بعد عام صعب قد لا يصدق البعض نتيجة انتشار فيروس كورونا، وتداعيات هذا الوباء على العالم، فبسببه سوف تتغير نظرة المحترفون المسؤولون عند صياغة خطط الأعمال عن اتجاهات الاستهلاك، لذلك سيقومون بالبحث عن ما هو أكثر توقعاً للاستهلاك العام الحالي.
وقد تكون المهمة صعبة نوعاً ما أو أكثر أهمية، وذلك لأن معظم قطاعات الأعمال تستعد للتعافي واستئناف العمل والعودة إلى المسار الصحيح.
ونظراً لأن الوباء غير مسار العالم منذ حوالي عام، فقد انغمس بعض المستهلكون في شراء المنتجات التي يمكن أن تساعدهم خلال أشهر طويلة من الإقامة في منازلهم، مثل أدوات الترفيه أو معالجات الطعام أو المعدات الصحية، والبعض الآخر اتجه نحو المعدات الرقمية التي تساعدهم في كسب لقمة العيش من المنزل حتى نهاية الأزمة. وكان ذلك سبباً في في توجه رجال الأعمال إلى تقديم مجموعة متنوعة من المنتجات لهذه الأغراض وإتاحتها عن بُعد لحماية حياة المستهلكين، وبالتالي ترقية لعبة التجارة الإلكترونية الخاصة بهم.
وبفضل إطلاق اللقاحات في جميع أنحاء العالم، العديد يرى أن عام 2021 سيكون مختلفًا عن عام 2020. حيث أن غالبية الأشخاص متحمسين "للعودة" إلى بعض الأنشطة التي فاتتهم خلال عمليات الإغلاق في عام 2020، والتي تعني تغييرات كبيرة في اهتمامات المستهلكين.
وبالرغم من وجود الأجواء الإيجابية التي من المتوقع أن يظهرها المستهلكون خلال عام 2021، لكن من المتوقع أن تمر أنماط حياة الناس بالعديد من المنعطفات أيضًا.
ومن أهم العوامل التي قد تغير من نمط المستهلكين:
1. الاهتمام بالأنشطة الخارجية (الخروج في الهواء الطلق)
بعد الإقامة المنزلية لمدة طويلة ، يبدي الناس اهتمامًا متزايدا بالأنشطة الخارجية، خاصة مع ارتفاع درجة حرارة الطقس في نصف الكرة الشمالي من الأرض.
لكن في الوقت نفسه مع عودة الاتصال بالعالم الخارجي والبيئة والطبيعة قد تزيد مبيعات الملابس الرياضية والأدوات الرياضية والمشي لمسافات طويلة وأنشطة الشواء. ويعني ذلك أيضًا أن الناس سيشترون المزيد من الملابس ومنتجات التجميل مقارنة بعام 2020.
2. الاهتمام أكثر في التكنولوجيا
نظراً لما لعبته التكنولوجيا من دور مهم أثناء فترة انتشار الوباء، سواء من حيث الأنشطة اليومية، أو العمل من المنزل، أو عدم شراء أساسيات الحياة بالطريقة التقليدية، لا يبدو أن هناك عودة من تلك النقطة.
لذلك من المتوقع في عام 2021 أن يظل الأشخاص قريبين من التكنولوجيا، وأن يزداد اهتمام الشركات التي حققت التحول الرقمي بمواكبة أحدث التقنيات.
3. العودة إلى وسائل الراحة السابقة للجائحة
أنشطة مثل السفر وتناول الطعام بالخارج والذهاب إلى السينما وحضور الحفلات الموسيقية وغيرها من الأحداث المتعلقة بالفن كلها أنشطة لم يتم ممارستها كثيرًا في عام 2020، لكن خلال العام الحالي قد يكون الطلب عليها مرتفعاً، مما يعني ربحًا ضخمًا للقطاعات التي شعرت بضربة عميقة من COVID-19.
4. ازدياد الاهتمام في الصحة
كان عام 2020 بمثابة درس لاهتمام أكثر في الصحة، وإدراك تداعيات كل ما نفعله في الحياة اليومية، حيث في عام 2020 أصبحنا نهتم أكثر في الصحة سواء من حيث الطعام الذي نستهلكه، أو خيارات نمط الحياة واللياقة التي نتخذها.
لذلك الشركات المهتمة في الصحة قد تحقق أرباحاً أكثر في عام 2021.
5. البيئة
بعد انتشار فيروس كورونا كان الاهتمام مركزاً على الصحة، لكن هناك اتجاه عالمي آخر يركز على النظام البيئي، وهو اتجاه تم تحفيزه بشكل خاص من خلال زيادة المخاوف من حالة طوارئ عالمية أخرى ناتجة عن تغير المناخ، والتي من المحتمل أن تسبب العديد من الأوبئة الجديدة.
بالنسبة لأصحاب الأعمال، قد يعني هذا أن حملاتهم التسويقية تحتاج إلى تسليط الضوء على ضرورة الاهتمام بالبيئة، سواء من خلال تعزيز الممارسات الصديقة للبيئة أو عن طريق التعهد ببعض أرباحهم لمعالجة تغير المناخ، مما قد يجذب اهتمام المزيد من العملاء مع مرور الوقت.
وبعد ذكر هذه العوامل هل تعتقد أن هناك عوامل أخرى قد تؤثر على اتجاهات المستهلكين وسلوكياتهم خلال عام 2021؟