أكد مدير عام (الشركة العربية لصناعة الأسمنت الأبيض) خالد الطراونة: "أن الشركة تدرس تخفيض إنتاجها، في ظل وقف التصدير إلى السوق السورية بسبب الأحداث الجارية". مبيناً (للعربية اليوم): "أنه يساهم في الشركة (وزارة المالية) بنسبة 15% من رأسمال الشركة البالغ 10 ملايين سهم، (المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي) 10%، (المؤسسة العامة للأسمنت) سورية 25% و(الشركة السورية الأردنية) للصناعة 50%. موضحاً: "ان الشركة تأسست لغاية توزيع 40% من إنتاجها للسوق المحلية وتصدير 60% إلى سورية، إلا ان تسارع الأحداث في سورية أدى إلى وقف عمليات التصدير لعزوف شركات النقل التوجه إلى سورية، رغم وجود طلب على الأسمنت الأبيض فيها".
وحذر الطراونة، من تداعيات سماح (وزارة الصناعة والتجارة) لشركة الأسمنت الأردنية (لافارج) باستيراد الأسمنت الأبيض، على أوضاع (الشركة العربية لصناعة الأسمنت الأبيض)، حيث ستضطر إلى تقليل كلفها الإنتاجية المباشرة وغير المباشرة وستكون خياراتها محدودة وصعبة.
وأكد وجود اكتفاء بالإنتاج المحلي من مادة الأسمنت الأبيض، خاصة مع وقف تصدير الشركة لإنتاجها إلى سورية وانخفاض حجم الطلب على هذه المادة خارجيا إضافة إلى قلة عدد الأسواق التصديرية المتاحة. وأشار: "إلى ان الشركة تبحث عن أسواق تصديرية اخرى لتعويض السوق السورية إلا ان انخفاض كلف الطاقة في الدول الأخرى يضعف الفرص التصديرية للشركة، مشيرا إلى ان الشركة تصدر إلى اليمن والسعودية."
وكانت (شركة لافارج الأسمنت الأردنية) طلبت رسميا من (وزارة الصناعة والتجار)ة في نهاية حزيران الماضي السماح لها باستيراد الأسمنت الأبيض بأنواعه المختلفة حسب المواصفة القياسية الأردنية.
كما بينت (وزارة الصناعة والتجارة) في ردها على طلب الشركة: "انه بحسب تعليمات الاستيراد رقم 1 لسنة 2008 فإن مادة الأسمنت الأبيض بكافة أنواعه لا تخضع إلى رخصة استيراد مسبقة تصدر عن الوزارة، شريطة ان يكون الأسمنت المستورد معبأ بأكياس ورقية أو أكياس نايلون وان تسمح هذه الأكياس بدخول وخروج الهواء ولا تؤثر في المواصفات الفنية الخاصة بالأسمنت مع وضع عبارة تفيد بتجميع هذه الأكياس وإعادة تدويرها لتلافي المشاكل البيئية والصحية".
كما ان الطاقة الإنتاجية للشركة من الأسمنت الأبيض تبلغ 125 ألف طن، في حين تتراوح حاجة السوق المحلية حاليا ما بين 70 – 75 ألف طن، والسماح لشركات اخرى باستيراد الأسمنت الأبيض سيضعف أداء الشركة وإغراق السوق بالأسمنت الأبيض واشتعال حرب المنافسة بالأسعار لبيع الكميات في السوق.
ويتراوح سعر بيع الطن الواحد من الأسمنت الأبيض محليا بين 145 – 160 دينارا دون الضريبة بحسب نوع الأسمنت المباع من قبل الشركة العربية للأسمنت الأبيض.
ويعمل في السوق المحلية 4 مصانع للأسمنت: (الأسمنت الأردنية لافارج)، (أسمنت الراجحي)، (أسمنت الشمالية)، وطاقتها الإنتاجية حوالي 7.5 مليون طن سنويا، إضافة إلى إسمنت القطرانة، وجميعها تنتج الأسمنت الأسود في حين لا يوجد إلا شركة واحدة تنتج الأسمنت الأبيض محليا.
وكانت (الشركة العربية لصناعة الأسمنت الأبيض) أبدت تخوفها في وقت سابق من نقل شركات الأسمنت الأسود ساحة معركة المنافسة في العروض والأسعار فيما بينها إليها للحصول على حصة سوقية اكبر واستقطاب الزبائن في ظل تراجع أرباح بعضها.

ان تسارع الأحداث في سورية أدى إلى وقف عمليات التصدير لعزوف شركات النقل التوجه إلى سورية، رغم وجود طلب على الأسمنت الأبيض فيها