اختتم مجلس محافظي المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة الاجتماع الأول للجمعية العامة للمؤسسة الذي عقد امس السبت 6/2/1428هـ الموافق 24/2/2007م بمدينة جدة.
وقد شارك في الاجتماع ممثلو 52 دولة من الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، من وزراء المالية والاقتصاد والتخطيط، ورؤساء البنوك والمؤسسات المالية المساهمة، وذلك للإعلان عن بدء أعمال المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة ITFC، والتي سيكون مقرها الرئيس بمدينة جدة.
وقد ألقى في بداية الاجتماع معالي الدكتور محمد خلفان بن خرباش وزير الدولة للشؤون المالية والصناعة بدولة الإمارات العربية المتحدة كلمة عبر خلالها عن أجزل الشكر والتقدير لحكومة المملكة العربية السعودية لاستضافتها هذا الاجتماع، وأكد أن الحرص الذي أبدته الدول الأعضاء في إنشاء المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة إنما يعبر عن رغبة الأمة في أن يكون لتنمية التجارة نصيب أكبر من الاهتمام في عالمنا الإسلامي، واقترح انتخاب معالي الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف وزير المالية محافظ البنك الإسلامي للتنمية عن المملكة العربية السعودية، رئيسا للاجتماع، خلفاً لمعالي الأستاذ عبد الله ديوب وزير الدولة وزير المالية رئيس مجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية، الذي لم يتمكن من الحضور، وقد وافق كافة المشاركين بالإجماع على إسناد رئاسة الاجتماع لمعالي الدكتور العساف.
وألقى بعد ذلك معالي الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف كلمة عبر في بدايتها عن شكره وتقديره للثقة التي أولاها إليه المجتمعون بانتخابه رئيساً للاجتماع، ونقل للمشاركين تحيات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وتمنياتهما للاجتماع بكل النجاح والتوفيق، كما أكد على أهمية تعزيز التجارة بين الدول الأعضاء في البنك ونوه بالحرص والعناية التي أولاها البنك الإسلامي للتنمية لتعزيز وزيادة حجم التبادل التجاري بين الدول الأعضاء منذ تأسيسه، وأن إنشاء المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة يأتي تتويجا لجهود البنك في هذا المجال، وترجمة عملية للمبادرة الكريمة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله في القمة الإسلامية العاشرة التي عقدت في ماليزيا في أكتوبر 2003، وباركتها القمة الإسلامية الطارئة التي عقدت في مكة المكرمة في ذي القعدة 1426هـ (ديسمبر 2005م)، واتساقاً مع اقتراح دولة الإمارات العربية المتحدة الذي تقدمت به خلال الاجتماع السنوي (29) لمجلس محافظي البنك الذي عقد في طهران في شهر شعبان 1425هـ (سبتمبر 2004). وأن هذه المؤسسة تهدف بالدرجة الأولى إلى تنمية التجارة البينية للدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي من خلال توفير التمويل اللازم للتجارة والقيام بأنشطة تساعد على ذلك، ولرفع نسبة التبادل التجاري بين تلك الدول من مستواه الحالي الذي لا يتجاوز 14% ليصل بمشيئة الله إلى 20% بحلول عام 2015م، حسب ما جاء في برنامج العمل العشري الذي أقرته القمة الإسلامية الطارئة التي عقدت في مكة المكرمة كما أكد الدكتور العساف على أهمية تعاون المؤسسة الوليدة مع مؤسسات ومصادر التمويل الأخرى في الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، وأكد استمرار دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية، بما فيها هذه المؤسسة الجديدة، انطلاقاً من استراتيجية المملكة العربية السعودية الثابتة في دعم وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، وحث بقية الدول الأعضاء التي لم توقع بعد على اتفاقية التأسيس للمسارعة بالانضمام للمؤسسة حتى يجني الجميع ثمار هذا العمل الإسلامي المشترك، وختم كلمته بتوجيه الشكر للبنك الإسلامي للتنمية لاهتمامه وحرصه على البدء في أعمال المؤسسة بأسرع وقت ممكن.
ثم ألقى بعد ذلك معالي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي كلمة بهذه المناسبة مؤكداً أن إنشاء هذه المؤسسة هو خطوة كبرى في الاتجاه الصحيح على طريق تحقيق المزيد من التكامل والتعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء في المنظمة ولإنشاء منطقة للتجارة الحرة بين تلك الدول من خلال العمل على رفع الحجم الحالي للمبادلات التجارية، ولتحقيق ذلك أكد على أهمية تسهيل حرية تنقل رجال الأعمال والمستثمرين وضرورة التوقيع والمصادقة على الاتفاقيات التجارية والاقتصادية المبرمة في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي بما فيها الاتفاقية الإطارية لنظام الأفضلية التجارية (بريتاس)، كما حث المؤسسة الجديدة على ضرورة تنسيق نشاطاتها مع المؤسسات ذات الصلة المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي، وضرورة تقديم دعمها لنشاطات القطاع الخاص في الدول الأعضاء والاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة الحجم حالتي تشكل جزءاً أساسياً في اقتصادات الدول الأعضاء بالمنظمة.
وتحدث بعد ذلك معالي الدكتور احمد محمد علي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الذي أكد أن الإسراع في قيام هذه المؤسسة يأتي انطلاقاً من حرص واهتمام البنك بتنفيذ قرارات القمة الإسلامية الطارئة التي عقدت في مكة المكرمة. وأن إجراءات التأسيس لمؤسسات دولية مماثلة تستغرق عادة سنوات، لكن السرعة التي تم بها إنشاء هذه المؤسسة يدل على حرص الجميع على تنفيذ قرارات القمة الإسلامية الطارئة وتحويلها إلى أفعال، وأثنى على مبادرة خادم الحرمين الشريفين التي كان لها الفضل في تأسيس هذه المؤسسة، وتوجه بالشكر لمعالي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو لمتابعته واهتمامه، وأكد العزم على تغيير الوضع القائم من المستوى المتدني للتبادل التجاري، وتوجه بالشكر والتقدير للجمهورية التركية التي ترأس اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي (كومسيك) والتي يرأسها منذ تأسيسها ويحضر كافة اجتماعاتها فخامة رئيس الجمهورية التركية، مما كان له أطيب الأثر في تفعيل قرارات اللجنة وإنجاحها، و أكد الحاجة إلى وجود إرادة سياسية للحد من العوائق التي تحول دون تنمية التبادل التجاري بين الدول الأعضاء. وتوجه بالشكر لأعضاء المؤسسة الذين وقعوا اتفاقية تأسيسها والبالغ عددهم حتى تاريخه 55 عضواً، منهم (47) دولة وثماني مؤسسات مالية، وصادق عليها (21) دولة، داعياً بقية الدول الأعضاء التي لم تصادق بعد على اتفاقية التأسيس للمسارعة بذلك.
وأشار المتحدثون خلال الاجتماع إلى الأهداف الأساسية التي لأجلها تم إنشاء هذه المؤسسة، وأهمية تحقيق هذه الأهداف والمتمثلة في:
• تخفيف الأعباء الاقتصادية ومحاربة الفقر في الدول الأعضاء الأقل نمواً.
• توفير المزيد من الموارد للبنك الإسلامي للتنمية لتمويل الصادرات والاستثمارات.
• توفير الضمانات الضرورية للمساعدة على تعزيز وتوسيع التبادل التجاري بين لدول الأعضاء.
• تفعيل الأثر التنموي لعمليات تمويل التجارة.
• تعزيز قدرات الدول الأعضاء في مجال الصادرات.
• تحقيق أهداف البنك في مجالات التنمية.
وقد صدر في ختام الاجتماع جملة من القرارات الهامة من أبرزها الموافقة على النظام الداخلي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، ولائحة إجراءات الجمعية العامة للمؤسسة، ولائحة انتخاب أعضاء مجلس إدارتها وقواعد وإجراءات المجلس، كما تم انتخاب ممثل الجمهورية الإندونيسية في الجمعية العامة للمؤسسة نائباً لرئيس الجمعية العامة للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة حتى نهاية الاجتماع السنوي الثاني للمؤسسة، وانتخاب كل من السيد علي حمدان أحمد (المجموعة العربية) والسيد تنسيري عز الدين بن ذالي (المجموعة الآسيوية)، والسيد أداما سال (المجموعة الأفريقية)، والشيخ صالح عبد الله كامل (المؤسسات المالية الأعضاء)، كأعضاء في مجلس إدارة المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة. كما تقرر عقد الاجتماع السنوي الثاني للجمعية العامة للمؤسسة بالتزامن مع الاجتماع السنوي (32) لمجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية المقرر عقده بمشيئة الله في داكار عاصمة جمهورية السنغال خلال الفترة من 12 – 13 جمادى الأولى 1428هـ الموافق (29-30 مايو 2007م).
وفي الختام قرر المشاركون بالإجماع رفع برقية شكر لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله وحكومته الرشيدة، معبرين فيها عن أسمى آيات التقدير والمودة وعميق الشكر والثناء لكل ما حظي به الاجتماع الافتتاحي للجمعية العامة للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، وللترتيبات الممتازة التي أعدت له، والتي كانت من أهم الأسباب التي ساهمت في تحقيق الأهداف التي عقد من أجلها الاجتماع، كما عبر المشاركون عن صادق الشكر والتقدير للجهود التي بذلها كافة المسئولين في المملكة للتحضير لهذا الاجتماع والاجتماعات الأخرى التي عقدت ضمن فعالياته، ونوه المشاركون بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الكريمة الداعية لتعزيز موارد البنك بهدف تشجيع الاستثمار والتبادل التجاري بين الدول الأعضاء خلال القمة الإسلامية العاشرة التي عقدت في ماليزيا عام 2003م، وأشادوا كذلك بمبادرة خادم الحرمين الكريمة الخاصة بدعم إنشاء المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة خلال القمة الإسلامية الطارئة التي عقدت في مكة المكرمة في ديسمبر 2005م، وما لهاتين المبادرتين الهامتين من أثر كبير في سرعة إنشاء هذه المؤسسة التي يعلق عليها الجميع آمالاً كبيرة في تحقيق زيادة جوهرية في حجم التجارة بين الدول الأعضاء، كما توجه المشاركون بخالص الشكر والتقدير لمقام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، لمؤازرته الدائمة وسعيه الدءوب في خدمة مصالح الأمة الإسلامية والحرص عليها. وعبر المشاركون كذلك عن عاطر الثناء والتقدير لحكومة المملكة العربية السعودية ولكافة الدوائر والجهات المسئولة في الوزارات والأجهزة الحكومية المختصة، وفي إمارة منطقة مكة المكرمة وللشعب السعودي المضياف لما وجدته الوفود المشاركة من حسن استقبال وتسهيلات ورعاية.
© 2007 تقرير مينا(www.menareport.com)