الإنفاق الإعلاني في المملكة الهاشمية يسجل رقماً قياسياً بمقدار 162 مليون دولار

تاريخ النشر: 13 فبراير 2006 - 08:59 GMT

أعلن رئيس جمعية الدعاية و الإعلان الأردنية شريف أبو خضرا خلال لقاء صحفي أقيم في مقر الجمعية أن حجم الإنفاق الإعلاني لعام 2005 بلغ 162 مليون دولار محققاً بذلك أعلى قيمة له خلال السنوات الماضية و مرتفعاً بما نسبته 34% عن عام 2004 الذي بلغ حجم الإنفاق فيه 121 مليون دولار.

و علل أبو خضرا الزيادة قائلاً: "يأتي هذا الإرتفاع في حجم الإنفاق الإعلاني كنتيجة طبيعية لعملية تحرير العديد من قطاعات في السوق المحلية وما نتج عن هذا التحرير من زيادة في المنافسة إلى جانب أن المؤسسات والشركات المحلية باتت تدرك أن نجاح أعمالها يعتمد بدرجة كبيرة على الإعلان ووسائل الاتصال التسويقي المختلفة". 

و حسب الدراسة التي أصدرتها مؤخراً شركة الدراسات والأبحاث "إبسوس" (IPSOS) و بالرجوع الى نتائج الأعوام الخمسة الماضية فقد أشار أبو خضرا الى أن معدل الانفاق الاعلاني استمر بالنمو سنوياً بنسبة 15-35 %.

و بين أبو خضرا أن المطبوعات و خاصة الصحف اليومية قد حلت عام 2005 اولاً من حيث اجتذابها للاعلانات و بالتالي تحقيقها أكبر حجم إنفاق إعلاني حيث بلغ 129.5 مليون دولار مرتفعةً بما نسبته 31% عن عام 2004 الذي حققت المطبوعات فيه ما قيمته 97.9 مليون دولار، بينما حلت الإعلانات الخارجية في المركز الثاني محققة 13.2 مليون دولار مقارنة مع 10.8 مليون دولار في عام 2004 وبنسبة ارتفاع 21%. أما التلفزيون فقد جاء ثالثاً إذ بلغ حجم الانفاق فيه 11.1 مليون دولار مقارنة بـ 8 ملايين دولار للعام الماضي، ومحققاً بذلك ارتفاعاً نسبته 39%، تبعه الراديو بـ 8.2 مليون دولار ليحتل المركز الرابع بنسبة ارتفاع عالية جداً بلغت 130% عن السنة الماضية التي سجل فيها 3.5 مليون دولار. 

وفي نظرة على السنوات الخمس الماضية (2001 – 2005)، نجد أن النمط ثابت، فالمطبوعات تصدرت المرتبة الاولى من حيث حجم الانفاق الإعلاني وشهدت نمواً ثابتاً ومتزايدأ على مدى تلك السنوات، فهي ما زالت الوسيلة الأكثر جاذبية بالنسبة للمعلنين، يليها التلفزيون الذي تذبذب حجم الانفاق فيه، ومن ثم وسيلة الإعلانات الخارجية، فالراديو، الذي شهد دخول ثلاث محطات جديدة في عام 2005، فالسينما.

و أوضح رئيس الجمعية أن معدل زيادة الإنفاق في التلفزيون و الذي كان بنسبة 39% مقارنة مع السنة الماضية، يرجع الى سياسة التجديد التي اتبعها التلفزيون الاردني، حيث أن خطته في التطوير و التحديث لاقت ردود فعل ايجابية عند المشاهدين وزادت جاذبيته بالنسبة لهم. وتوقع نمو الإنفاق في التلفزيون في 2006 بسبب تجديد وتحديث القناة الأولى وقناة الأفلام ودخول قناة جديدة هي ATV.

أما من ناحية أخرى، فقد تصدر قطاع الاتصالات في عام 2005 المركز الأول من حيث أعلى إنفاق إعلاني محققأً 25 مليون دولار ومرتفعاً عن العام الماضي بما نسبته 79% إذ بلغ حجم الإنفاق في عام 2004 ما قيمته 14 مليون دولار، وعزا أبو خضرا هذا النمو إلى دخول مشغل خلوي جديد ساعد على تحفيز المنافسة. و حل قطاع البنوك ثانياً بـ 15.5 مليون دولار في 2005 مرتفعاً 40% عن الـ 11 مليون دولار التي حققها قطاع البنوك في عام 2004. كما أظهر قطاع السيارات ارتفاعاً طفيفاً إذ وصل حجم الانفاق فيه 5 مليون دولار مقارنة بـ 4 مليون دولار في العام الماضي. هذا و قد دخل قطاعان جديدان عام 2005 بين المراكز الخمس الاولى بدلاً من المشروبات الغازية والقطاع العام وهما المطاعم و التعليم، حيث وصل حجم الانفاق الاعلاني في كليهما الى 4.5 و 4.2 ملايين دولار على التوالي ليحتلان بذلك المرتبتين الرابعة و الخامسة. و بشكل عام فقد كانت نسبة الارتفاع في حجم الانفاق لعام 2005 للمراكز الخمسة الأولى ما نسبته 54 % عن عام 2004.

وأشارت نفس الدراسة أنه وبالرجوع الى الأعوام الخمسة الماضية فاننا نجد أن قطاع الاتصالات تصدر المركز الاول في كل السنين من ناحية حجم الإنفاق الإعلاني و تبعه قطاع البنوك.

هذا و قد أشار أبو خضرا الى أن الانفاق الاعلاني يختلف من شهر لآخر في السنة نفسها حيث قال : " تزداد معدلات الانفاق في أشهر معينة من السنة و تنخفض في أخرى، ففصل الصيف هو فصل السياحة و العطل المدرسية و الجامعية، فتزداد أنشطة الشركات الترويجية و الدعائية و ترتفع نسبة الاستثمار في الإعلان تباعاً و هناك أيضاً شهر رمضان الذي تزداد فيه نسب النمو ايضاُ إذ أن الشركات تجد فيه أفضل فرصة لبيع منتجاتها و ذلك لأن الناس يجدون متسعاً من الوقت للقيام بمختلف الأمور التي قد لا يجدون الوقت للقيام بها في الأشهر الأخرى، بينما تنخفض هذه النسب في شهر كانون الثاني حيث تكون الشركات لاتزال في طور عملية تطوير خططها وتحديد ميزانياتها ".

وتوقع أبو خضرا نمواً متزايداً وثابتاً في معدلات الإنفاق الإعلاني في سنة 2006 وتطوراً مستمراً في صناعة الإعلان ووسائل الاتصال التسويقي في المملكة حيث أصبحت الشركات والمؤسسات تعتبر الإنفاق في تلك المجالات كاستثمار يجر عوائد عديدة. وقال أن نمو الإنفاق الإعلاني هو المؤشر الوحيد الذي يمكن رصده للإستدلال نمو سوق وسائل الاتصال التسويقي بمختلف أنواعها. ففي السنوات القليلة الماضية نمت صناعة العلاقات العامة، والتسويق المباشر، والتسويق بواسطة الإنترنت، وصاحبه نمو في صناعاتٍ مساندةٍ كشركات الأبحاث والدراسات وشركات الانتاج الإذاعي والتفزيوني وشركات الطباعة بجميع أنواعها. كما أن أنشطة الرعاية هي من ضمن صناعة الإعلان ووسائل الاتصال االتسويقي وأن تطور هذا المجال قد ساهم بفعالية في تمكين وإنجاح العديد من المبادرات التعليمية والأنشطة التثقيفية والاجتماعية  والفنية والرياضية. 

وقد قال أبو خضرا أن الجمعية تخطط لعقد المؤتمر السنوي الثاني للدعاية و الاعلان في شهر أيار القادم، اذ عقد المؤتمر في عامه الاول في الأردن في شباط 2005. هذا و تهدف الجمعية الى توسعة نطاق المؤتمر هذا العام نظراً للنجاح المميز الذي ناله و الصدى الواسع الذي لقيه في أرجاء المنطقة، مشيراً أن المؤتمر القادم سيعمل على استقطاب نخبة من المتحدثين والخبراء العالميين في القطاع ومن شتى البلدان حيث سيتناولون مواضيع عدة تتعلق بصناعة الإعلان ووسائل الاتصال التسويقي المختلفة واستعراض أحدث الاساليب والتطبيقات المتعلقة بالقطاع، كما توقع زيادة عدد المشاركين في أعمال المؤتمر من الأردن ودول الجوار والمنطقة.

وتعتبر جمعية الدعاية والإعلان الأردنية منظمة غير ربحية تكرس جهودها لتطوير قطاع الاعلان والاتصال التسويقي والتعريف بالدور الحقيقي والمهم للإعلان كقوة فاعلة في دفع مسيرة التقدم الإقتصادي، وكأساس متين تبنى عليه مختلف الآفاق الإعلامية المتنوعة في مجتمع منفتح يغلب عليه طابع الوعي وتقبل الآخر . وتتمثل رؤيتها في أن تكون بمثابة المدافع عن حرية الخطاب التجاري و حق الإختيار وكذلك خلق بيئة إيجابية أساسها الاتصال المفتوح وتبادل الأفكار والمعلومات.

© 2006 تقرير مينا(www.menareport.com)