وحول رؤيته لمستقبل أسعار الذهب، أوضح الشريف أن ما يحدث في الأسواق يظهر أن الأسعار متجهة إلى الارتفاع إلا أن التغيرات قد تكون سريعة ومفاجئة ومبنية على أمور خارج السوق، فلم يعد السوق محكما كما كان في السابق ولا يمكن لأي شخص توقع ما ستؤول إليه الأسعار100 في المائة.
وأشار الشريف إلى ضرورة تحلي جميع المتعاملين في السوق بالحذر، لأنه ما بين لحظة وأخرى قد يتغير السعر ويختلف الأمر تماما.
وقال، إن المعدن عاد منذ الشهر الماضى للتوازن لكننا مع ذلك لا نستطيع أن نقول، إنه يتجه نحو الصعود ولذا ننصح المتعاملين في السوق بقليل من التأني حتى تتضح الرؤية المستقبلية لأسعار الذهب.
وأضاف الشريف أن الفترات التي تتميز بتذبذب الأسعار عادة ما تشهد تراجعا في الطلب ونقصا في الكميات لمن يشتري الذهب للتجارة، أما من يشتريه للمناسبات وغيرها فلن يكترث كثيرا بتذبذب الأسعار. ومن جهته، قال محمد عزوز عضو اللجنة الوطنية للذهب والمعادن الثمينة في مجلس الغرف السعودية، إن المعدن تأثر بعدة عوامل خارجية ومنها التراجع الذي تشهده أسواق الأسهم، إضافة للقلق حيال الاقتصاد العالمي والهبوط الحاد في أسعار النفط وتباطؤ النمو في الأسواق الناشئة. وبين عزوز أن سعر الذهب غير المشغول يبلغ حاليا 136 ريالا لعيار 24، وأما عيار 21 فيبلغ 119 ريالا، فيما يبلغ عيار 18 نحو 102 ريال، وتراوح تذبذب الأسعار بين 2 إلى أكثر من 5 ريالات للجرام، حيث تصل تكلفة التصنيع إلى نحو 30 ريالا للجرام ما بين أجور تصنيع ومصاريف محل تجزئة وربح ومخاطر.
إلى ذلك، قال لـ "الاقتصادية" الدكتور فاروق الخطيب أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز، إن أسعار الذهب تراجعت خلال تعاملات الأمس، لكنها مع ذلك لا تزال قرب أعلى مستوى في 3 أشهر، مع ترقب موجة المبيعات في أسواق الأسهم، وهبوط النفط.
وأشار الخطيب إلی أن ارتفاع الذهب مرتبط ارتباطا وثيقا بحجم الأزمات الاقتصادية والسياسية التي ربما تفقد المستثمرين الثقة في العملات الورقية مبينا أن العلاقة بين سعر الذهب والعوامل الاقتصادية والسياسية تختلف من وقت لآخر وبالتالي فإن رد فعل السوق يتغير. وأكد الخطيب أن الدولار يؤثر في الذهب وقد يدفع تراجعه المستثمرين للاستثمار في المعدن لأنه على المدى البعيد سيعود بالربح وبالتالي فإن ضعف العملة يدفع أسعار الذهب للارتفاع ولكن ليس بالضرورة أن يصاحب ضعف الدولار ارتفاع لأسعار الذهب.
اقرأ أيضاً:
2016 السنة الرابعة لانخفاض الذهب