أما آن لسلة خبز العالم العربي أن تمتلئ!

تاريخ النشر: 21 يونيو 2012 - 01:20 GMT
ان التنمية لا يمكن أن تزدهر بينما تستنزفها قضايا متواترة تنهك الاقتصاد
ان التنمية لا يمكن أن تزدهر بينما تستنزفها قضايا متواترة تنهك الاقتصاد

كم هي مفارقة يحار المرء في تفسيرها، أن يبتئس الشعب السوداني الشقيق إلى حد التظاهر اعتراضا واحتجاجا على حمى ارتفاع الأسعار التي طالت الغذاء والكساء وغيرهما، بينما السودان بإمكانياته الهائلة يوصف دوما بأنه سلة خبز العالم العربي، بما يحوزه من مساحات هائلة من الأراضي الزراعية الخصبة، وبما يتوافر له من فيض مياه، إن من خلال فيضان النيل، وإن من خلال المياه المطرية، وإن من خزانات مائية جوفية، لا بد أنها هائلة وغنية بكميات كبيرة من المياه.

والمصادر المائية الثلاثة، يمكن أن تروي زراعة مكشوفة تدر الكثير على السودان الشقيق، وتوفر له إنتاجا منظما ومتنوعا، يفوق احتياجاته، بل وينتقل السودان معها إلى التصدير، خاصة وأن الزراعة هي النشاط البشري الأقدم في السودان الشقيق، ومن ثم فلا يفتقد السودان لا إلى الخبرة ولا إلى المقدرات. غير أن التنمية لا يمكن أن تزدهر بينما تستنزفها قضايا متواترة تنهك الاقتصاد، وتعكر صفو الأمن والأمان، وتشتت الجهد الوطني، ومن ثم فان السودان الذي خاض العديد من الصراعات والأزمات التي أرهقت اقتصاده، واستهدفت تمزيق وحدته الوطنية، تسفر حاليا عما يعانيه هذا البلد العربي من أزمة أصابت الأسعار بغلو يشتكي منه المواطن السوداني، مما يقتضي تخطيطا لتحقيق تنمية مستدامة، تضمن زيادة مستمرة في الدخل الوطني، بما يمكن السودان من الاستمرار النجيب في مقدرات ينفرد بها السودان، وقلما تتوافر في غيره.

إننا على ثقة أن أبناء السودان سيمكنهم عبور هذه الاختناقات الاقتصادية الاستثنائية إلى براح جديد، من خلال معالجات تتوافر للسودان كل مقوماتها، ليعود هذا البلد العربي بإنتاجه الاقتصادي المتنوع والوافر إلى استقراره وأمنه، وليكون سلة خبز عالمه العربي الذي يأمل له كل تقدم وازدهار.