العالم يعيش فوضى… والصين تطلق أول عملة رقمية لها!

تاريخ النشر: 19 مايو 2020 - 08:59 GMT
الصين تطلق أول عملة رقمية لها
فاجأت الصين العالم بإصدار عملتها الرقمية اليوان الرقمي
أبرز العناوين
في الوقت التي تتصارع فيه دول العالم لإنقاذ اقتصادها نتيجة الآثار السلبية التي أحدثتها جائحة كورونا، فاجأت الصين العالم بإصدار عملتها الرقمية اليوان الرقمي، الذي أثار العديد من التساؤلات في الوقت الراهن حول الصين.

في الوقت التي تتصارع فيه دول العالم لإنقاذ اقتصادها نتيجة الآثار السلبية التي أحدثتها جائحة كورونا، فاجأت الصين العالم بإصدار عملتها الرقمية اليوان الرقمي، الذي أثار العديد من التساؤلات في الوقت الراهن حول الصين.

هل هو الوقت المناسب لإصدار هذه العملة؟ هل الصين أصدرتها لتكون منافسة للعملة الرقمية المقترحة من فيسبوك "ليبرا"؟ أو لأن الصين تنظر بعدم الرضا عن الدور الذي يلعبه الدولار الأمريكي في نظام النقد العالمي في المبادلات الدولية؟ وغيرها الكثير من التساؤلات. 

بداية خطة الصين لإصدار عملتها الرقمية: 

قامت الصين العام الماضي بإصدار قانون جديد للعملات الافتراضية، وذلك بعد 5 سنوات من تشكيل البنك المركزي فريق بحثي للنظر في إمكانية الاعتماد على العملات الافتراضية لخفض تداول العملة الورقية وتعزيز السيطرة على المعروض النقدي. 

وكانت الصين تخطط وقتها بأن تكون العملة الرقمية التي تنوي إطلاقها تحمل بعض مميزات  عملة "ليبرا" التي تخطط "فيسبوك" لطرحها، وكانت تعتزم توفيرها عبر منصات الدفع الرئيسية من "وي شات" و"علي باي".

إلا أن مخاوف الصين من تطوير هذه العملة كان يكمن في  كيفية تلقيها من قبل الشركات والجمهور،  وكذلك قد فقد البنوك التجارية الصينية مبرر وجودها،حيث صرح المسؤول الصيني عن تطوير العملة الرقمية السيادية أن العملة تهدف إلى استبدال النقد ولكنها ليست مصممة للمضاربة.
 
تخطط الصين لإطلاق هذه العملة الرقمية ليكون بنكها المركزي أول بنك في العالم يقوم بدخول هذا القطاع ويُصدر عملات رقمية مشفرة، حيث أن اليوان الرقمي الذي سوف يتم طرحه من قبل البنك المركزي يتميز بأنه أكثر استقرارا من العملات الرقمية الأخرى حيث يستمد قوته واستقراره من اليوان التقليدي الذي يتم التداول عليه في أسواق العملات العالمية، وكذلك يمكن استخدامها بدون الاتصال بالانترنت، و قد تحقق توازنا بين السماح بتدفق مدفوعات مجهولة ومنع غسل الأموال، وقد تنجح العملة الرقمية في الصين لأنها ثاني أكبر اقتصاد في العالم. و يمكن استخدام هذه العملة الرقمية الصينية في الدفع والبيع بالتجزئة والدفع عالي التردد بدون حاجة إلى دفع الفائدة، ولذلك لا يوجد الفرق بينها وبين النقود الورقية.

ومن المعروف العملات الرقمية التي تصدرها الدول يختلف نظامها عن العملات الرقمية الحرة التي تصدرها الشركات، لأن العملات التي تصدرها الدول ستكون عبارة عن أصول مالية إلى جانب الأصول المالية التي تمتلكها الدولة.

كما أن العملات الرقمية التي تدعمها الدول يتم التحكم فيها من قبل البنوك المركزية، بخلاف العملات الرقمية الحرة مثل البتكوين وغيرها، مما يعني أن العملات الرقمية التي تدعمها الدول هي عبارة عن تطبيق تكنولوجيا البلوكشين (blockchain) على العملات التي تصدرها تلك الدول، فتصبح الصين على سبيل المثال لديها يوان و يوان رقمي".

ويهدف البنك أيضًا إلى تحويل الصينيين إلى مجتمع بلا سيولة نقدية ، أي تحويل كل الأموال إلى تداولات إلكترونية ورقمية ، حيث يمكن للمستهلكين والبائعين بعد إطلاق الليوان الرقمي أن يقوموا بتحميل "محفظة إلكترونية" على هواتفهم النقالة، و بعد ذلك تحميل العملة الرقمية في هذه المحفظة من البنوك التجارية التقليدية، وهنا سوف يتم الاستغناء عن الذهاب إلى جهاز الصراف الآلي لسحب الأموال ووضعها في المحفظة التقليدية في الجيوب.  
 

وحيث كان بنك الصين الشعبي PBOC من أوائل البنوك المركزية التي تروج لفكرة العملة الرقمية السيادية، لأنه كان ينظر إلى العملات الرقمية المشفرة مثل بيتكوين على أنها غير آمنة وتهدد النظام المالي ، ويرى أيضاً أن العملات الرقمية الأخرى مثل ليبرا من فيسبوك أنها تحدي للضوابط المالية للصين. 

وشارك في تطوير هذه العملة البنوك الحكومية الأربعة الكبرى في البلاد، البنك الصناعي والتجاري الصيني وبنك الصين للتعمير والبنك الزراعي الصيني وبنك الصين، وثلاث شركات اتصالات مملوكة للدولة.

من هنا أصبحت هذه العملة تهدد الغرب، حيث يرى المؤسس التنفيذي لشركة فيسبوك  " مارك زوكربيرج" أن صعود العملة الرقمية الصينية  يمكن أن تقلص هيمنة الدولار على التجارة والتمويل العالمين ، وخاصة الجزء الأكبر الخاضع لسلطة القانون والضريبة  والمنظمين. 

وفي رأي آخر أيضًا ، قالت وزيرة الدولة السويسرية للشؤون المالية الدولية "دانييلا ستوفيل": أن إطلاق الصين لعملتها الرقمية قد يدفع  السلطات حول العالم إلى اتخاذ قرار بشأن كيفية استخدام هذه التقنية وتنظيمها، وتعيد النظر في أدوار العملات الوطنية والبنوك المركزية. 

ومن نواحي أخرى ، ترى أمريكا أنها قادرة على التغلب على جهود الصين لهيمنة العملة باستخدام اليوان وذلك بفضل  أسواق أمريكا الكبيرة والسيولة الهائلة والمؤسسات القوية وسيادة القانون، خاصة أن ضوابط رأس المال في الصين مشددة، وكذلك قيود حيازة السندات والأسهم من قبل الأجانب.
 

عملة الصين الرقمية تدخل حيز التجريب

قامت الصين باختبار عملتها في أربع مقاطعات في الأسابيع القليلة الماضية وهي هي شنتشن، وسوتشو، وتشنغدو، وكذلك منطقة جديدة جنوب بكين، وشيونغان، وتلك المناطق ستستضيف بعض أحداث دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 في بكين. 

حيث تم اعتماد العملة رسمياً في الأنظمة النقدية في تلك المدن ومنها سوف يتلقى عض موظفي الحكومة والموظفين العموميين رواتبهم بالعملة الرقمية اعتبارا من أيار/ مايو. 

وكذلك اختلف استخدام العملة في بعض المقاطعات حيث تستخدم لدعم النقل في سوتشو، ولكن في شيونغان ركزت التجربة بشكل أساسي على المواد الغذائية والتجزئة.

وجاءت العملة الرقمية بتصميم عالي المستوى مع وضع المعايير وبحث وتطوير الأداء واختبار التجميع وغيرها من الأعمال ذات الصلة بالعملة الرقمية، وفقاً  لمبادئ الاستقرار والأمن والقابلة للتحكم والابتكار والعملية". 

الصين تعتزم في الوقت الراهن إلى تحويل اقتصادها إلى رقمي وتشدد على ذلك وخاصة بعد انتشار فيروس كورونا وما تبعه من آثار سلبية على اقتصاد البلاد ، حيث ترى أن العملات الرقمية قد تكون أكثر آمناً في ظل هذه الأحداث. فهل ستحقق ما تهدف إليه بعد إصدار عملتها الرقمية؟!