أوبك: المنتجون قادرون على مواجهة التحدي.. وارتفاع الطلب قادم بقوة

تاريخ النشر: 03 ديسمبر 2015 - 09:10 GMT
التوقعات تشير إلى أن الطلب على النفط سيرتفع إلى نحو 110 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2040 وهو ما يتطلب ضخ استثمارات نفطية تشير التقديرات إلى أنها ستسجل نحو عشرة تريليونات دولار
التوقعات تشير إلى أن الطلب على النفط سيرتفع إلى نحو 110 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2040 وهو ما يتطلب ضخ استثمارات نفطية تشير التقديرات إلى أنها ستسجل نحو عشرة تريليونات دولار

بمجرد وصول المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية إلى فيينا، للمشاركة في الاجتماع الوزاري لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" غدا، تحول الفندق الذي يقيم فيه إلى خلية نحل تكتظ بالمسؤولين النفطيين وممثلي عدد كبير من وسائل الإعلام العالمية.

وتوقعت مصادر في منظمة "أوبك" إبقاء الدول الأعضاء في "أوبك" سقف الإنتاج دون تغيير قائلة "أغلب المنتجين سيدخلون اجتماع الغد وهم على قناعة بأن الطلب العالمي على الطاقة سينمو بنسبة نحو 50 في المائة بحلول عام 2040 وستكون هناك حاجة إلى جميع أشكال الطاقة - الرياح، والطاقة الشمسية، والطاقة المائية، والطاقة النووية، والفحم، وبالطبع، النفط والغاز".

وأضافت المصادر أن "المنتجين سيأخذون في الحسبان بقاء النفط والغاز المصدرين الأساسيين لتوفير الطاقة لنحو 53 في المائة من الاحتياجات في العالم بحلول عام 2040 وهو ما يتطلب استثمارات كبيرة".

وقالت "إن التوقعات تشير إلى أن الطلب على النفط سيرتفع إلى نحو 110 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2040 وهو ما يتطلب ضخ استثمارات نفطية تشير التقديرات إلى أنها ستسجل نحو عشرة تريليونات دولار، وهو ما يعني أن آفاق الصناعة واسعة ولا تحتاج إلى انكماشات تؤثر فيها سلبا".

وأشارت إلى أن جميع المنتجين يدركون تماما حجم التحديات التي تواجه هذه الصناعة الحيوية في المستقبل، مشيرة إلى أنه ليس هناك شك في أن العالم سيحتاج إلى مزيد من الطاقة في العقود المقبلة - مع زيادة عدد السكان العالمي إلى تسعة مليارات نسمة بحلول عام 2040 وهو ما يتطلب تحقيق نمو في الاقتصادات، ولذا يجب ألا ننظر إلى السوق في ضوء الظروف الحالية والراهنة".

ولفتت إلى رغبة المنتجين في تحقيق التوافق لمصلحة السوق ونمو صناعة النفط، خاصة أن عديدا من دول العالم يسعى إلى توفير الطاقة للفقراء وتسهيل الحصول على خدمات الطاقة الحديثة، كما أن عدة مليارات من البشر ما زالوا يعتمدون على الكتلة الحيوية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، وأكثر من مليار نسمة حتى الآن لا يستطيعون الحصول على الكهرباء.

وشددت على أهمية التشاور المستمر بين كبار منتجي النفط في العالم وهو ما تركز عليه "أوبك" من أجل تبادل الخبرات والآراء والمعلومات والبيانات بهدف الوصول إلى مرحلة التنمية المستدامة للموارد لمصلحة الشعوب والمساعدة على تحقيق استقرار السوق لمصلحة كل من المنتجين والمستهلكين.

ومن جانبه، أوضح لـ "الاقتصادية"، راديسلاف جانييك مدير شركة سلوفاكيا للنفط "سلفو نفط"، أن تصريحات وزير النفط السعودي علي النعيمي عن نفي فكرة التزام "أوبك" باستراتيجية للدفاع عن الحصص السوقية كانت مفاجأة كبيرة للسوق والمتعاملين فيها وربما يقصد التزام "أوبك" بالاعتماد على آليات العرض والطلب لتحقيق التوازن وتحديد الأسعار دون آليات أخرى كما أنها تعكس ثقته بأن السوق ستتوازن تلقائيا.

وأضاف جانييك أن "هذه التصريحات ربما تسهم في تقليل حدة حالة التنافس على الحصص السوقية التي تشهدها السوق بالفعل بشكل عام ويراها كثيرون بين النفطين السعودي والروسي في أوروبا بشكل خاص".

وشدد جانييك على أهمية تهدئة التوترات في السوق قبل الاجتماع المرتقب لوزراء "أوبك" وهو ما تقوم به السعودية بامتياز باعتبارها تلعب دور القائد والموجه لمسار السوق النفطية، كما أن زيادة إنتاج "أوبك" في الآونة الأخيرة يدفع البعض إلى تحميلها مسؤولية تراجع الأسعار.

وذكر جانييك أن المنظمة أقرب إلى الحفاظ على استراتيجيتها الحالية دون تغيير، التي لا تنزعج من ارتفاع الإنتاج بل تعتبره ضرورة لتأمين مستقبل الصناعة لأنها تدرك أن مستويات الأسعار المنخفضة ليست مصدر قلق بل هي دورات اقتصادية طبيعية.


م. علي النعيمي

وأشار جانييك إلى أن "أوبك" تدرك أن الارتفاع القياسي لإنتاجها الذي يجيء متزامنا مع ارتفاع في إنتاج روسيا واتساع المخزون في الولايات المتحدة الأمريكية مرحلة مؤقتة، وأن النفط التقليدي يجب أن يستعد لمرحلة تعويض التقلصات الحادة في المعروض التي ستجيء من جانب النفط الصخري الأمريكي وكل إنتاج مرتفع التكلفة.

ويرى ألان ماتيفاود مدير الأبحاث في شركة "توتال" العالمية للنفط، أن تصريحات وكالة الطاقة الدولية عن التوترات في الشرق الأوسط واحتمال تأثيرها في تقلص المعروض وارتفاع الأسعار جاءت داعمة لتوجهات "أوبك" قبل يوم واحد من انعقاد مؤتمرها الوزاري المهم والمرتقب من كل المعنيين بصناعة النفط.

وأوضح ماتيفاود أن التصريحات ركزت بشكل كبير على قضية زيادة الاعتماد على النفط بشكل رئيسي في مزيج الطاقة العالمي لسنوات عديدة مقبلة في الوقت الذي يتراجع فيه على نحو حاد الإنتاج عالي التكلفة في الولايات المتحدة وكندا وغيرها مما يفرض على الشرق الأوسط دورا إنتاجيا أكبر لعدم وقوع أزمة في إمدادات الطاقة في العالم مستقبلا على الرغم من كل الصعوبات السياسية في المنطقة.

على صعيد الأسعار، انخفضت أسعار النفط أمس، إذ عززت زيادة مخزونات النفط الأمريكية تخمة المعروض العالمي فيما يستبعد المستثمرون أي احتمال بأن تخفض "أوبك" سقف الإنتاج. وبحسب "رويترز"، نزل خام برنت 52 سنتا إلى 43.92 دولار للبرميل منخفضا للجلسة الخامسة على التوالي.

وكان "الخام" قد هبط إلى 43.90 دولار في أقل مستوى له منذ 23 تشرين الثاني (نوفمبر) ويتجه إلى تسجيل أدنى إغلاق له في أسبوعين. وتراجع سعر الخام الأمريكي الخفيف 41 سنتا إلى 41.44 دولار للبرميل، ويتجاوز إنتاج النفط الطلب بكثير، وتسببت تخمة المعروض المتنامية في هبوط الأسعار أكثر من 60 في المائة منذ حزيران (يونيو) 2014.

ومن غير المتوقع أن تغير "أوبك" سياستها المتمثلة في الإبقاء على الإنتاج مرتفعا للحفاظ على حصتها السوقية في مواجهة منتجين مثل روسيا وأمريكا الشمالية.

وأشار بيارني شيلدروب كبير محللي أسواق السلع الأولية لدى "إس.إي.بي" في أوسلو، إلى أن السوق تعتبر أن احتمال تغيير سياسة "أوبك" ضعيف للغاية.

وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، "إن سعر السلة التي تضم 12 خاما من إنتاج الدول الأعضاء سجل أول ارتفاع بعد عدة انخفاضات متتالية، حيث كسبت السلة أكثر من دولار مقارنة بالسعر الذي سجلته في منتصف الشهر الماضي الذي بلغ 38.18 دولار للبرميل".

اقرأ أيضاً: 

أوبك: لا خوف على النفط في 2016

ارتفاع انتاج “أوبك” 130 الف برميل خلال نوفمبر 2015

أوبك ستجتمع مع منتجين من خارجها اليوم... والسوق تترقب

أوبك تقلص توقعاتها لنمو المعروض من خارج المنظمة في 2015 بـ 420 ألف برميل يوميا

روسنفت تنتقد سياسة أوبك النفطية