الإمارات تتفائل بتمديد اتفاق أوبك

تاريخ النشر: 28 نوفمبر 2017 - 08:29 GMT
منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)
منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)

شهدت فيينا حتى الأمس طقساً بارداً جداً، حيث انخفضت الحرارة إلى ما دون الصفر في المساء... إلا أن الأجواء في هذه المدينة المثلجة على وشك أن تصبح أكثر سخونة ابتداء من الغد (الأربعاء)، حيث تعقد اللجنة الوزارية لمراقبة الإنتاج اجتماعها الأخير هذا العام قبل ليلة واحدة من اجتماع الخميس الحاسم لأسواق النفط.

وبات من المؤكد أن يتم تمديد اتفاق خفض الإنتاج بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجين خارجها؛ إلا أن الصورة لا تزال غير واضحة بالكامل حيال مدة تمديد الاتفاق بعد التصريحات المتناقضة لروسيا، التي أعرب رئيسها عن دعم بلاده للتمديد حتى آخر 2018؛ فيما عارضت الشركات هذا التوجه، راغبة في فترة أقل.

ووسط هذه الضبابية، تتمسك دول كثيرة من بينها الإمارات بتفاؤل كبير حيال وصول المنتجين إلى اتفاق في اجتماع يوم الخميس، بحسب ما عبر عنه وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي في تصريحات خاصة لبلومبيرغ أول من أمس.

وقال المزروعي للوكالة إنه يرى عام 2018 العام الذي ستشهد فيه السوق النفطية التوازن. وحتى تتوازن السوق النفطية فإنه يجب على المخزونات النفطية في الدول الصناعية أن تهبط إلى مستوى الخمس سنوات.
• المخزونات النفطية:

وبالأمس أوضح الأمين العام لأوبك النيجيري محمد باركيندو أن المخزونات هبطت بنحو 240 مليون برميل منذ بداية اتفاق أوبك والدول خارجها، موضحاً أن «مخزونات النفط التجارية بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية انخفضت بشكل مطرد لتصل إلى 140 مليون برميل فوق متوسط خمس سنوات في أكتوبر (تشرين الأول)».

وقال باركيندو في كلمة ألقاها في فيينا في ورشة عمل بين دول أوبك والدول خارجها: «عزيمتنا وعملنا الجاد يؤتيان ثمارهما. الاستثمار يعود وهذا يبشر بالخير للمستقل».

وأضاف: «علينا العمل لمواصلة الالتزام ببياناتنا المشتركة في إعلان التعاون وضمان الاستمرار. هذا يتجاوز تحقيق توازن قصير الأجل في السوق ويدعو لتعزيز تعاوننا من خلال إطار فعال وشفاف لاستقرار مستدام في السوق في الأجل المتوسط إلى الطويل».

وبالعودة إلى المزروعي، أوضح أن النفط الصخري ليس مشكلة بالنسبة لأوبك، خاصة أن حجم إنتاج النفط الصخري لا يشكل سوى جزء صغير من حجم إنتاج أوبك. وقال: «لا يمكن أن نقارن منظمة بحجم أوبك بمنتجي النفط الصخري».

وأنتجت الولايات المتحدة نحو 4.25 مليون برميل يومياً تقريباً من النفط الصخري حتى العام الماضي، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الإنتاج إلى 6.1 مليون برميل يومياً الشهر القادم. فيما تنتج أوبك نحو 32.5 مليون برميل يومياً من النفط الخام قابلة للزيادة إلى 33 مليون برميل يومياً.

* توقعات باركليز:

وقال بنك باركليز أمس الاثنين إنه يتوقع تمديد تخفيضات إنتاج النفط التي تقودها أوبك لمدة ستة أو تسعة أشهر خلال اجتماع للمنظمة في 30 نوفمبر (تشرين الثاني)، لكنه أضاف أن مستوى تخفيضات الإنتاج سيكون أكثر أهمية من المدة. وتوقع البنك أن يظل مزيج برنت الخام فوق 60 دولارا للبرميل في الربع الأخير من عام 2017. وأن ينزل إلى 55 دولارا في 2018. وأغلق الخام عند نحو 63.80 دولار يوم الاثنين.

وقال محلل بالبنك في مذكرة: «في رأينا أن الأسئلة المهمة لا تتعلق بما إذا كانت الدول ستمدد (التخفيضات) ولا بمدة الاتفاق... نعتقد أن مستوى الخفض هو المهم حقا، ونضع احتمالا ضئيلا لإعلان هذه التفصيلة في 30 نوفمبر».

وتابع: «إذا اختتم الاجتماع بالشكل الذي تتوقعه السوق، فإن الأسعار ستشهد هبوطا وجيزا، لكن من المرجح أن تظل العوامل الفنية والأساسية بناءة».

وينتهي العمل باتفاق خفض الإنتاج في مارس (آذار) 2018، ولكن أوبك ستجتمع في الثلاثين من الشهر الحالي لبحث هذه السياسة.

وقال محللون بالبنك في مذكرة: «تتوقف استمرارية الاتفاق على الفترة الزمنية التي تكون السعودية وروسيا وإيران والكويت على استعداد للتضحية بحصتها في السوق خلالها سعيا لتحقيق إيرادات واستقرار السوق».

واستبعد البنك أن تؤدي «التوترات الجيوسياسية» في المنطقة لتعطيل دبلوماسية النفط على المدى القصير.

وقال باركليز إنه بافتراض استمرار مستويات الإنتاج الحالية، فإن سوق النفط العالمية ستتحول من فائض طفيف، إلى عجز طفيف. وأضاف أن تعميق تخفيضات إنتاج أوبك والمنتجين المستقلين، البالغة 1.8 مليار برميل يوميا في الاتفاق الحالي، بواقع 550 ألف برميل يوميا إضافية قد يقلص المخزونات بمقدار 153 مليون برميل في الفترة من الربع الثاني إلى الربع الأخير من 2018.

لكنه أشار إلى أنه في ظل نطاق سعري بين 60 و70 دولارا للبرميل لن يقف النفط المحكم الأميركي ومستويات الواردات الصينية ونمو الطلب العالمي على النفط في أماكنهم ومن المرجح أن يكون لذلك تداعيات على السوق النفطية.

اقرأ أيضًا: 

أوبك: اتفاق خفض الإنتاج يؤتي ثماره

أوبك: تراجع إنتاجية النفط الصخري وتضخم في التكاليف وتقلص الحفارات

أوبك: توقعات باتخاذ قرارات استثنائية لمنتجي النفط