الذهب يتألق مدفوعاً بمخاوف من "تصحيح" في الأسهم

تاريخ النشر: 26 فبراير 2014 - 02:35 GMT
ارتفاع أسعار الذهب
ارتفاع أسعار الذهب

ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها في أربعة شهور خلال تداولات الأربعاء، مدفوعة بتجدد المخاوف بشأن أسواق الأسهم وبشأن الاقتصاد الأميركي الذي يثور الجدل حالياً حول ما إذا كان قد تعافى بشكل كامل حتى يبدأ الفيدرالي الأميركي وقفاً تدريجياً لبرنامج التيسير الكمي.

وسجلت أسعار الذهب أعلى مستوياتها منذ أربعة شهور عندما تم تداول المعدن الأصفر عند مستوى 1343 دولاراً للأونصة الواحدة، مرتفعاً بنسبة 0.22% عن إغلاق الثلاثاء، ليواصل بذلك موجة الصعود التي يشهدها منذ نحو أسبوعين.

ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن مسؤول مصرفي في طوكيو قوله "إن الكثير من الناس كانوا يتوقعون أن ترتفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، وتنخفض أسعار الذهب تبعاً لذلك، إلا أن هذا لم يحدث، ولذلك يستمر الارتفاع إلى هذه المستويات".

ويشير المسؤول في "ستاندرد بنك" إلى أن أسعار الذهب كسرت الأسبوع الماضي متوسطها السعري في 200 يوم، وهو ما يعني أن المستوى القادم هو الصعود إلى 1350 دولاراً، بحسب التحليل الفني لحركة الذهب.

لكن نائب الرئيس لإدارة الأصول في "إتش سي"، ولاء حازم، قال لـ"العربية.نت" إن الذهب يرتفع بسبب تزايد المخاوف لدى عدد من المستثمرين من أسواق الأسهم، حيث إن الارتفاعات المتلاحقة التي سجلتها الأسهم أعطت انطباعاً وتوقعاً لدى الكثير من المستثمرين بأنها يمكن أن تشهد موجة تصحيح، وبالتالي يفضل الكثيرون اللجوء إلى الذهب مرحلياً من أجل حماية مكاسبهم.

ويشير حازم إلى أن "الذهب دوماً يظل الملاذ الآمن، حتى وإن تكبد المستثمرون فيه بعض الخسائر على المدى القصير".

ولا يخفي حازم وجود ارتباط بين أسعار الذهب الحالية وبين التطورات التي يشهدها الاقتصاد الأميركي، مشيراً إلى أن "الاقتصاد الأميركي الآن أفضل بكثير مما كان عليه في العام 2008، ولا نستطيع القول إن ثمة مخاوف بشأنه، لكن هناك حالة ترقب لدى المستثمرين بشأن الاقتصاد الأميركي بسبب بعض الإشكالات والعوائق التي يمر بها".

وكانت أسعار الذهب قد سجلت هبوطاً في العام 2013 بنسبة 27%، ليكون الأول منذ 13 عاماً، فيما واصلت أسعار الذهب تراجعها خلال العام الحالي 2014 بعد أن كان الفيدرالي الأميركي قد اتخذ قراراً بخفض برنامج شراء السندات بواقع عشرة مليارات دولار، ومن ثم اتخذ قراراً لاحقاً بخفض البرنامج بواقع عشرة مليارات أخرى ليصبح بواقع 65 مليار دولار شهرياً.

واستفادت أسعار الذهب خلال السنوات القليلة الماضية ببرنامج التيسير الكمي الأميركي الذي كان بموجبه يتم ضخ كميات كبيرة من السيولة في الأسواق، إلا أن التوقعات بوقف البرنامج أطاحت بمكاسب الذهب، فضلاً عن أن الارتفاعات الكبيرة التي سجلتها أسواق الأسهم العالمية، خاصة الأميركية في الشهور الأخيرة، عززت من هبوط الذهب مع هجرة الأموال إلى الأسواق ذات المخاطر العالية.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن