تراجع الأسهم اللبنانية والبورصات العالمية تستعيد مواقعها

تاريخ النشر: 13 يونيو 2012 - 10:45 GMT
لم يكن مستغرباً أن يجد الأورو صعوبة في اتخاذ اتجاه واضح
لم يكن مستغرباً أن يجد الأورو صعوبة في اتخاذ اتجاه واضح

اقتصار ما صدر من مقررات عن هيئة الحوار الوطني على العموميات لم يساعد على تنفيس الاحتقان في الاسواق المالية اللبنانية ولا على طمأنة المستثمرين واصحاب الرساميل الذين يشكل الهاجس الامني شغلهم الشاغل في هذه المرحلة التي تجتازها البلاد والمنطقة معا. وبالفعل، جاء ارجاء مناقشة بند السلاح خارج اطار الشرعية الى جلسة اخرى بعد اسبوعين ليرخي بثقله على بورصة بيروت التي اصيب المتعاملون فيها بخيبة سرعان ما ترجمت مزيدا من الابتعاد عن التداول فيها وطغيان العرض على طلب عدد من الصكوك القيادية المدرجة على لوائحها مثل "سوليدير" التي تحولت اسهمها الى التراجع بسرعة لتكسر اسعارها نزولا عتبة ال13,00 دولارا التي كانت قد تجاوزتها صعودا اول من امس الى 13,25 دولارا، لتقفل الفئة "أ" منها ب12,92 دولارا (ناقص 2,19 في المئة) والفئة "ب" ب12,93 دولارا (ناقص 0,84 في المئة) في قطاع اعادة الاعمار والتطوير العقاري. كذلك في قطاع المصارف، الذي تراجعت فيه اسعار اسهم "بنك بيبلوس" العادية الى 1,55 دولار (ناقص 1,27 في المئة) وشهادات ايداع "بنك عودة" الى 6,45 دولارات (ناقص 0,76 في المئة) الذي استقرت اسعار اسهمه المدرجة على 5,90 دولارات والتفضيلية – E على 100,00 دولار.

ومع طغيان الصكوك الخاسرة، اقفل مؤشر لبنان والمهجر للاسهم اللبنانية بتراجع ملحوظ مقداره 6,75 نقاط ونسبته 0,58 في المئة على 1148,97 نقطة، في سوق انتقائية تبودل فيها 47761 صكاً قيمتها 467809 دولارات، في مقابل تداول 18759 صكاً قيمتها 590948 دولاراً أول من امس.في الخارج، راوح الاورو مكانه في اسواق القطع العالمية التي بدت اجواؤها غير مطمئنة الى جدوى المساعدة التي قدمتها المجموعة الاوروبية الى المصارف الاسبانية وارفقتها بشروط تقضي باصلاح القطاع المصرفي الاسباني كما كشفت ذلك المستشارة الالمانية، وقت تبين ان التسهيلات الائتمانية التي منحت لهذه المصارف تنص على فائدة معدلها 3,00 في المئة لمدة القرض التي راوحت بين عشر سنين و15 سنة، علماً ان قيمة هذا القرض بلغت 100 مليار اورو. الى ذلك، كان لتزايد القلق على المصارف الايطالية التي تنوء حكومتها تحت ديون تبلغ 1900 مليار اورو (أي ما نسبته 120,1 في المئة من الناتج الاجمالي الداخلي الايطالي) مما يجعلها تواجه صعوبات كثيرة في الحصول على تمويل من اسواق الاورو بوند بكلفة معقولة مما يضطرها الى اللجوء الى المصرف المركزي الاوروبي الذي يضع شروطاً قاسية في هذا المجال، تأثيره المحبط للمبادرات في اتجاه الاورو الذي عانى ايضاً اعلان وكالة "فيتش" انها خفضت تصنيفها الائتماني للمصارف الاسبانية بعد أقل من اسبوع على خفضها تصنيف اسبانيا من A3 الى BBB+ مع وكالتي "موديز" و"ستاندارد اندبورز"، وسرعان ما انعكست هذه التطورات على مردود السندات السيادية الاسبانية لمدة عشر سنين الذي ارتفع أمس من 6,49 في المئة الى 6,79 في المئة، مما طرح تساؤلات عما ستؤول اليه الامور اذا اسفرت الانتخابات النيابية في اليونان الاحد المقبل عما من شأنه خروج هذا البلد من الوحدة النقدية الاوروبية، الامر الذي يجعل المصارف الايطالية وغيرها من مصارف منطقة الاورو مكشوفة اكثر فاكثر على ديون مشكوك في تحصيلها ان لم تكن هالكة. لذا لم يكن مستغربا ان يجد الاورو صعوبة في اتخاذ اتجاه واضح، اذ اقفل في نيويورك ب1,2505 دولار في مقابل 1,2485 أول من أمس، في تطور اعاد الى المعادن الثمينة دورها ملاذا في مثل هذه الحالات، فاقفلت أونصة الذهب ب1611,50 دولاراً في مقابل 1599,95 واونصة الفضة 28,97 دولاراً في مقابل 28,60 في الفترة عينها.

وارتفعت اسواق الاسهم عند الاقفال امس على جانبي الاطلسي مدفوعة صعودا باداء قوي للقطاعات التي تعتبر ملاذا آمنا مثل التعدين والاتصالات والتي تراجعت اسعارها مطلع الاسبوع على نحو لا يتناسب واوضاعها المتماسكة عموما، وقت يرى متعاملون ان انقاذ مصارف اسبانيا سيحل بعض مشاكل العالم وليس كلها. وادت عمليات اعادة الشراء الى ارتفاع البورصات بين 0,14 في المئة و0,83 في المئة اوروبيا، ومؤشر داو جونز الصناعي بما مقداره 162,57 نقطة على 12573,80 نقطة، ومؤشر ناسداك 33,34 نقطة على 2843,07 نقطة.