أسبوع الإنشاءات العربي يبدأ فعالياته اليوم برعاية دائرة الشؤون البلدية

تبدأ اليوم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، فعاليات أسبوع الإنشاءات العربي بمشاركة أكثر من خمسمائة شركة محلية ودولية، متخصصة في صناعة البناء والتشييد، فيما يجمع هذا الحدث الذي يركز على البناء الكامل والمستدام، بين أربعة معارض متخصصة في صناعة البناء والتشييد: الشرق الأوسط للمباني الخضراء، الشرق الأوسط للمباني المستقبلية، والشرق الأوسط للهندسة المدنية، وكذلك معرض إنترمات ميدل إيست المتخصص بعرض آليات ومعدات البناء.
ونظرا لأهمية أسبوع الإنشاءات العربي بالنسبة لصناعة البناء والتشييد في المنطقة، وفي سبيل الارتقاء بهذه الصناعة في إمارة أبوظبي إلى أفضل المستويات الممكنة، من خلال إقامة مشاريع تنموية مستدامة في قطاع البناء والتشييد، واعتماد المعايير والممارسات العالمية الصديقة للبيئة في هذا المجال، حرصت دائرة الشؤون البلدية، الجهة الإشرافية والتنظيمية للعمل البلدي في إمارة أبوظبي، وبالتعاون مع بلديات الإمارة الثلاث، بلدية مدينة أبوظبي، وبلدية العين، وبلدية المنطقة الغربية، على أن تكون الراعي الرئيس لهذا الحدث المهم.
وبهذه المناسبة صرح معالي ماجد المنصوري رئيس دائرة الشؤون البلدية، رئيس اللجنة العليا لكود البناء بإمارة أبوظبي قائلا: "قطاع البناء والإنشاءات يعد من أكبر القطاعات الاقتصادية في المنطقة بشكل عام وفي أبوظبي بشكل خاص مما يتطلب ضوابط وأسسا متينة تضمن للنمو في هذا القطاع الاستدامة المنشودة، وإننا في إمارة أبوظبي نعمل على تطوير تشريعات متكاملة تنظم القطاع العقاري وتخلق بيئة جاذبة للاستثمار في هذا القطاع كما نعمل على تطوير كودات بناء شاملة ومتكاملة تحاكي أفضل الكودات العالمية وتتكامل معها وتراعي ظروف بيئتنا المحلية. إن مشاركتنا برعاية هذا الأسبوع نابع من اهتمام قيادتنا الرشيدة بتطوير هذا القطاع والارتقاء به وبالأنظمة والمهن والممارسات والمواد والتقنيات الداخلة فيه إلى أعلى المستويات وفق أفضل المعايير العالمية تحقيقا لبناء مدن عصرية مستدامة".
ويسلط النظام البلدي عبر جناحه الخاص بأسبوع الإنشاءات العربي، الضوء على مشاريع التنمية المستدامة في إمارة أبوظبي في قطاع البناء والتشييد، والتشريعات والممارسات اللازمة لتنفيذ هذه المشاريع، ومن أبرزها مشروع كودات البناء الجديدة الذي يتوافق مع الكودات الدولية التي يصدرها مجلس الكود الدولي، ومشروع نظام إدارة البيئة والصحة والسلامة في قطاع الإنشاءات، واللذين تشرف على تطبيقهما دائرة الشؤون البلدية وبلديات إمارة أبوظبي بالتنسيق مع هيئة البيئة.
هذا وتنطلق جميع المشاريع التي يعرضها النظام البلدي في أسبوع الإنشاءات العربي، من قاعدة مشتركة، عنوانها التنمية المستدامة، وذلك بما يتماشى مع رؤية أبوظبي 2030 الهادفة إلى أن تكون حكومة أبوظبي إحدى أفضل الحكومات في العالم من حيث الخدمات التي تقدمها، وبالتالي كي تصبح إمارة أبوظبي واحدة من أفضل الأماكن في العالم، للعيش والعمل والزيارة.
ومن أبرز الميزات التي يتمتع بها مشروع كودات البناء الجديدة، توفير الطاقة والمياه، وتقليص التكاليف الإنشائية والتشغيلية بنسب تتراوح بين 40 و 50%، وإطالة العمر الافتراضي للمباني، مع توفير بيئة عمرانية صحية ومعيشة آمنة في مدن إمارة أبوظبي، فضلا عن تعزيز ثقافة الأبنية الخضراء التي تستند إلى معايير الاستدامة الدولية.
وعن مشروع كودات البناء الجديدة في إمارة أبوظبي، قال سعادة المهندس أحمد محمد شريف، وكيل دائرة الشؤون البلدية، وعضو اللجنة العليا لكودات البناء في أبوظبي، إن هذه الكودات تؤسس قاعدة صلبة، تحتوي في مكوناتها على مواد بناء أكثر جودة، وتعتمد في تنفيذها على ممارسات تضمن استدامة مشاريع البناء والتشييد، بما يعود بالنفع على عامة السكان في الإمارة. وأضاف سعادته أن: "تطبيق كودات البناء الجديدة يعكس رؤية قيادتنا الحكيمة في اعتماد أفضل المعايير الدولية في العملية التنموية التي تشهدها إمارة ابوظبي، ويعكس التزام النظام البلدي بالعمل نحو تحقيق رؤية أبوظبي 2030 الهادفة إلى أن تصبح حكومة أبوظبي واحدة من بين أفضل الحكومات في العالم من حيث الخدمات التي تقدمها، بهدف جعل إمارة أبوظبي مكانا جاذبا وأفضل معيشة للسكان والمستثمرين والزائرين".
أما بالنسبة لمشروع نظام إدارة البيئة والصحة والسلامة، فإن الهدف الرئيس من وراء هذا المشروع، يتمثل في تحسين مستوى السلامة والإنتاجية والحد من التأثيرات البيئية، فضلا عن تعزيز معايير الأمان والسلامة لجميع العاملين والقاطنين في مباني الإمارة، ويسعى النظام البلدي من خلال هذا المشروع، وبالتعاون مع الهيئات الحكومية ذات الصلة، إلى توفير بيئة عمل مستدامة في قطاع الإنشاءات تضمن السلامة للعاملين فيه، وتخفف من مخاطر الإصابات في مواقع العمل.
وفي هذا السياق، قال سعادة جاسم الدرمكي، المدير التنفيذي لقطاع الأراضي والعقارات، والمدير التنفيذي لقطاع حوكمة الشؤون البلدية بالإنابة، إن: "النظام البلدي يولي أهمية قصوى لموضوع البيئة والصحة والسلامة في مواقع العمل بقطاع البناء والتشييد في إمارة أبوظبي، ويعمل بالتعاون مع الهيئات الحكومية الأخرى المعنية بهذا الشأن، على تحديد واعتماد أفضل المعايير المعتمدة دوليا في مجال البيئة والصحة، والتي من شأنها أن توفر وتضمن أعلى درجات السلامة والأمان لكل من سكان الإمارة ومستثمريها وزوارها، والعاملين فيها".
على صعيد آخر، وفي إطار سعيها لتعزيز علاقاتها مع شركائها في القطاعين العام والخاص، وأصحاب المصالح ذات العلاقة، من أجل توحيد الجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة في قطاع البناء والتشييد، تنظم دائرة الشؤون البلدية بالتعاون مع بلديات الإمارة الثلاث، وبالتنسيق مع منظمي أسبوع الإنشاءات العربي، ندوات تعريفية مجانية وورشات عمل تناقش متطلبات وشروط تطبيق مشروعي كودات البناء الجديدة ونظام إدارة البيئة والصحة والسلامة، وقد لاقت هذه الندوات التي تتواصل لمدة ثلاثة أيام، رواجا كبيرا بين المهندسين والمقاولين والاستشاريين والجهات الأخرى العاملة في صناعة البناء والتشييد، وشهدت إقبالا كبيرا على التسجيل المسبق بها للاستفادة من المناقشات المعمقة حولها والجوانب المتصلة بها.
وفي الإطار نفسه، يشهد أسبوع الإنشاءات العربي، تنظيم أربعة مؤتمرات: الأبنية الذكية، والأبنية الخضراء في الشرق الأوسط، والبنى التحتية، والتحكم في المناخ، وذلك بمشاركة نخبة من أبرز المعماريين والمقاولين والمطورين والمصممين في مجال البناء والتشييد. وجميع هذه المؤتمرات تهدف إلى مناقشة الإجراءات والسبل الكفيلة بتتنفيذ مشاريع صديقة للبيئة تسهم في ترشيد استخدام الطاقة، وتدعم التنمية المستدامة، ومن جهتها تناقش مجموعة استدامة التي تضم في عضويتها ممثلين عن النظام البلدي وهيئات حكومية أخرى، على هامش أسبوع الإنشاءات العربي، المشاريع الهادفة إلى تحقيق التنمية المستدامة بمختلف المجالات في الإمارة، والسبل الكفيلة بتعزيز مفهوم الاستدامة بين مختلف شرائح المجتمع الأمر الذي من شأنه أن يؤسس حقبة جديدة مستدامة، يستفيد منها أجيال المستقبل في مختلف مناحي الحياة.
هذا ويعقد أسبوع الإنشاءات العربي دورته هذا العام، في وقت أصبح فيه المستثمرون في قطاع البناء والتشييد يولون أهمية كبرى لمفهوم التنمية المستدامة، وبدأت تتجه أنظارهم في المنطقة العربية بشكل عام، نحو توفير وحدات سكنية جديدة بأسعار معقولة تلبي متطلبات الفئة متوسطة الدخل، وتستند هذه الوحدات في بنيتها الأساسية إلى المواد الإنشائية الصديقة للبيئة والمستدامة، في الوقت الذي أصبحت فيه إمارة أبوظبي مثالا يحتذى في تطبيق المعايير البيئية التي تدعم التنمية المستدامة في مختلف المجالات.