يقول باحثون إن الانتعاش العالمي لجهاز آيفون جنبا إلى جنب مع استعادة جهاز جالاكسي نوت 7 من قبل منافستها شركة سامسونج، دفع شركة أبل لتتفوق على الشركة المنافسة سامسونج في مبيعات الهواتف الذكية للربع الرابع، حتى في الوقت الذي تُكافح فيه المجموعة الأمريكية لمواجهة المنافسة المحلية في الصين.
وفقا لمحللين من وكالة كاونتربوينت للأبحاث، فإن أجهزة آيفون الـ 78.3 مليون من شركة أبل، التي بيعت في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2016 تقدمت قليلا عن الـ 78 مليون جهاز من شركة سامسونج، لتكون الأولى في سوق الهواتف الذكية في جميع أنحاء العالم، للمرة الأولى منذ عامين.
رحّب المستثمرون بعودة جهاز آيفون للنمو في الربع الذي انتهى في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بعد عام من تراجع المبيعات. بعد أن أعلنت الشركة الأكثر قيمة في العالم عن أرباحها المالية في الربع الأول، ارتفعت أسهم شركة أبل يوم الثلاثاء بنسبة 3 في المائة بعد ساعات التداول لتصل إلى 125 دولارا، لتتحرك نحو أعلى مستوياتها فوق 133 دولارا.
قال تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، في مكالمة مع المستثمرين: "حصلنا على ربع استثنائي من خلال جهاز الآيفون". مبيعات النسخة الأكبر والأكثر تكلفة من أحدث أجهزتها كانت قوية بشكل خاص، وشركة أبل تُكافح لمواكبة الطلب. قال كوك: "جهاز آيفون 7 بلاس كان نموذج بلاس الأكثر شعبية الذي حصلنا عليه على الإطلاق".
على الرغم من النمو في معظم أنحاء العالم، إلا أن جهاز آيفون خسر مكانته في الصين أمام الشركات المنافسة المحلية هواوي وأوبو وفيفو.
وتوصلت وكالة كاونتربوينت إلى أن جهاز آيفون 6S تغلّب عليه جهاز R9 من أوبو ليكون الهاتف الذكي الأفضل مبيعا في الصين في العام الماضي - أول مرة يخسر فيها جهاز أبل المركز الأول في أكبر سوق في العالم للهواتف الخلوية منذ عام 2012.
يقول تارون باثاك، المحلل في وكالة كاونتربوينت: "نحن نرى تحدّيا كبيرا بالنسبة لشركة أبل في الصين. أظهر المستهلكون الصينيون رغبة أكبر لشراء الهواتف المتميزة من الشركات المحلية". ويُضيف أن ما يعقِّد المشكلة هو حقيقة أن أجهزة شركات التصنيع المحلية تبدو "مماثلة جدا" لجهاز آيفون في حين أن التكلفة أقل بكثير.
قالت شركة أبل إن الإيرادات من الصين الكُبرى انخفضت بنسبة 12 في المائة في الربع الأخير، لكن كوك نسب كثيرا من ذلك إلى استمرار التباطؤ في هونج كونج وتقلّبات العملة. في البر الرئيس في الصين، بعد التعديل حسب أسعار الصرف، قال إن المبيعات ارتفعت بنسبة 6 في المائة - "أداء أفضل بكثير" من التراجع الذي شهدته في الأرباع الثلاثة السابقة.
يقول بين باجارين، المحلل في وكالة كرييتف ستراتيجيز، إنه تم التغلب على نقص الإمدادات في جهاز آيفون 7 بلاس التي ربما أعاقت أبل في الصين. يرى باجارين أن "هناك قدرا معقولا من الطلب الذي لم تتم تلبيته أثناء دخول العام الصيني الجديد، وهو ما يمكن أن يعطي حجة مقبولة تقول إنهم ربما فوجئوا إلى حد ما من البر الرئيس في الصين".
في الوقت الذي تكافح فيه شركة أبل في الصين، يقول باثاك إن "هناك الكثير من الأسواق الناشئة الأصغر حيث بدأت شركة أبل تحصل على موطئ قدم جيد".
وتوصلت شركة كاونتربوينت إلى أن جهاز آيفون يُسيطر على 62 في المائة من الشريحة "الفاخرة" الصغيرة والمُربحة من السوق الهندية، على الرغم من أن أرقام البيع بمقدار 2.5 مليون وحدة في عام 2016 تدل على أن أمامها طريق طويل لتقديم مساهمة مهمة لمبيعات شركة أبل العالمية.
يُشير كوك إلى "نتائج الإيرادات القياسية على الإطلاق" في الهند في الوقت الذي تتفاوض فيه شركة أبل مع الحكومة، بشأن فتح أول متاجرها للبيع بالتجزئة هناك. وقال: "نحن نعتزم تماما الاستثمار بشكل كبير في الهند".
في الأسواق القائمة مثل الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، التي لا تزال تُشكّل الغالبية العُظمى من مبيعات شركة أبل، أصبح المستثمرون على نحو متزايد قلقين من أن مالكي جهاز آيفون يحتفظون بأجهزتهم لمدة أطول بين عمليات التحديث.
على الرغم من عودة جهاز آيفون إلى النمو في هذه المناطق، إلا أن كوك حذر من أن معدل التحديث كان "مماثلا للعام الماضي"، عندما تراجعت المبيعات.
جين مونستر، محلل من شركة أبل يعمل منذ فترة طويلة في وول ستريت، الذي أصبح أخيرا صاحب رأسمال مغامر مع شركة لوب فينتشرز، يقول إن هذا كان "العامل السلبي الكبير" من التقرير الربعي يوم الثلاثاء.
أضاف رئيس المالية في شركة أبل، لوكا مايستري، أن ارتفاع الأسعار بما يصل إلى 40 في المائة في بعض الأسواق، والمدفوع من الدولار الأمريكي القوي، وقف أيضا في طريق تحدي الزبائن بسرعة أكبر، ما أجبر الشركة على اتّباع "كفاءات في التكاليف" للتعويض.
بعد ما كان يُنظر إليه على أنه تغييرات تدريجية لجهاز الآيفون 7، فإن تحسينات المُنتج ستكون أيضا حيوية في إقناع الناس بفتح محافظهم. قال مايستري: "كلما كنّا قادرين أكثر على الابتكار مع الأجيال الجديدة من المنتجات، من الواضح أن ذلك يلعب دورا في معدل التحديث".
هذا يُلمّح إلى أهم التغييرات المتوقعة مع جهاز آيفون التالي عند إصداره في أيلول (سبتمبر) الماضي. يتوقّع كثير من المحللين في سوق وول ستريت "دورة فائقة" أقرب إلى الموجة الضخمة من التحديثات المدفوعة من الشاشة الأكبر لجهاز آيفون 6، بفضل تقديم شاشة جديدة "من الحافة إلى الحافة"، وشحن لاسلكي ومزايا "الواقع المعزز".
في الوقت الذي يتساءل فيه كثير من المراقبين عن مقدار الابتكار المتبقي الذي يمكن انتزاعه من الجهاز الموجود منذ عشرة أعوام، أصرّ كوك يوم الثلاثاء الماضي على أن الهواتف الذكية "لا تزال في الأدوار الأولى من اللعبة".
وقال: "أعتقد أن هناك الكثير مما يمكن القيام به. كل عام يُصبح الجهاز أكثر أهمية لحياة الناس. عندما أنظر إلى كل هذه الأشياء - ارتفاع الاستخدام، ومطوّري التطبيقات لا يزالون يبتكرون، ولدينا بعض الأشياء الماتعة قيد الإعداد - أشعر بشعور جيد فعلا حيال ذلك".
من خلال وضع تحدّ للمنافسين في شركة سامسونج وفي الصين، اختتم كوك قائلا: "نحن نُفكّر بطريقة مختلفة بشأن مجموعة من الأشياء، لكن ربما هذا هو مجرد تحدّ آخر".
اقرأ أيضًا:
"أبل" تخفض رواتب مدرائها 2 مليون دولار
آبل تطور أنظمة الواقع الافتراضي فما مصير "الآيفون"؟!
اليوم.. آبل تتحول إلى اللون الأحمر ما السبب؟
آبل حذرت مستخدمي آيفون7... بماذا؟