أكدت الخرطوم أنها تجاوزت صدمة انفصال الجنوب وخروج عائدات النفط من الموازنة، على رغم أن بلادا أخرى مرت بذات ظروف السودان انفرط فيها عقد الدولة، بينما انتقد الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي 'تجاهل' الإعلام الأفريقي اتفاق التعاون بين دولتي السودان وجنوب السودان واعتبره 'مخجلا'.
وقال نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه أمام البرلمان: 'كثير من الناس كان يقدر أن الانفصال الذي وقع العام الماضي لجنوب السودان وما تبعه من خروج موارد النفط من الموازنة العامة، وما تبعه من دخول الدولة في حروب ومواجهات أمنية وعسكرية، من شأن هذه الصدمة وقوتها أن تخل بتوازن الدولة وقوتها وأن يتهاوى السودان وأن تسقط الدولة ويتفتت الأمن في السودان والتماسك الاجتماعي. ولكن بلطف الله وشيء من حسن التدبير تم التمكن من احتواء وامتصاص الصدمات وتقليل آثارها ونتائجها حتى تستمر الحياة'.
إلى ذلك، أكد رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي أن الاتفاق الموقع بين السودان وجنوب السودان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أخيرا يعتبر مثالا فريدا للإنجاز الأفريقي - الأفريقي ويمثل تنفيذه وسيلة يخرج بها مجلس الأمن الدولي الدولتين الأفريقيتين من طائلة التهديد بالفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة (فرض عقوبات عليهما)، أي أنهما ما عادا يمثلان تهديدا للأمن والسلام الدوليين. وقال مبيكي في مقال نشره موقع في جنوب أفريقيا أن ميزة الاتفاق بين الخرطوم وجوبا أنه فريد وأكثر شمولا ودقة في تحديد العلاقة بين دولتين أفريقيتين جارتين لا يضاهيها في ذلك إلا الاتفاقات القائمة والتي تحدد العلاقات بين دول الاتحاد الأوروبي، بحسب رأيه. وأكد أن الحدود السياسية بين الدولتين لن تكون حائلا بين التعامل الإنساني عبر الحدود وعبر تبني مبدأ 'الحدود المرنة' بينهما. ورأى مبيكي أنه 'من المخجل حقا والمحرج' أن الصحافة والإعلام في أفريقيا تجاهل 'هذا التطور الأفريقي الكبير كأنه لم يكن'.
من جهة أخرى، حضت الولايات المتحدة الحكومة السودانية على اتخاذ خطوات نحو تطبيع العلاقات بين البلدين، وأكدت إعادة فتح سفارتها في الخرطوم قريبا. وأكد القائم بأعمال السفارة الأميركية في الخرطوم ستافورد جوزيف في بيان التزام بلاده بحرية التعبير واحترام الأديان، ودعا الحكومة السودانية إلى محاربة العنف باسم الدين، في إشارة إلى ما تعرضت له السفارة الأميركية في الخرطوم من اعتداء على خلفية الفيلم المسيء للإسلام الشهر الماضي.