مني أباطرة وتجار السولار والبنزين بالسوق السوداء في مصر بخسائر فادحة الأيام الماضية، مع بدء انفراج أزمة الطاقة وتوافر البنزين بجميع أنواعه والسولار في جميع المحافظات وعلى الطرق السريعة.
وكانت أزمة السولار والبنزين قد بدأت قبل عدة أشهر وانتشرت في جميع المحافظات المصرية، بسبب نقص مصطنع في الكميات المطروحة في السوق من قبل مافيا السوق السوداء في مصر، فيما استغل التجار الموقف وبدأوا يسيطرون على تجارة البنزين والسولار، ما كبد أصحاب السيارات خسائر فادحة طيلة الأشهر الماضية.
وقال محمد كامل، صاحب أتوبيس سياحي، إن الأوضاع بدأت تستقر منذ أسبوع تقريباً وخاصة في القاهرة التي لم تكن بها أزمة سولار أو بنزين قبل ذلك، ولكن الأزمة بدأت بها منذ شهرين تقريباً وبدأنا نرى طوابير السيارات تصطف أمام محطات الوقود وتنتظر ساعات وربما أياما، ما كان يتسبب في شلل مروري بالمناطق التي يوجد بها محطات وقود بها سولار أو بنزين.
وأوضح أنه مع انفراج الأزمة كان هناك تجار يمتلكون كميات ضخمة من السولار والبنزين، وكان سعر لتر البنزين يتراوح دائماً ما بين 3 و5 جنيهات، فيما قد يصل في بعض الحالات إلى 10 جنيهات حينما لا يكون هناك أكثر من تاجر سوق سوداء بالمنطقة.
ومع توافر السولار والبنزين بدأ تجار السوق السوداء يحاولون التخلص من الكميات التي كانت بحوزتهم وبأسعارها الطبيعية، وخاصة أن بعضهم يمتلك مخازن كبيرة ممتلئة بالسولار والبنزين التي لن يتمكن من بيعها لأصحاب السيارات إلا بأقل من سعرها الحقيقي المعلن عنه في محطات الوقود وذلك حتى يجد من يشتري منه.
وكانت وزارة البترول قد أعلنت قبل أيام أنها ضخت كميات إضافية من البنزين والسولار بالسوق المحلية لتلبية الطلب المتزايد. وأكدت الهيئة المصرية العامة للبترول أن إجمالي كميات البنزين المسلمة للمحطات وصلت إلى نحو 17.6 ألف طن يوميا من البنزين بأنواعه 80 و90 و92، مقابل 15 ألف طن متوسط المعدل الطبيعي للاستهلاك اليومي، كما تم ضخ نحو 36 ألف طن سولار يوميا مقابل نحو 35 ألف طن يوميا متوسط المعدلات الطبيعية للاستهلاك.
وأشار كمال عبدالوهاب، صاحب سيارة أجرة، إلى أن التجار كانوا يحصلون على السولار والبنزين من محطات الوقود البعيدة عن الأنظار والتي لم تكن تبيع كل الكميات التي تتسلمها، ومع استمرار الأزمة بدأت أسعار البنزين ترتفع لتصل في بعض الحالات إلى 5 جنيهات، ولكن الأزمة تلاشت في القاهرة وخفت حدتها في المحافظات الأخرى.
وأوضح أن السوق السوداء مازالت تمتلك كميات ضخمة من السولار والبنزين ولكن نظراً إلى توافره في المحطات فلا يوجد من يقبل على الشراء من السوق السوداء حتى ولو بأسعار مخفضة عن الأسعار الرسمية، حتى يتعرض التجار لبعض الخسائر التي تعرض لها أصحاب السيارات طيلة الفترات الماضية.