فاقت قيمة العقود التي تم إرساؤها في دولة قطر خلال الأشهر التسعة الأولى من 2014 قيمة العقود التي تم إرساؤها في عام 2013 بأكمله، حيث تشهد سوق المشاريع المحلية تسارعاً ملحوظاً في ظل الاستعدادات لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.. فقد بلغت قيمة العقود التي تم إرساؤها في دولة قطر خلال الأشهر التسعة المنتهية في سبتمبر 22.5 مليار دولار أميركي مقارنة بـ 22.3 مليار دولار في 2013 بأكملها، وذلك وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن «ميد للمشاريع»، الشركة الرائدة إقليمياً في متابعة المشاريع ومن المتوقع أن تصل القيمة الإجمالية للعقود في قطر مع نهاية العام إلى 30 مليار دولار أميركي نظراً للمشاريع الضخمة العديدة التي من المتوقع أن يتم إرساء عقودها خلال الربع الأخير وبذلك تكون الدولة قد بلغت مستوى غير مسبوق على صعيد قيمة العقود السنوية.
وقال إد جيمس، مدير التحليل في «ميد للمشاريع»: «مضى نحو أربع سنوات على إعلان اختيار دولة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 ولكن السوق لم تشهد ارتفاعاً في استثمارات البنية التحتية إلا في الآونة الأخيرة، حيث كانت القيمة الإجمالية للعقود السنوية بين عامي 2010 و2012 تتراوح بين 10 و15 مليار دولار، غير أننا الآن نلاحظ ارتفاعاً مستداماً على صعيد نشاط قطاع المشاريع في دولة قطر، التي تسعى إلى ضمان توفير البنية التحتية المناسبة لاستضافة هذا الحدث العملاق». وتشتمل أهم المشاريع التي تم منح عقودها خلال الأشهر الـ12 على باقة بقيمة 3.3 مليار دولار لإنشاء الخط الذهبي للمترو في الدوحة وعقد تفوق قيمته مليار دولار لخط لوسيل الحديدي الخفيف والعديد من الباقات حول الطريق الدائري السريع الجديد وطريق الشاحنات بقيمة إجمالية تبلغ 4.6 مليار دولار.
ونظراً لهذا الارتفاع الذي يشهده نشاط قطاع البنية التحتية، فقد أصبحت قطر ثالث أكبر سوق للمشاريع بين دول مجلس التعاون بعد الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومن المرجح أن تسجل مزيداً من النمو مع اقتراب موعد بطولة كأس العالم التي ستقام بعد ثماني سنوات فقط. وأضاف جيمس: «بإمكان المستشارين والمزودين أن يكونوا على ثقة تامة بأن قطر ستبقى واحدة من أكثر الأسواق المشاريع جذباً واستقراراً وغنى بالفرص في المنطقة وذلك نظراً لما ستشهده من مشاريع ضخمة مثل خزانات المياه العملاقة المعدة لحالات الطوارئ والمتراوحة قيمتها بين 2- 3 مليارات دولار ومشروع «معبر الشرق» بقيمة 5 مليارات دولار، فضلاً عن غيرها من الباقات التي تصل قيمتها مجموعة إلى عدة مليارات من الدولارات، بما يشمل طريق الدوحة السريع ومشروع استراتيجية تحديث البنية التحتية للصرف الصحي في الدوحة ومختلف برامج الطرقات والصرف الصحي المحلية والتي من المتوقع إرساء عقودها في غضون الأشهر الـ24 المقبلة». ليس من المستغرب أن قطاع المواصلات كان الأكبر هذا العام، حيث شهد إرساء عقود ضخمة لمشاريع الطرقات والمترو وجاء قطاع الإنشاءات في المرتبة الثانية مدعوماً بالعقود الضخمة للمشاريع في لوسيل ومشيرب وكتارا.
وقد أثبتت القيمة العالية للمشاريع في قطر كونها مربحة لكل من المقاولين المحليين والعالميين على حد سواء. وتبوأت الشركة القطرية «الجابر للهندسة» المرتبة الأولى بين المقاولين من حيث قيمة المشاريع التي تم إرساؤها عليها خلال العام الماضي والتي بلغت ملياري دولار أميركي، تليها شركة «لارسن آند توبرو» الهندية وشركة «كيو دي في سي» القطرية.
وقد نفذت «ميد للمشاريع» خلال الفترة الممتدة بين يونيو وسبتمبر برنامجاً لزيارة وتسجيل كافة المواقع الجديدة التي من المخطط إنشاء مبانٍ جديدة فيها أو التي تشهد عمليات إنشائية جارية أو معلقة في منطقة الدوحة الكبرى، حيث تم تسجيل تفاصيل أكثر من 400 مشروع بقيمة تبلغ 10 ملايين دولارات أو أكثر، بما يشمل إحداثيات تعقب مواقعها عالمياً (GPS) والتقاط صور لها وكشف البرنامج عن وجود 300 من المشاريع التي لم يتم تسجيلها سابقاً في مرحلة مبكرة وتظهر هذه المشاريع الآن في خدمة «ميد للمشاريع».
تشتهر «ميد للمشاريع» عالمياً بتوفيرها أهم المعلومات المتعلقة بمختلف القطاعات الاقتصادية للجهات التي تعمل ضمن أو مع منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتعتبر الشركة حالياً جزءاً من مجموعة «فورسي فورسايت» 4C FORESIGHT، التي تقدم باقة من خدمات المعلومات الرقمية عالمية المستوى والمتخصصة في قطاعات البيئة المبنية والبنية التحتية.

البوابة