قال المهندس أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمس إن السعودية تستهدف تصدير ثلاثة مليارات قدم مكعبة يوميا من الغاز قبل 2030، من موارد تقليدية وغير تقليدية.
وأبلغ أمين الناصر الصحافيين في مناسبة للقطاع في لندن أن خيارات تصدير الغاز في المستقبل ستشمل خطوط الأنابيب والغاز الطبيعي المسال وأن "أرامكو" ستطور بمفردها أصول الغاز بالمملكة.
وبحسب "رويترز"، قال الناصر: استثماراتنا في النفط والغاز خلال السنوات العشر المقبلة ستصل إلى نصف تريليون دولار في أنشطة المنبع والمصب.
وأشار إلى أن صناعة النفط تواجه "أزمة فهم" وأن وجهات نظر بعض المراقبين التي ترى أن نهاية النفط تقترب مع تنامي استخدام السيارات الكهربائية هي غير منطقية ولا تقوم على الحقائق، متوقعا أن يزيد الطلب على النفط زيادة كبيرة، مدفوعا في الأساس بقطاع النقل.
وذكر أن "أطرافا مهمة ذات صلة تعتقد أن العالم بأسره سيستمد طاقته من أي شيء، إلا النفط. تلك الرؤى لا تقوم على المنطق والحقائق، وتشكلت في معظمها استجابة للضغوط والدعاية".
وأكد رئيس أرامكو أن قطاع الطاقة يواجه تحديا كبيرا لتصحيح صورة نمطية مغلوطة ومنتشرة بين صناع السياسات ومؤسسات الاستثمار والمنظمات غير الحكومية وشرائح كبيرة من الأجيال الجديدة ممن يعتقدون أن مستقبل قطاع النفط والغاز سنواته معدودة، وأنه بات مهددا بعديد من التحديات التي تؤثر في دوره على المدى الطويل، وتحد من جدوى الاستثمار فيه وتنميته.
وأضاف: "صناعتنا تواجه أزمة فهم مع عدد من الأطراف ذات الصلة.. مزايانا التقليدية متمثلة في معروض وفير يعتمد عليه وبسعر في المتناول غير كافية لتلبية توقعات المجتمع اليوم".
وأشار إلى أن سيارات الركوب لا تسهم بأكثر من 20 في المائة من الطلب على النفط، بينما يأتي الباقي من قطاعات أخرى مثل الطائرات والسفن والشاحنات والبتروكيماويات، وهي قطاعات لا تجد بديلا للنفط حتى الآن لتلبية النمو المتوقع في الطلب.
وقال الناصر: "لقد توقع بعض الخبراء الماليين أثناء مشاركتهم الشهر الماضي في المنتدى الاقتصادي الدولي في دافوس نهاية قطاع النفط والغاز خلال خمس إلى عشر سنوات من الآن، وآخرون بتحوّل جميع المركبات التي تجوب شوارع العالم إلى سيارات كهربائية خلال عشرة أعوام، علما بأن المركبات الكهربائية لا تشكل اليوم سوى نسبة ضئيلة جدا تبلغ أقل من نصف في المائة من أسطول السيارات العالمي".
ودعا رئيس "أرامكو" إلى مزيد من الاستثمار في قطاع النفط والغاز لتلبية النمو في المستقبل، وقال إن على صناعة النفط أن "ترد على النظريات المبالغ فيها مثل نظرية ذروة الطلب النفطي".
ويتوقع كثيرون أن يبلغ الطلب على النفط ذروته خلال السنوات المقبلة في ظل تشديد معايير الانبعاثات في أنحاء العالم ونمو الطلب على السيارات الموفرة في استهلاك الوقود ومصادر الطاقة المتجددة.
وبين الناصر أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لا تشكّل اليوم سوى 2 في المائة من احتياج العالم من الطاقة، رغم تطورها في العالم بشكلٍ إيجابي، ولكن الأمر سيستغرق سنوات طويلة كي تصل إلى نسب كبيرة في مزيج الطاقة.
وأشار إلى أن شركات النفط تمكنت في السنوات الأخيرة من أن تحسن بشكل كبير كفاءتها وسجل السلامة لديها وأداءها البيئي وقدرتها على الإسهام إيجابا في مواجهة التغير المناخي بتخفيض الانبعاثات، مستشهدا بما حققته أرامكو كمثال عالمي رائد، إذ أن النفط السعودي يحتوي على أقل نسبة من كثافة الكربون الناتجة عن عمليات إنتاجه ونقله وتصنيعه على المستوى العالمي، كما استشهد بالتعاون الدولي لشركات النفط والغاز لمواجهة التغير المناخي.
من جهة أخرى، وصف بوب دادلي الرئيس التنفيذي لشركة "بي.بي" قطاع النفط الصخري الأمريكي سريع الخطى بأنه "سوق بلا عقل" لا هم له سوى الاستجابة لإشارات السوق بخلاف نظيريه في السعودية وروسيا.
ويحتاج قطاع النفط الصخري الأمريكي، الذي ساعد الولايات المتحدة لتصبح أكبر منتج للنفط في العالم العام الماضي، إلى بيع الخام بأسعار بين 40 و60 دولارا للبرميل لكسب المال ويسارع لوقف المنصات العاملة عندما تصبح غير مربحة.
وفي أكبر صفقة في نحو 20 عاما، اشترت "بي.بي" أصولا أمريكية من "بي.إتش.بي" مقابل 10.5 مليار دولار العام الماضي.
وقال دادلي خلال مؤتمر أسبوع البترول الدولي في لندن: "الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تستجيب تماما لإشارات السوق.. مثل سوق بلا عقل.. إنها فقط تستجيب لإشارات الأسعار.. بخلاف السعودية وروسيا، اللتين تضبطان إنتاجهما استجابة لوجود تخمة أو عجز في إمدادات النفط، فإن سوق النفط الصخري الأمريكية لا تستجيب سوى لأسعار النفط".
وانضمت روسيا، لأسباب ليس أقلها مواجهة ارتفاع الإنتاج الأمريكي، إلى اتفاق عالمي لخفض الإمدادات مع أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول لدعم الأسعار.
وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في أحدث تقرير لها بأن إنتاج الولايات المتحدة من الخام ارتفع إجمالا إلى رقم قياسي أسبوعي بلغ 12 مليون برميل يوميا.
وزادت مخزونات النفط الخام للأسبوع الخامس على التوالي لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2017 ولامست الصادرات أعلى مستوياتها على الإطلاق.
اقرأ أيضًا:
السعودية تعلن زيادة الاحتياطيات الثابتة من النفط والغاز
النقد الدولي: اقتصاد السعودية قد ينمو بنسبة 2.4% في 2019
الاقتصاد السعودي يفتتح 2019 بالتزامات مرتفعة