عن منشورات المتوسط بإيطاليا، أصدر الشاعر والكاتب البحريني قاسم حدّاد (مواليد 1948) ديوانه الشعري الجديد تحت عنوان "ثلاثون بحراً للغرق"، والذي أهداه صاحب "لست جرحاً ولا خنجراً"(2012) إلى ابنه مهيار، مستعيداً من خلال نصوص الديوان التي تراوحت بين القصائد التفعيلية والنثرية الحرة الأرواح المحيطة به، سواء كانت لأشخاص أو أفكار أو حتى هواجس غير ملموسة، يضعها الشاعر في قوالب مسبوكة من لغة رصينة، كما عودنا في إنجازه الشعري الذي بدأ منذ العام 1970 بديوانه الأول "البشارة".
وحمل الغلاف الخلفي للديوان كلمة للناشر جاء فيها: "لا يحتاج قارئ أو عابر بحار قاسم حداد، إلى وقت طويل لإدراك الوحشة التي تصيب الشاعر، وتبين الاختلاط بين أيامه هذي وبين ذاكرته وأشخاصها، إذ يتحرك الشاعر سريعاً كمن يريد تسديد ديون للتجربة، للحياة، للحاضرين ولمن كانوا حاضرين، للغائبين ولمن يستعدون للغياب. ابتداءً من الإهداء الذي اختار حداد أن يخص به نجله مهيار، مروراً بأغلب نصوص المجموعة، يمر بالناس كمن يريد السلام أو الشكر أو الوداع. فقصائد الكتاب تبدو احتفائية بالآخر. الآخر المساهم في إنشاء الذات وتكوينها".
يقول صاحب "يمشي مخفوراً بالوعول" (1990) في قصيدته "ثلاثون بحراً للغرق"، والتي اتخذ منها عنواناً للكتاب:
"أيتها الحياة النَّحيلةْ،
بكائي طويلٌ
وأخطاءُ قَلبي قليلةْ.
كل من غادر بيت الطُّفولة
مستسلماً للرّحِيل
انتهى نادماً
واستعادَ السّفينةَ
في زرقةٍ مستحيلةْ.
لَيلي قَصِيرٌ
وقَلْبي عليلٌ
ولكنَّ أحلام حبي طويلة".
تتنوع قصائد "ثلاثون بحراً للغرق" ما بين نصوص نثريّة وقصائد حرة، وما بين قصائد التفعيلة. ولا تختلف اللغة فيها عن اللغة الرصينة الصلبة التي كتب بها صاحب "الجواشن، والنهروان" معظم أعماله الأدبية، التي فاق عددها الخمسة عشر.
ثلاثون بحراً للغرق جديد قاسم حداد، وجديد براءات المتوسط، وهي مجموعة إصدارات خاصة فقط بالشعر والقصة القصيرة والنصوص، أطلقتها منشورات المتوسط احتفاء بهذه الأجناس الأدبية، جاء في 160 صفحة من القطع الوسط، وتم تنظيم حفل توقيع للكتاب ضمن فعاليات مهرجان الأيام الثقافي في البحرين، والذي أقيم في الفترة من 14 وحتى اليوم السبت.
