كيف تتعامل مع شخصيات الموظفين العدوانية المختلفة؟!

تاريخ النشر: 16 نوفمبر 2017 - 01:17 GMT
يعتبر الموظفين أهم عنصر في الشركة، ولكن لا يجب أن تتخذ من ذلك عذراً للتغاضي عن سلوك الموظف الذي يؤثر سلباً على إنتاجية الشركة ومعنويات الموظفين ورفاهيتهم
يعتبر الموظفين أهم عنصر في الشركة، ولكن لا يجب أن تتخذ من ذلك عذراً للتغاضي عن سلوك الموظف الذي يؤثر سلباً على إنتاجية الشركة ومعنويات الموظفين ورفاهيتهم

لا شك بأن المدراء يتمتعون بالعديد من المزايا، فقد يمتلكون مكتب في أفضل زاوية في الشركة وموقف خاص لاصطفاف سيارتهم وراتب مرتفع، ولكن جميعنا يعلم بأن شغل دوراً إدارياً ليس سهلاً على الاطلاق، فما هي أصعب التحديات التي يواجهها المدراء في عملهم؟

أشار 29,9% من المدراء الذي شاركوا في استبيان بيت.كوم حول ‘تحديات الإدارة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا’ الى أن أكبر تحدي يواجههم في عملهم هو إدارة فريق متعدد الثقافات. في الواقع، يتزايد أعداد المدراء في الشرق الأوسط وشمال افريقيا الذين يواجهون مثل هذا التحدي، فالعديد من أماكن العمل اليوم أصبحت تضم موظفين ينتمون الى جنسيات وثقافات وأعراق مختلفة. ومن التحديات الأخرى التي يواجهها أصحاب العمل اليوم كسب ثقة الموظفين وولائهم، حيث أشار 24,8% منهم الى أنهم يواجهون تحدياً في ذلك. كما يواجه المدراء تحديات أيضاً في تحفيز فريق العمل وإلهامه (18,6%)، وتشجيع التواصل المفتوح (16,2%) والتوجية والتدريب (5,7%) وتفويض مهام العمل (4,8%).

والى جانب التنوّع الثقافي، تشمل بيئة العمل عادة تنوّعات من ناحية المهارات المهنية، والشخصيات، والسلوكيات في العمل والحياة، والصفات الفردية النادرة. في الواقع، قد تساهم هذه التنوّعات في إنشاء بيئة عمل محفّزة وممتعة، الا أنه يترتب عليها أيضاً العديد من التحديات منها التعامل مع موظفين عدوانيين يمتلكون شخصيات معقدة وسلوكيات منحرفة في كل من العمل والحياة، مما يسبب العديد من المشاكل للمدير وفريق العمل.

يقدم خبراء بيت.كوم، أكبر موقع للوظائف في الشرق الأوسط، في ما يلي شخصيات الموظفين العدوانيين المختلفة ونصائح لإدارتها بفعالية وضمان تحقيق الإنسجام والتفاهم بين أعضاء فريق العمل.

الموظف المتشائم: كيف يمكن تمييز الموظف المتشائم؟ يقوم هذا الشخص عبر نظرته المتشائمة، بتثبيط عزيمة الآخرين في كل مهمة جديدة. قد يكون من الجيد وجود شخص يقدم آراء مخالفة خلال جلسات العصف الذهني وإبتكار الأفكار، الا أن الشخص المتشائم يتبع نهجاً سلبياً ليس بهدف تحسين الأفكار، بل لكونه غير متعاون. حاول التعمق في شخصية هذا الموظف، فقد تجد السبب الرئيسي وراء تصرف هذا الشخص بهذه الطريقة، فقد يكون سببه الكسل، أو الإنهماك، أو الخوف من التغيير أو إتخاذ المخاطر، أو الافتقار الى الثقة اللازمة لتنفيذ مشاريع جديدة. في الواقع، يشكل هؤلاء الموظفين عائقاً أمام نمو الشركة وتحسين الإنتاجية، وقد تؤدي سلبيتهم الى مشاكل كبيرة إن لم يتم إدارتهم بفعالية.

الموظف الخبير: أشار استبيان بيت.كوم حول ‘تحديات الإدارة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا’ الى أن 37,2% من أصحاب العمل يعتبرون أن الموظف ذوي المستوى المهني المتوسط هو المستوى الأكثر صعوبة في إدارته.

ومع ازدياد أعداد جيل الألفية في أماكن العمل، أصبح يجب اتباع طرق جديدة ومبتكرة في التفكير وحل المشاكل. ومن المثير للاهتمام أن الاستبيان عينه أشار الى أن 34,4% من المدراء يعتقدون أن المستوى المبتدئ هو أكثر صعوبة في إدارته. في الواقع، يعد الموظف الخبير النوع الأكثر صعوبة في الاقناع كونه يمتلك وجهات نظر متشددة تقاوم التغيير، وقد يعود سبب ذلك إما لمرور فترة من الوقت على أدائه لوظيفته أو لتمتعه بثقة زائدة في النفس مقارنة مع حديثي التخرج.

يتميّز هذه النوع الصعب من الموظفين بالتعجرف والتكبر، فاقتناعهم بعدم امكانية ارتكابهم للأخطاء يدفعهم للعناد وعدم تقبّل النقد البنّاء. من الصعب جداً التعامل مع شخص يمتلك مثل هذه الصفات، فليس من السهل اقناع موظف خبير بتبني فكرة أو مشروع جديد أو تغيير طريقة تفكيره.

الموظف العدواني السلبي: قد لا يساوي الموظف العدواني السلبي صعوبة الأنواع الأخرى من الموظفين، الا أنهم ليسوا أقل ضرراً لبيئة العمل. هذا النوع من الموظفين هم أشخاصاً خاضعين ومطيعين ويتجنبون المواجهة، فهم يخشون رفض تنفيذ أوامر مدرائهم، مما يدفعهم لتنفيذ مهام ومشاريع بشكل أكبر من طاقتهم، الأمر الذي يؤدي الى فشلهم في الالتزام بالمواعيد النهائية أو تقديم نتائج غير مفيدة.

الموظف العدواني الهجومي: لا شك بأن هذا النوع من الموظفين هو الأكثر صعوبة في إدارته. من السهل جداً تمييز هؤلاء الأشخاص، فهم عنيفين بشكل ملحوظ وعدوانيين وانتهازيين ويثبطون من عزيمة فريق العمل.

نظراً لاختلاف الشخصيات عن بعضها البعض، لا يوجد حل واحد للتعامل مع الموظفين العدوانيين. وبحسب روبرتا كافا، مؤلفة كتاب التعامل مع الأشخاص العدوانيين - كيف تتعامل مع عملاء متعجرفين، ومدراء متطلبين وزملاء غير متعاونين: "لا يمكنك السيطرة على سلوكيات الآخرين، الا أنه يمكنك السيطرة على طريقة تجاوبك مع الأمر". نقدم لك في ما يلي بعض الخطوات لمساعدتك على التعامل مع هذه المشكلة بفعالية.

1. لا تتجاهل المشكلة: يعتبر الموظفين أهم عنصر في الشركة، ولكن لا يجب أن تتخذ من ذلك عذراً للتغاضي عن سلوك الموظف الذي يؤثر سلباً على إنتاجية الشركة ومعنويات الموظفين ورفاهيتهم. وفي الوقت عينه، لا تنتظر أن تحل المشكلة نفسها، فذلك لن يؤدي الا الى تعزيز السلوك السلبي وتفاقم المشكلة.

2. تدخل في الوقت المناسب: من الضروري جداً التدخل في الوقت المناسب، وإن أمكن اتخذ الإجراءات فوراً بعد رؤية سلوك سلبي يصدر عن أحد الموظفين. ومن الضروري أحياناً جعل الموظفين العدوانيين يلاحظون التأثير السلبي لسلوكياتهم على أعضاء فريق العمل. إن تقديم ملاحظات مهنية وبنّاءة وفي الوقت المناسب قد يساعد الموظف على رؤية سلوكياته من وجهة نظر مختلفة والادراك بأنه يوجد طرق أخرى للتعامل مع وضع ما.

3. قدم المساعدة: بعد أن يبدأ الموظف العدواني برؤية الأمور من وجهة نظر مختلفة، يجب توجيهه وإرشاده لتحسين سلوكياته. يمكن لقسم الموارد البشرية تقديم المساعدة بهذا الشأن من خلال اقتراح أساليب تدريب وتوجية وتواصل فعّالة. حيث يمكنك تعليم الموظف المتشائم على تقديم انتقادات بنّاءة بدلاً من التذمر، ويمكن تدريب الشخص الخبير على تقبّل الرأي الآخر، في حين يمكن للموظف العدواني السلبي حضور دورات تدريبية لتعزيز ثقته بنفسه، أما بالنسبة للموظف العدواني الهجومي، يمكن تدريبه على التعامل مع غضبه وتوتره بطريقة سليمة.

إن تجاهل المشكلة لن يفيدك بشيء، فالتعامل مع الموظفين العدوانيين بطريقة مناسبة سيضمن لك عدم تأثر فريق عملك، والسعي لحل المشكلة سيعزّز صورتك المهنية كمدير ناجح.

بالتعاون مع Bayt.com 

اقرأ أيضًا: 

ما هي أفضل أساليب التعامل مع الذين يصعب التعامل معهم في العمل؟!

تعرف على المهنة المفضلة للشباب الإماراتيين

تعرف على 5 حيل يمكنك إتباعها لو شعرت بالحيرة أثناء المقابلة الشخصية


الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن