ارتفعت قيمة الأسهم التي استثمرتها وتديرها شركة ميرشنت بريدج، الشركة المختصة في مجال الاستثمارات المباشرة والخاصة في شركات الشرق الأوسط، إلى أكثر من 1.5 مليار دولار أمريكي في العراق، وذلك في أعقاب إنهاء صفقة جديدة مؤخراً.
حيث منحت وزارة الصناعة والمعادن العراقية لميرشنت بريدج أحد مصانع الإسمنت القائمة لمدة 15 عاماً في محافظة كربلاء الواقعة على بعد 80 ميلاً إلى الجنوب الغربي من العاصمة العراقية بغداد. وتمثل هذه الخطوة أكبر صفقة خصخصة وترتيب ديون في العراق (باستثناء قطاع النفط والغاز)، وأكبر عقد استثمار خاص في منطقة الشرق الأوسط لهذا العام حتى الآن. وسيخضع المصنع لبرنامج إعادة تأهيل شامل من خلال استثمار 200 مليون دولار، ومن المتوقع أن يحقق طاقة إنتاجية تفوق 1.8 مليون طن سنوياً. وسيساهم المصنع بحلول عام 2013 بنحو 10% من إجمالي إنتاج الإسمنت في العراق. وستسند مسؤولية تشغيل المصنع إلى شركة لافارج، الشركة الرائدة عالمياً في إنتاج الإسمنت والشريك في هذه الصفقة.
ويشار إلى أن المصنع تضرر نتيجة سنوات من نقص الاستثمارات وقلة توفر قطع الغيار، ويعمل حالياً بطاقة إنتاجية تبلغ 300,000 طن سنوياً وهو ما يقل بكثير عن طاقته الفعلية. ويلبي الإنتاج المحلي من الإسمنت حالياً 50% من الطلب في السوق العراقية، مع توقعات بالحفاظ على هذا المستوى من الأداء خلال السنوات العشر المقبلة.
وقد نجح مشروع كربلاء الحالي في جذب اهتمام عدد من جهات الاستثمار المباشر الأجنبية، منها مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، الذراع الخاصة التابعة للبنك الدولي، والشركة الفرنسية للترويج والتعاون الاقتصادي (بروباركو)، والتي تملك فيها الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) حصة 67%.
والجدير بالذكر أن ميرشنت بريدج تنفذ حالياً حملة مستهدفة في أنحاء منطقة الخليج، تهدف من خلالها إلى تسليط الضوء على الفرص المتاحة في العراق وتشجع على الاستثمار فيما تعتبره أول فرصة "مباشرة" توفرها الدولة للمستثمرين في المنطقة.
وفي هذا الصدد، قال السيد باسل الرحيم، الرئيس التنفيذي لشركة ميرشنت بريدج: "تقوم استراتيجية ميرشنت بريدج على تشجيع مشاركة المستثمرين من منطقة الخليج ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والتعاون معهم لدخول السوق العراقية، والتي تتمتع بإمكانيات هائلة. وبفضل مشاريع كمشروع مصنع كربلاء، فإن ميرشنت بريدج تتصدر جهود تطوير وإيجاد فرص الاستثمار الفريدة عبر كافة مراحلها من تحديد للشركاء وتطوير للصفقات".
وبفضل خبرتها الواسعة واطلاعها العميق في السوق العراقية، نجحت ميرشنت بريدج في تحقيق عوائد مرتفعة لمستثمريها، كما قامت بعقد شراكات عديدة مع شركات عالمية في العراق. وفي عامي 2003 و2004، تولت ميرشنت بريدج تقديم الخدمات الاستشارية للحكومة العراقية فيما يتعلق بخصخصة 35 شركة مملوكة للحكومة في عدد من القطاعات الاقتصادية.
من جانبه، وضح السيد أمين كيليدار، العضو المنتدب لدى الشركة، بقوله: "يمثل العراق فرصة متميزة للمستثمرين بالنظر إلى توقعات النمو الاقتصادي التي من المتوقع تحقيقها من خلال الاستثمارات الواسعة التي أعلنت عنها شركات النفط العالمية والخطة الحكومية لإعادة الإعمار".
وتشير تقديرات الحكومة العراقية إلى الحاجة لاستثمار 180 مليار دولار على مدى أربع سنوات لتنفيذ برنامجها لإعادة الإعمار وتطوير البنى التحتية، مستهدفة القطاعات التي ستولد طلباً كبيراً على صناعات الإسمنت.
وأضاف كيليدار: "يتمتع مصنع إسمنت كربلاء بموقع استراتيجي يلبي احتياجات مناطق جنوب العراق بالكامل، وهو واحد من مصانع قليلة قادرة على إنتاج الإسمنت المتخصص لغايات إنشاء السدود والجسور
والموانئ والمطارات ومنصات النفط وغيرها من المنشآت التي لا يمكن استخدام الإسمنت العادي فيها. لذا فإن إمكانيات السوق المتاحة أمامنا هائلة، خاصة عند النظر إلى متطلبات شركات النفط العالمية التي وقعت
مؤخراً عقوداً مع الحكومة العراقية. ويعمل المصنع حالياً ولكن بطاقة إنتاجية أقل من المعدل نتيجة نقص الاستثمارات منذ مطلع التسعينيات. ومع وجود عمالة مؤهلة فإن رأس المال الجديد سيضمن تحقيق المصنع لأحدث معايير التصنيع".
ومن المتوقع أن تبقى مشاريع الإنشاء وتطوير البنى التحتية القوة الدافعة لاقتصاد العراق خلال العقد المقبل، حيث بلغت قيمة المشاريع المعلن عنها في هذا المجال إلى 140 مليار دولار، 60 مليار منها مصدرها مستثمرون خليجيون.
© 2010 تقرير مينا(www.menareport.com)