من المنتظر أن تكون الدورة الخامسة عشرة من معرض الخليج للأغذية (جلفود) 2010، الكبرى في تاريخ هذا الحدث، الذي يُعدّ الأهمّ إقليمياً في قطاع الأغذية والمشروبات وخدمات الطعام والضيافة، بعدما أكّد مركز دبي التجاري العالمي، الجهة المنظمة للمعرض، تأجير كافة مساحات العرض لهذا العام والتي زادت عن العام الماضي بنسبة 20 بالمائة لتبلغ مليون قدم مربع في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض.
يقام المعرض بين 21 و24 فبراير في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، بعدما حقق على مدى عقد ونصف سمعة طيبة كبوابة تجارية للفرص الواعدة في المنطقة، مع حضور قوي لأكثر من 3,500 شركة وعلامة تجارية عارضة من 81 دولة. ومن المتوقع أن يستقبل المعرض عشرات الآلاف من التجار والمختصين، في ضوء دراسات تشير إلى أن منطقة الخليج، التي تستورد 90 بالمائة من احتياجاتها الغذائية، تعتبر أكبر منطقة مستوردة للغذاء في العالم.
وأصبح معرض جلفود المنصة المفضلة لجلب المنتجات الغذائية الجديدة والخدمات والتقنيات ذات الصلة إلى منطقة الشرق الأوسط، وسيطّلع الزوار هذا العام على جديد ما تطرحه الشركات مثل ألوكوزاي Alokozay، وغورميه ديسبلاي Gourmet Display، وسيناكو Synaco، وفيليروي آند بوش Villeroy & Boch.
تعتبر زيارة المعرض والمشاركة فيه ذات أهمية بالغة للشركات الباحثة عن فرص تجارية جديدة، سيما وأنّ كثيراً من الاقتصادات في جميع أنحاء العالم ما تزال تأمل برؤية علامات الانتعاش الاقتصادي، في حين تعتبر منطقة الشرق الأوسط والمناطق المجاورة أسواق نمو رئيسية للمواد الغذائية والمشروبات.
جدير بالذكر أن الإنفاق على الغذاء في دولة الإمارات العربية المتحدة وصل إلى 6.78 مليار دولار في 2009 وفقاً لتقرير حديث نشرته بزنس مونيتور إنترناشيونال يَتوقع نمو السوق الإماراتية بنسبة 2.67 بالمائة في 2010، ما يجعل قيمتها تبلغ 6.96 مليار دولار. وتخطو الحكومة الإماراتية خطوات واسعة لزيادة عدد مصانع الأغذية، إذ استثمرت 1.4 مليار دولار منذ العام 1994 في هذا المجال، ليصبح عدد منشآت التصنيع الغذائي في الدولة حالياً 150 منشأة.
وأكّد هلال سعيد المري، الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي، تزايد اهتمام الشركات العالمية بالمنطقة، موضحاً أن معرض الخليج للأغذية يشكل أرضية ملائمة لكافة العاملين في هذا القطاع، سواء موزعي الأغذية الباحثين عن منتجات جديدة أو المصنّعين الراغبين في الحصول على موطئ قدم في أسواق المنطقة التي تعتبر من بين أسرع أسواق العالم نمواً.
وتشارك في جلفود 2010 للمرة الأولى سبع دول هي أوغندا وأوكرانيا وإيران والسودان والكويت وليبيا وليتوانيا، كما يستضيف المعرض أجنحة وطنية من أوروغواي والبرتغال وكينيا، إلى جانب 1,350 شركة عارضة جديدة، تنضم إلى أكبر شركات الأغذية من المنطقة والعالم، مثل الإسلامي وبوراتوس Puratos، وتايسون Tyson، وريشنال إيه جي Rational AG، وساديا، والغرير، ونستله بروفيشينال، إلى جانب الراعي البلاتيني اتحاد الصالحية.
وقال حامد بدوي، الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة الإسلامي للأغذية إن معرض الخليج للأغذية يعتبر أهم ملتقى للشركات المحلية والإقليمية لعرض خدماتها ومنتجاتها أمام مشترين عالميين للبضائع الاستهلاكية سريعة التداول، وأضاف: "التقت شركة الإسلامي بالعديد من العملاء الجدد والمستثمرين المحتملين في الدورات السابقة من معرض جلفود، ونحن نتطلع إلى الارتقاء بقطاع الأغذية إلى مستوى أرفع خلال الدورة المرتقبة من الحدث الأسبوع المقبل".
قام مركز دبي التجاري العالمي بتوسعة المعارض القائمة على هامش معرض الخليج للأغذية، تلبية للطلب المتزايد من العارضين الجدد الذين يستهدفون المنطقة؛ فقد بات معرض الشرق الأوسط لمكونات الغذاء أكبر ثلاث مرات من معرض العام الماضي بمشاركة 190 شركة من 31 دولة. ومن بين الشركات المشاركة أغوس Agus، ودوهلر Dohler، وفوريتك يوروب Foritech Europe، وسيمرايز Symrise ووايلد Wild، إلى جانب شركات أخرى من مناطق بعيدة مثل إندونيسيا وايرلندا وماليزيا وإسبانيا.
وزاد هذا العام حجم قسم التصنيع والتعبئة لاستيعاب الاهتمام المتزايد بالتقدم التقني من هذه الحلقة المهمة من حلقات سلسلة التوريد، بينما استقطب معرض الشرق الأوسط للمطاعم والمقاهي، المختص في التصميم الداخلي والتجهيزات، مجموعة واسعة من العارضين الجدد ليتيح مزيداً من فرص التطوير أمام قطاع الضيافة، في ظلّ توقعات أوردتها مؤسسة لودجينغ إيكونومتريكس Lodging Econometrics في تقرير لها تشير إلى افتتاح 98 فندقاً جديداً في الشرق الأوسط خلال العام الجاري و115 في العام 2011.
من الفعاليات الجديدة التي تشهدها دورة المعرض هذا العام مؤتمر الخليج الأول للأغذية، مع تركيز شامل على التوجهات العالمية في مجال الأغذية والمشروبات والتصنيع الغذائي، وأهمية هذه التوجهات للأسواق الإقليمية. يتضمن المؤتمر عروضاً تقديمية من خبراء دوليين كبار وأصحاب رؤىً في هذا القطاع، بما في ذلك كلمة رئيسية من المهندس ساعد العوضي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الصادرات حول ’افتتاح الأسواق الدولية‘.
ومن بين المتحدثين الرئيسين بالمؤتمر جمال جوهري، نائب الرئيس لشركة الغرير للأغذية، وجون براش المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة براش إف زد المحدودة، وإليزابيث مارتنز، رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في بيزنس مونيتور إنترناشيونال، وروب أوهانلون، الشريك المسؤول عن قطاع السياحة والضيافة والترفيه لدى ديلويت في الشرق الأوسط، وسوداكار تومار، رئيس مجلس الإدارة في مؤسسة وورلد بَلسِز World Pulses.
من جهة أخرى، يستضيف معرض الخليج للأغذية فعاليات مؤتمر دبي الدولي الخامس لسلامة الأغذية، الذي تنظمه بلدية دبي بغية تسليط الضوء على أبرز التطورات والقضايا في هذا المجال.
ويستمر المعرض في تنظيم مسابقة صالون كولينير الإمارات الدولي بالتعاون مع جمعية الإمارات للطهي، والتي تستقطب ما يزيد عن 1,000 من الطهاة ليتنافسوا أمام لجنة تحكيم تضم 25 خبيراً دولياً مختصاً، في حين ستكرّم جوائز جلفود 2010 التي تم الكشف عنها حديثاً لأول مرة، أهم الإنجازات والابداعات في قطاع الأغذية والمشروبات في بالمنطقة. وتنظم جمعية الشرق الأوسط لصناعة الخبز والمعجنات كذلك للمرة الأولى خلال المعرض، عروضاً في هذا المجال.
وأعرب عبد الله عيسى لوتاه، رئيس مجلس إدارة العالمية للمخابز والمطاعم ورئيس جمعية الشرق الأوسط لصناعة الخبز والمعجنات، عن سعادته بتقديم عروض صناعة الخبز والمعجنات خلال جلفود 2010، قائلاً إن فن صناعة الخبز هو موهبة متخصصة، ولا سيما هنا في منطقة الشرق الأوسط، وأضاف: "إننا نأمل في الحصول خلال جلفود على إعجاب الجمهور المحلي والدولي وتقديره ودعمه لمهنة صناعة الخبز والمعجنات".
© 2010 تقرير مينا(www.menareport.com)