بقلم د. عمّار فايز سنكري وسالي عبد الوهاب
الأسبوع الماضي
تدنى مؤشر داو جونز إلى مستويات جديدة لعام 2004، وسط التشاؤم الذي خلّفه ارتفاع أسعارالنفط في نيويورك إلى ما فوق 55 دولار للبرميل الواحد، وإعلان شركات بارزة كثري إم (MMM) ومايكروسوفت (MSFT) عن أرباح فصلية مخيّبة للآمال. من جهة أخرى، ارتفع مؤشر ناسداك بشكل ملحوظ بفضل الانتعاش الذي شهدته أسهم التكنولوجيا يوم الخميس، ولكنه عاد وتدنى بحدة يوم الجمعة، ليختتم تعاملات الأسبوع على ارتفاع بسيط. ولم تلعب الأرقام الاقتصادية أي دور في تحريك الأسواق خلال الأيام الماضية، وذلك لقلة عددها وضعف أهميتها بشكل عام.
هذا الأسبوع
دخل السباق الرئاسي أسبوعه الأخير في الولايات المتحدة، وتكاثفت أجواء الترقّب والحذر التي تلفّ الأسواق بانتظار نتيجة الانتخابات الرئاسية في الثاني من نوفمبر. ولا شك أن الوضع الاقتصادي الراهن يزيد من توتّر المستثمرين، نظراً للطابع السلبي الذي سيطر على موسم أرباح الربع الثالث منذ انطلاقه. فقد أصدرت أكثر من نصف شركات مؤشرS&P الخمسمائة قوائمها المالية حتى الآن، ولم تتجاوز نسبة نمو أرباح الشركات 15.4%. ومع أن موسم الأرباح لم ينته بعد، إلا أن نسبة النمو هذه ما زالت ضئيلة بالمقارنة مع قيمتها في الربع الثاني من العام (25%). ومن المتوقع أن تتسم جلسات التداول القادمة بالتذبذب الشديد، نظراً لإعلان المزيد من الشركات عن أرباحها، وصدور بعض الأرقام الإقتصادية المهمة كبيان ثقة المستهلك والناتج المحلي الإجمالي.
تطلعات
يرى البعض أن الأسواق ستنتعش بقوة بمجرّد انتهاء الانتخابات الرئاسية الأميركية، وانجلاء أجواء الترقّب والحذر التي تخيّم حالياً على البلاد. وبرأينا أن الأسواق سترتفع بالفعل خلال الأسبوع الذي يعقب الانتخابات، لا سيما إذا أعيد انتخاب الرئيس جورج بوش، الذي يفوق منافسه جون كيري شعبية في وول ستريت. ولكننا لا نرى أن هذا الارتفاع سيستمر، أو أن مسار الأسواق سيختلف كثيراً عمّا هو عليه الآن. فبعد انتهاء فترة الانتخابات، ستعكف الحكومة الأميركية على معالجة العجز المالي الكبير الذي يثقل ميزانيتها، والذي تم التغاضي عنه خلال الحملة الانتخابية كونه لا يخدم مصلحة الجمهوريين أو الديمقراطيين. وسيتم ذلك عبر تغيير السياسة المالية (Fiscal Policy) الحالية، أي عبر تخفيض الإنفاق الحكومي و/أو رفع الضرائب. وبالتالي، سيحرم الاقتصاد من بعض أهم العوامل التي ساهمت في تحريكه خلال السنوات الأخيرة، ولن ينعكس ذلك إيجاباً بالطبع على الاقتصاد أوالأسواق. (البوابة)
http://www.ardwatalab.com