الجزائر تتجه نحو الأسواق الأفريقية

تاريخ النشر: 07 ديسمبر 2016 - 11:12 GMT
صادرات الجزائر إلى دول أفريقيا جنوب الصحراء لم تتعد 42 مليون دولار في الأشهر التسعة الأولى من 2016
صادرات الجزائر إلى دول أفريقيا جنوب الصحراء لم تتعد 42 مليون دولار في الأشهر التسعة الأولى من 2016

تسعى الجزائر التي تعاني أزمة اقتصادية ناتجة عن تراجع أسعار النفط، إلى إيجاد أسواق في أفريقيا من أجل تنويع صادراتها خارج المحروقات، لكن صعوبات تعترض ذلك، بينها النقل وعدم الحصول على تمويل من المصارف الجزائرية.

ودعا رئيس الوزراء عبد المالك سلال الصناعيين الجزائريين إلى «ضرورة إطلاق شراكات في أفريقيا في مجال التصدير وحتى عبر استثمارات جزائرية في القارة». وكان يتحدث خلال المنتدى الأفريقي للاستثمار الذي اختتم الإثنين في الجزائر، وهدف إلى تحفيز الاستثمارات في الدول الأفريقية.

وأعلن وزير المالية الجزائري حاجي بابا عمي عن أن جزءًا من مشكلات المصدّرين مع البنوك سيحل بفتح فروع للبنوك الحكومية في الدول الأفريقية.

وقال على هامش المنتدى في الجزائر: نحن بصدد دراسة مشروع توجيه البنوك العمومية نحو العمل الدولي، وبخاصة في أفريقيا.

وأوضح الرئيس التنفيذي لمجموعة «جرانيتكس» المتخصصة في مواد البناء مجيد مداحي، لوكالة فرانس برس، إن مجموعته «تصدر حاليًا نحو الغابون وتسعى لفتح وحدات إنتاج في بعض دول غرب أفريقيا، لكن مشكل التمويل وعدم وجود اتفاقيات بين الجزائر وهذه الدول يعيقنا».

وفي إطار المحفزات لإيحاد أسواق جديدة في أفريقيا، وعد وزير النقل بوجمعة طلعي، بتحويل مطار ولاية تمنراست الحدودية مع مالي والنيجر (2000 كلم جنوب الجزائر) إلى منطقة لتجميع السلع قبل تصديرها نحو الدول الأفريقية.

وتحدث عبد المالك سلال خلال المنتدى عن مشروع ميناء شرشال الذي وصفه بـ «أكبر ميناء للحاويات في حوض البحر الأبيض المتوسط» ليكون همزة وصل بين بين أفريقيا وباقي دول العالم. وينتظر أن ينطلق المشروع في النصف الأول من 2017 بقرض وإنجاز صيني بقيمة ثلاثة مليارات دولار. ويأتي هذا المشروع تسهيلًا لصعوبات نقل البضائع التي يشكو منها المصدرون الجزائريون الذين يضطرون للمرور عبر موانئ أوروبية للتوجه نحو أفريقيا.

وتسبب انهيار أسعار النفط منذ 2014 في تراجع كبير في مداخيل البلاد، إذ انتقلت من 60 مليار دولار في تلك السنة إلى 35 مليار دولار في 2015.

من جهة أخرى، يعول المسؤولون الجزائريون على الطاقة البشرية الأفريقية لتحفيز التبادل.

وقال وزير الخارجية رمطان لعمامرة، في المنتدى، إن الجزائر استثمرت كثيرًا في أفريقيا منذ 1963، وحان الوقت لتقطف ثمار هذا الاستثمار، مشيرًا إلى أن «ما لا يقل عن مئة ألف أفريقي تخرجوا في الجامعات الجزائرية، وهم مستعدون لمساعدة الجزائر لولوج أسواقهم الاقتصادية».

وعدّ سلال أن «الوقت حان بالنسبة لأفريقيا لتأكيد موقفها على الساحة الدولية، كمجموعة قوية وديناميكية لا محيد عنها، سواء على الصعيد السياسي أو على الصعيد الاقتصادي».

كما عدّ أن من «الخطأ الفادح» اعتبار أفريقيا «مجرد خزان للمواد الأولية»، مشيرًا إلى أن المبادلات التجارية داخل القارة لا تتعدى 12%، «وهي لم تتطور خلال العشرية الماضية على الرغم أن معدل نسبة النمو تطور ليصل إلى 5%».

لكن الطموح الجزائري يصطدم بواقع أن الجزائر ليست حتى الآن جهة مصدرة على نطاق واسع. واستوردت خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2016 بقيمة أكثر من 35 مليار دولار، بينما لم تصدر سوى 20 مليار دولار.

وحسب الخبير الاقتصادي إسماعيل لالماس، تكمن المشكلة الأكبر في «غياب استراتيجية واضحة للتصدير»، مشيرًا إلى أن «هناك نحو 400 مصدر في الجزائر منهم 50 فقط يصدرون بشكل دائم». ووجهات التصدير هي أوروبا والإمارات، بينما التبادل مع أفريقيا ضعيف جدًا. و«لا تتعدى قيمة الصادرات 300 مليون دولار» من إجمالي 1,4 مليار دولار تصدرها الجزائر خارج المحروقات، على حد قوله.

وبحسب الأرقام الرسمية، فإن صادرات الجزائر إلى دول أفريقيا جنوب الصحراء لم تتعد 42 مليون دولار في الأشهر التسعة الأولى من 2016، ما يمثل 0,25% من إجمالي صادراتها.

اقرأ أيضًا: 

الجزائر تعتمد استراتيجية جديدة للخروج من النفق الاقتصادي المظلم

توقعات بنمو اقتصاد الجزائر 3.5% في 2016

الجزائر تستبعد الاستدانة الخارجية رغم الاقتصاد الضعيف