كشفت نتائج استطلاع إقليمي شمل عددا من الصحافيين في دول بالشرق الأوسط، عن ضرورة قيام شركات العلاقات العامة والإتصال المؤسسي بتحسين وإصلاح آليات التعامل مع الصحافيين والإعلاميين.
وبينت نتائج الاستطلاع، الذي أجرته عبر الانترنت شركتا انسايت وميديا سورس، أراء عينة تضم 139 صحافيا واعلاميا يعملون في صحف ومطبوعات؛ عربية وانجليزية في كل من لبنان، ومصر، والسعودية، والإمارات، والكويت. وأجابت العينة على أسئلة واستفسارات حول البيانات الصحفية، والمؤتمرات الصحفية، ومهنة العلاقات العامة، ومصادر الإعلاميين، ومستوى مهنة الصحافة في المنطقة.
وتسلط نتائج الاستطلاع الضوء على العلاقة الحقيقية التي تربط بين الصحافيين وخبراء العلاقات العامة في المنطقة، وتوفر قراءة أساسية لمجتمع العلاقات العامة في الشرق الأوسط.
وقال جايمس مولان، الشريك المدير في شركة انسايت للتدريب الإعلامي: " قمنا بإعداد الاستطلاع لنتلمس الضغوط التي يتعرض لها الإعلاميين في المنطقة من جهة، ومدى نجاح المؤسسات والشركات من مختلف القطاعات في التواصل معهم". وأضاف: "على الرغم من حالة السخط التي أبداها بعض الصحافيين، من أفراد العينة المستطلعة، من آلة شركات العلاقات العامة، إلا أن جانبا كبيرا من الردود إنصب في خانة النقد البناء، ولا يمكن إغفال بعض المديح، ولو بشكل ضئيل، حول المواضيع المتعلقة بمهنة العلاقات العامة، ما سيساعد شركات العلاقات العامة في الوصول إلى فهم واستيعاب أكبر لهموم وإحباطات الإعلاميين في التعامل اليومي في ما بينهم."
ومن بين أهم النتائج ما يلي:
• قال ثلثا أفراد العينة أن ما يصل إلى 20 بيانا صحافيا يصلهم يوميا، في حين قال 55 بالمائة أنهم يستخدمون أقل من 10 بالمائة من البيانات التي تصلهم بالفعل. وعند سؤالهم حول مدى أهمية البيانات الصحفية كمصدر خبري، قال 74 بالمائة من الصحافيين العاملين في مطبوعات عربية أنهم يرون فيها-أي البيانات الصحفية- مصدرا مهما أو مهما إلى حد ما، بالمقابل أجاب 56 بالمائة بالمثل في حالة الصحافيين العاملين في مطبوعات إنجليزية.
• أقر 80 بالمائة من الصحافيين العاملين في مطبوعات إنجليزية أنهم "غالبا" أو "أحيانا" يحذفون الرسائل الإلكترونية المرسلة من شركات العلاقات العامة دون الإطلاع عليها، مقابل 60 بالمائة فقط من العاملين في المطبوعات العربية.
• جاءت الإيجازات الصحافية العلنية في مقدمة المصادر الإخبارية التي يعتمد عليها الصحافيون في المنطقة لإعداد تقاريرهم، حيث وضعها 85 بالمائة في خانة مهم جدا أو مهم إلى حد ما.
• وحين سئل أفراد العينة حول مدى تقبلهم لهدية ترافق البيان الصحافي، قال 41 بالمائة من الصحافيين العرب أنهم سينشرون ذلك البيان، بالمقابل رد 19 بالمائة فقط بذات الشيء في المطبوعات الإنجليزية.
ومن جهته، قال بن سمالي، المدير الإداري في ميديا سورس، الشركة التي تنشر الدليل الإعلامي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والممثل لشركة ميديا ديسك في المنطقة، أنه حين سئل أفراد العينة، ما هو السلوك الأكثر إزعاجا الذي يقوم به موظفو شركات العلاقات العامة؟ إتفق كلا من الصحافيين العرب والأجانب على أن إرسال مواد لا علاقة لها بعملهم أو تخصصهم أو مطبوعاتهم هي السلوك الأكثر إزعاجا.
وأضاف: "النهج الذي تنتهجه بعض شركات العلاقات العامة في إرسال بيانات صحفية إلى جميع الصحافيين دون مراعاة التخصص أو المجال المعني في أمل أن يقوم عدد منهم بنشر البيان هو نهج أثبت عدم فعاليته، وقد يؤدي إلى نتائج عكسية، حيث أقر أحد المحررين بأنه وضع الشركات، التي لها تاريخ في إرسال بيانات صحفية بشكل عشوائي، في خانة البريد المهمل أو الممنوع، حتى لو أدى ذلك إلى عدم نشر بيان مهم أحيانا من تلك الشركة أو غيرها."
وبينما حاول الاستطلاع رسم شكل العلاقة بين الإعلاميين وشركات العلاقات العامة في المنطقة، إلا أنه تم التطرق إلى مهنة الصحافة في الشرق الأوسط. وقال اوليفر بلوفلد، الشريك المدير في انسايت، أن الصحافيين العرب أبدوا تفاؤلا أكبر في مهنة الصحافة في المنطقة مقارنة بالصحافيين العاملين في المطبوعات الإنجليزية.
وأضاف: " قيّم أكثر من نصف الصحافيين العرب(57 بالمائة) مستوى مهنة الصحافة في المنطقة بجيدة جدا أو جيدة بشكل ما، في حين جاءت ردود 56 بالمائة من الأجانب أنها مقبولة. ويرى 80 بالمائة من الصحافيين العاملين في المطبوعات الإنجليزية أن مستوى الصحافة في طور التحسن، مقابل نحو 40 بالمائة من العرب يرون ذات الشيء، وقال 29 بالمائة أن مستوى مهنة الصحافة يراوح مكانه، في حين قال 31 بالمائة أن الأمور تسوء."
ومن ناحية أخرى، قال 41 بالمائة من الصحافيين الذين استطلعت آراءهم أن لا ضغوط تمارس عليهم تمنعهم من كتابة الأخبار بالشكل الذي يريدون، على الرغم من أن 31 بالمائة وجدوا في التشريعات الحكومية بعض القيود.
© 2007 تقرير مينا(www.menareport.com)