السعودية تخفض صادراتها مع عودة النفط العراقي والليبي

تاريخ النشر: 28 أغسطس 2014 - 09:18 GMT
البوابة
البوابة

أظهرت بيانات رسمية أن صادرات النفط الخام السعودية تراجعت في حزيران (يونيو) إلى أدنى مستوياتها في حوالي ثلاث سنوات مع زيادة كميات الخام المستخدمة في تشغيل محطات توليد الكهرباء في المملكة وارتفاع الكميات التي تكررها المصافي المحلية.

وصدرت السعودية أكبر بلد مصدر للخام في منظمة أوبك 6.946 مليون برميل يوميا من النفط الخام في حزيران (يونيو) منخفضة بشكل طفيف من 6.987 مليون برميل يوميا في أيار (مايو) حسب ما نشرته مبادرة البيانات النفطية، وتعد صادرات حزيران (يونيو) الأدنى منذ تشرين الأول (أكتوبر)2011.

وقال لـ "الاقتصادية" حجاج بوخضور المحلل النفطي الكويتي، إن الانخفاض الذي حدث في صادرات النفط الخام السعودية خلال حزيران (يونيو) يعتبر قليلا وطبيعيا ومعبرا عن مصداقية السعودية وحرصها على الحفاظ على استقرار أسواق النفط العالمية بعد عودة صادرات النفط العراقية والليبية للأسواق، فكان أن خفضت السعودية صادراتها من النفط الخام التزاما منها بهذا الدور.

وأشار إلى أن صادرات السعودية من النفط الخام خلال العام الماضي كانت في مستويات معينة لتغطية حاجة السوق العالمية من النفط الخام بسبب الأحداث في ليبيا والعراق والحظر الاقتصادي على صادرات النفط الإيراني، لذا كان من الطبيعي أن يكون هناك ارتفاع في صادرات النفط الخام السعودي، أما الآن وخاصة خلال حزيران (يونيو) فإن الصادرات النفطية من العراق وليبيا بدأت تجد طريقها للأسواق، لذلك فإن السعودية خفضت من صادراتها بشكل طفيف حفاظا على استقرار الأسعار والإمدادات.

ولفت إلى أن السعودية خلال هذا الشهر من كل عام ترتفع فيها معدلات الاستهلاك، لذا كان لابد لها أن تغطي الطلب المحلي سواء لمحطات التحلية والطاقة، لذلك لجأت إلى زيادة الطاقة التكريرية لتوفير هذه المشتقات النفطية، خاصة أن شهر حزيران (يونيو) يرتفع فيه حجم الطلب المحلي الداخلي.

وقال حجاج إذا كان هناك إنتاج فائض من الدول المصدرة للنفط، يزيد من حجم المعروض من الصادرات للأسواق العالمية، فإن السعودية بدورها تعمل على خفض إنتاجيتها بالقدر الذي يحافظ على استقرار الأسواق، وهذه التقارير تدلل على حرص الرياض على استقرار أسواق النفط، خاصة وأن قدرتها الإنتاجية تفوق أكثر من 10 ملايين برميل يوميا، ومع ذلك فإنها لم تنشد أبدا زيادة مستويات إنتاجها للوصول إلى هذا الحد.

وزاد إنتاج السعودية إلى 9.780 مليون برميل يوميا من 9.705 مليون برميل يوميا في أيار (مايو) حسب أرقام مبادرة البيانات النفطية المشتركة.

وقامت المصافي بتكرير 2.055 مليون برميل يوميا من الخام في حزيران (يونيو) بانخفاض طفيف من 2.136 مليون برميل يوميا في أيار (مايو) والذي كان أعلى مستوى منذ إطلاق مبادرة البيانات النفطية المشتركة في 2002.

وارتفعت كميات الخام المستخدمة في تشغيل محطات الكهرباء في المملكة إلى 827 ألف برميل يوميا في حزيران (يونيو) من 680 ألف برميل يوميا في أيار (مايو) و484 ألف برميل يوميا في نيسان (أبريل).

وتراقب أسواق النفط عن كثب التغيرات في الإنتاج السعودي لأن السعودية هي الدولة الوحيدة التي لديها طاقة إنتاجية فائضة كبيرة تمكنها من تعديل الإنتاج وفقا للطلب على الرغم من أن زيادات كبيرة في الطلب المحلي في فصل الصيف في الأعوام القليلة الماضية أدت إلى تقليص الصادرات.

وترتفع كميات النفط الخام المستخدمة في تشغيل محطات الكهرباء في أشهر الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة وهو ما يؤدي إلى زيادة استخدام أجهزة تبريد الهواء في السعودية التي تعتمد على الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء وليس لديها كميات من الغاز تكفي لتلبية حاجات الطلب المتزايد على الكهرباء.