خبر عاجل

موجة صقيع تضرب اوروبا والشرق الاوسط على موعد مع الجفاف

تاريخ النشر: 03 ديسمبر 2010 - 08:11 GMT
امراة تسير في حديقة غمرتها الثلوج في براتيسلافا
امراة تسير في حديقة غمرتها الثلوج في براتيسلافا

 

تسببت موجة الصقيع التي تضرب اوروبا منذ اسبوع بوفاة 60 شخصا على الاقل، فيما يمتد الصيف في الشرق الاوسط حيث يستفيد الناس من درجات حرارة دافئة لكنهم يعربون عن قلقهم من الا يتساقط المطر.
وفي اوروبا الوسطى، اسفرت موجة البرد عن وفاة 17 شخصا خلال 24 ساعة ما يرفع حصيلة القتلى في اسبوع الى 45 يضاف اليهم 11 شخصا توفوا في روسيا وواحد في المانيا وثلاثة في فرنسا بحسب السلطات المحلية.
وفي بولندا اعلنت الشرطة ان الضحايا هم بغالبيتهم من الرجال الذين تتراوح اعمارهم بين 35 و 60 ومن المشردين الذين يكونون في غالب الاحيان تحت تاثير الكحول. وازاء صعوبات حركة الملاحة الجوية وحركة النقل والسكك الحديد قامت السلطات بتعبئة ثلاثة الاف سجين لكي يكونوا مستعدين لازالة الثلج والجليد.
والجمعة بلغت درجات الحرارة في بريمر في اسكتلندا 20 درجة تحت الصفر فيما وصلت الى 24 تحت الصفر في موسكو. ولا تزال حركة وسائل النقل البريطانية مضطربة بسبب الجليد والثلوج فيما اغلقت بعض المدارس ابوابها (اكثر من الفي مدرسة في انكلترا).
لكن مطار غاتويك جنوب لندن الذي يعتبر ثاني مطار في البلاد فتح مجددا بعد يومين من الاغلاق فيما امضى مئة موظف الليل وهم يجرفون الثلوج من المدرجات.
وتم الغاء او تاخير رحلات في لندن هيثرو، ابرز مطار بريطاني، وكذلك في مطاري لوتون وغلاسكو.
والغيت حوالى 44 رحلة في مطار فرانكفورت، اكبر مطار في المانيا، من اصل 1365 رحلة مرتقبة الجمعة، بسبب سوء الاحوال الجوية في مطارات اخرى، كما اعلن ناطق.
كما تضررت حركة النقل عبر المانش حيث اعلنت شركة قطارات يوروستار عن الغاء حوالى قطار من كل ثلاثة الجمعة بين باريس ولندن وكذلك بين بروكسل ولندن فيما بلغ التاخير 90 دقيقة تقريبا للقطارات التي كانت تعمل.
وتوقعت شركة يوروستار ان يستمر هذا الوضع الجمعة وخلال نهاية الاسبوع "فيما من غير المتوقع ان تتحسن الاحوال الجوية بشكل كبير" كما ورد على موقعها على الانترنت.
وتساقطت الثلوج بمعدل اقل ليلا على بريطانيا مقارنة مع الليالي السابقة، لكن مصلحة الارصاد الجوية حذرت السائقين من الجليد. وتدنت درجات الحرارة الى سبعة دون الصفر في برمنغهام (وسط انكلترا) و10 دون الصفر في مانشستر (شمال) و15 دون الصفر في ادنبره و20 دون الصفر في اسكتلندا.
وتجلد الطرقات ادى الى صعوبة امداد بعض المتاجر بالمؤن وكتبت صحيفة "ديلي اكسبرس" صباح الجمعة على صفحتها الاولى "والان نقص في المواد الغذائية".
وفي بلجيكا توقف عمل خطوط السكك الحديد المحلية.
وفي المانيا، توفي رجل في الثانية والستين من جراء البرد في شرق البلاد ليكون اول ضحية لسوء الاحوال الجوية هذا الشتاء كما اعلنت الشرطة الالمانية الجمعة فيما سجلت حوادث طرقات كثيرة بسبب موجة الثلج.
وفي اسبانيا، تم رفع مستوى الانذار الى "البرتقالي" في اربع مناطق في شمال البلاد بسبب "مخاطر كبرى" من تساقط ثلوج فيما بقيت حركة السير مضطربة في شمال ووسط البلاد.
وفي فرنسا تحسنت الاحوال الجوية في وسط وغرب البلاد لكن 2900 منزل لا يزال بدون كهرباء.
حتى موسكو تشهد موجة برد غير اعتيادية لمثل هذه الفترة من السنة لا تسجل الا "كل ثلاثين الى 50 سنة" بحسب مصلحة الارصاد الجوية.
وشهدت عدة مناطق روسية درجات حرارة منخفضة جدا وسجلت اكبر موجة صقيع الثلاثاء في جبال الاورال وسيبيريا بعدما بلغت 47 درجة دون الصفر في ايامالو-نينت و51 درجة دون الصفر في ايفنك.
من جهة اخرى دوت صفارات الانذار في البندقية في ايطاليا بعد ارتفاع المياه الى 1,40 مترا فوق مستوى البحر، في اعلى مستوى هذه السنة.
وفي البلقان اجلي الاف الاشخاص من منازلهم بسبب فيضانات ناجمة عن امطار غزيرة هطلت على مونتينغرو والبوسنة وصربيا.
واعلن رئيس وزراء البانيا سالي بريشا ان "الوضع خطير جدا" في البلاد حيث غمرت المياه الاف الهكتارات ما استدعى اجلاء سبعة الاف شخص. كما انقطعت كل الطرق التي تصل العاصمة تيرانا بشمال البلاد حيث اصيبت الالاف من المنازل باضرار. واعلن رفع التأهب الى مستوى "الكارثة الطبيعية" منذ الاربعاء.
الجفاف آت
واذا كانت اوروبا تشهد عاصفة ثلجية وموجة صقيع غير مألوفتين لهذه الفترة من السنة، يمتد فصل الصيف في الشرق الاوسط حيث يستفيد الناس من درجات حرارة دافئة لكنهم يعربون عن قلقهم من الا يتساقط المطر.
وتتعرض اسرائيل التي تكافح في الوقت الراهن اسوأ حريق في تاريخها، لموجة جفاف استثنائية منذ بضعة اسابيع هي الاسوأ منذ 2001، وقد زادت من خطورتها درجات حرارة مرتفعة بلغت 31 الخميس في منطقة حيفا.
وكان تساقط الامطار فوق اسرائيل والاراضي الفلسطينية ادنى من المتوسط منذ خمس سنوات. وفي الشمال، بلغ منسوب المياه في بحيرة طبرية ادنى مستوياته منذ 80 عاما، وبات مستوى المياه في البحيرة التي تعد الخزان الاساسي للمياه العذبة في البلاد، 1,6 متر تحت عتبة مستوى الخطر.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، سجلت القدس 7 ملم من تساقط الامطار، في مقابل متوسط بلغ 60 ملم في السنوات الاخيرة التي تعتبر جافة.
وشهد الاردن البلد الصحراوي ايضا تراجع هطول الامطار في السنوات الخمس الاخيرة، بحيث بات يسجل عجزا بلغ 500 مليون متر مكعب من المياه سنويا، اي ما يناهز ثلث حاجاته تقريبا، كما ذكرت وزارة المياه.
وفي لبنان، الذي عادة ما تتوافر لديه موارد مائية غزيرة، "يهدد تأخر سقوط الامطار بعضا من مورادنا الاساسية، حيث تصبح المياه سلعة نادرة اكثر فأكثر"، كما قال فؤاد حوشا عميد كلية العلوم في الجامعة اللبنانية الاميركية.
وتقول مصلحة الارصاد الجوية ان لبنان سجل منذ ايلول/سبتمبر نسبة تساقط امطار لم تتعد 51,2 ملم في مقابل 214,8 ملم في الفترة نفسها من العام الماضي.
وزادت من خطورة الوضع درجات الحرارة الصيفية التي اقتربت من 30 في نهاية الخريف. ويهدد الجفاف موسم القمح والارز ايضا رمز لبنان منذ قرون.
وفي جزيرة قبرص المجاورة التي شهدت درجات حرارة قياسية هذا الصيف بلغت 46 في نيقوسيا، زادت الحرارة عن معدلها المعتاد في تشرين الثاني/نوفمبر بنحو 5 الى 10 درجات، حيث بلغت هذا الاسبوع من 27 الى 30 درجة.
ولم تشهد قبرص سقوط نقطة مطر واحدة في تشرين الثاني/نوفمبر، فيما كانت تتوقع كمية مطر يبلغ متوسطها 53 ملم خلال ذلك الشهر. وجاء في تقرير للوكالة الاوروبية للبيئة ان فترات الجفاف الطويلة هذه قد تزداد في قبرص وتؤدي الى تصحر في الجزيرة.
وتشمل هذه الظاهرة حتى الان سوريا حيث غادرت مجموعات ريفية كثيرة المناطق الشمالية.
ولمواجهة هذا الوضع، يقيم الناس الصلوات. فقد دعي الاردنيون الى اقامة صلاة الاستسقاء الجمعة. وفي لبنان، انضم رجال دين مسيحيين الى رجال دين مسلمين لاقامة صلاة مماثلة.
وفي القدس، رفع حاخامات مؤخرا صلوات من اجل هطول الامطار قرب حائط المبكى. وفي خطوة نادرة، اجتمع يهود ومسلمون ومسيحيون الشهر الماضي في احدى قرى الضفة الغربية لرفع صلاة مشتركة حتى تتساقط الامطار على الاراضي المقدسة.
الا ان كل بلدان المنطقة لا تواجه النقص ذاته في تساقط الامطار. فقد سجلت تركيا تساقط امطار فاقت المستويات العادية.