يبلغ إنتاج الكويت حالياً من النفط في المتوسط ثلاثة ملايين برميل يومياً، بينما يتراوح إنتاج الغاز بين 130 و140 مليون قدم مكعبة.
وقال سامي الرشيد، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في شركة «نفط الكويت»، إن الطاقة الإنتاجية للكويت قد تزيد على 3,1 مليون برميل يومياً أو تقل، لكنها في المتوسط تبلغ ثلاثة ملايين برميل يومياً، في إشارة إلى أن شركة «نفط الكويت» حريصة على المحافظة على هذا المستوى.
وأضاف: «إن منشآت النفط الثقيل مازالت في مرحلة التصميم ونأمل الانتهاء منها بحلول سبتمبر المقبل، واعتماد الميزانية المطلوبة»، موضحاً أن منشآت النفط الثقيل عبارة عن مراكز تجميع مختلفة عن المراكز المتعارف عليها نظراً لوجود تقنيات الضغط بالبخار. وبيّن أن «نفط الكويت» لديها رؤية مستقبلية لتحقيق خططها وتحويلها إلى واقع، مبيناً أنها وضعت لذلك خارطة طريق فضلاً عن الاستفادة من الشركات العالمية المتخصصة في استخراج النفط الثقيل.
وحول إنتاج الغاز، قال الرشيد إنه يتراوح حالياً بين 130 و140 مليون قدم مكعبة يومياً، مشدداً على أن الغاز يمثل عنصراً مهماً في استراتيجية شركة «نفط الكويت» و«مؤسسة البترول الكويتية». وأشار إلى وجود تأخير في تنفيذ مشاريع الغاز، «إلا أن الشركة تعمل جاهدة للتغلب على العقبات التي تواجهها وتعويض هذا التأخير».
ووصل إنتاج حقول شمال الكويت إلى 700 ألف برميل يومياً، بينما يتوقع أن يصل إنتاجها بحلول مارس 2013، إلى 800 ألف برميل. وقالت حسنية هاشم، نائبة العضو المنتدب لشمال الكويت في شركة «نفط الكويت»، ورئيسة مؤتمر تبادل أفضل الممارسات النفطية المثلى أمس، خلال افتتاح المؤتمر، «إن الشركة تسعى إلى إنتاج مليار قدم مكعبة من الغاز الحر بحلول العامين 2017 - 2018».
وفي ما يخص التحديات في إنتاج النفط حالياً، قالت هاشم «إن من أهمها ضخ المياه في باطن الأرض لزيادة الضغط، ثم الإنتاج وهذه المشاريع ستزيد لأن لدينا مكامن عدة سوف نطبق فيها هذه الطريقة»، مشيرة إلى أن هذه الطريقة ليست بالحديثة، ولكنها الأنسب في الوقت الراهن لهذه المكامن، مشيرة إلى أن الشركة تزيد الإنتاج بضخ المياه، بسبب انخفاض الضغط وبعض نوعية المكامن، لافتة إلى أن من التحديات أيضاً، زيادة النفط الثقيل الذي سيتم إنتاج 60 ألف برميل منه يومياً في العام 2015.
وأشارت إلى أن من التحديات التي تواجهها شركة «نفط الكويت» إنتاج الغاز الذي بدأ كإنتاج في 2008، وتم الوصول إلى معدل 120 مليون قدم مكعبة، وستزيد هذا الإنتاج إلى 500 و600 مليون حتى الوصول إلى مليار قدم مكعبة المتوقع إنتاجها في العامين 2017 - 2018. وأفادت بأن التعامل مع هذه النوعية من المكامن، يعتبر تحدياً كبيراً في إشارة إلى أن شركة «نفط الكويت» لم تتعامل مع مثل هذه النوعية من المكامن في الفترة السابقة، مشددة على أن من التحديات الكبيرة عامل الخبرة في هذا المؤتمر، حيث تمت دعوة شركات أجنبية إلى الاستفادة من خبراتها، في هذه النوعية من المكامن، والتعامل معها.
وبخصوص ما ستستعرضه هاشم خلال المؤتمر في ورقة عملها، لفتت إلى أنها ستتناول رؤية المؤسسة في القطاعات المختلفة بشركة «نفط الكويت» والتحديات المعوقة لزيادة الإنتاج من 3 إلى 4 ملايين برميل نفط يومياً. وعن الاستفادة من مثل هذه المؤتمرات، أشارت إلى أن لها فائدة كبيرة، لأنها تسهم في الاطلاع على الأفكار والتجارب الجديدة، مضيفة «إن المؤتمر يناقش 165 ورقة عمل يتم طرحها على مدار يومين»، موضحة أنه سيتم خلال المؤتمر، تبادل المعلومات والممارسات الفنية التي تمت في شركة «نفط الكويت»، أو أي شركة أخرى من المشاركين، لافتة إلى مشاركة الشركة «الكويتية لنفط الخليج»، والشركة «الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية».
وأضافت «لا شك في أن للمؤتمر الكثير من الإيجابيات، ويخلق نوعاً من التعاون بين الموظفين في الشركات المشاركة، للاطلاع على التجارب والخبرات، والاستفادة منها»، موضحة أن التحديات التي تواجه القطاع النفطي في الكويت كبيرة جداً، ونستعرضها في المؤتمر لنستفيد من التجارب في ما يتعلق بإنتاج النفط أو الغاز، وكيفية زيادة الاحتياط النفطي، وتدريب الموظفين، وكلها أوراق عمل سنتناولها لنخرج بفكرة عن ماهية الممارسات المثلى في ذلك.
من جهة أخرى، قال فاروق الزنكي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «البترول الكويتية»، «إن النفط الثقيل يمثل جزءاً مهماً من استراتيجية المؤسسة للعام 2030، والتي تستهدف تحقيق معدل إنتاج بين 200 إلى 267 ألف برميل يومياً من النفط الثقيل بحلول ذلك العام». وأضاف «إن عمليات إنتاج النفط الثقيل مرتبطة بشكل وثيق، بمشروع المصفاة الجديدة، والتي ستمنح هذا النفط الثقيل قيمة مضافة».
وأوضح أن إنتاج هذا النوع سيسهم في المحافظة على إنتاج أربعة ملايين برميل يومياً، إضافة إلى الأنواع الأخرى من النفط، مؤكداً ضرورة البدء بالتخطيط وبناء القدرات الإنتاجية لإدارة النفط الثقيل كونه يختلف عن الأنواع الأخرى من النفط. وذكر أن عملية ضخ البخار في المكامن من التحديات التي تواجه عمليات إنتاج النفط الثقيل في الكويت، ما يتطلب جودة عالية للحصول على أفضل النتائج من المكامن، خصوصاً أن غياب الرقابة الجيدة في تلك العمليات يحول دون الوصول إلى نسبة 100 بالمئة من الحالة البخارية المطلوبة، ما يتسبب بعدم ذوبان لزوجة النفط الثقيل، واستخراجه بالشكل الأكمل.
وطالب الزنكي بضرورة تطوير وصقل قدرات العاملين في هذا المجال، للوصول إلى أفضل النتائج المرجوة، موضحاً أن الكوادر الكويتية تملك الكثير من الخبرات والمعلومات في مجال النفط الثقيل من خلال الاطلاع واللقاءات والمؤتمرات والتعامل مع المستشارين، والزيارات المتبادلة مع الدول التي تمتلك هذه النوعية من النفط.
وقال «إن إنتاج النفط الثقيل ليس بجديد على الصناعة النفطية»، مضيفاً «إنه ليس هناك استعجال في خطوات إنتاج النفط الثقيل وتطويره، لا سيما أن هناك وقتاً كافياً لعمليات تحقيق أهداف الاستراتيجية الخاصة بالإنتاج».
وذكر أن شركة «نفط الكويت» تسير وفق الخطة الاستراتيجية الطموح لعام 2030، وتتم العمليات من خلال مراحل أولها المرحلة التجريبية، وهي الخطة المرسومة لإنتاج النفط الثقيل، والتي من خلالها سنتمكن من تحقيق التجربة الميدانية. وأضاف «إنه سيتم بعد ذلك، التوسع في الإنتاج عقب الاطلاع على المردود الاقتصادي والإنتاجي من خلال تلك المرحلة التي ستحدد الشركة خلالها، إما الاعتماد على القدرات الوطنية، أو الاستعانة ببعض الشركات العالمية ذات الخبرات الطويلة في مجال استخراج النفط الثقيل».

البوابة