عمان - صدر مؤخرا عن دار المأمون للنشر والتوزيع المجموعة القصصية "وتكلم الحجر" للقاص محمد حمدان السيد، وهي المجموعة الخامسة للكاتب، وجاءت في 102 صفحة من القطع المتوسط.
تتضمن المجموعة واحدا وعشرين قصة تنتمي إلى تيار الواقعية الشديدة، مع تكثيف في اللغة، واعتماد كبير على الحوارات بين الشخوص. وجاء في مقدمة المجموعة للسيد: "الأدب بمجموعه فن مخترق للمجتمعات، وهو من اكثر الفنون تأثيرا في تكوينها وبناء نظرتها، ومن هنا جاءت أهميته وخطره في الوقت نفسه، وأخص بالذكر من الأدب القص أو السرد، وبرهاني على ذلك، ما أولاه رب العزة في القرآن من اهتمام بالقصة وتنوعها في الموضوعات والأساليب".
كما جاء في المقدمة: "هناك مقولة مغلوطة سائدة عند العديد من الدارسين للآداب ، ويكمن غلطها في قولها: إن الغرب هو مصدر تاريخ الإنسانية وأساسها، وأن ثقافته هي الثقافة، وحضارته، هي الحضارة، وأن كل ما قالته الأمم إن هو إلا فقاعات، لا تلبث أن تنفقئ عند بوابات ثقافتهم وحضارتهم. ويتفرع من تلك المقولة الخاطئة قولهم: إن القصة والرواية ليستا إلا اختراعا عربيا خالصا لا دخل لأمة او حضارة في نشوئهما أو تطورهما. غير أن الناظر في تاريخ الآداب الأخرى سوف يجد أن الأمم والحضارات غير الغربية قد سبقت أمم الغرب في ارتياد ساحات السرد، ونخص بالذكر هنا رواد ذلك السرد في أمتنا من كتاب المقامات التي هي قصص قصيرة تتعرض للحظة شعورية من لحظات حياة الإنسان ومعاناته."
ومن أجواء الكتاب من قصة "سوف نقاومهم، ولن نخرج" نقرأ: ليس في الأمر ما يقلق.. شيء من الذكريات والأفكار خطرت في بالي، قال صابر ذلك وأمسك بالفأس ثم رفعها إلى أعلى وهوى بها على الأرض، فأحدث ضجيجا محببا، ولما عاد ورفع ظهره الذي هوى مع الفأس نظر إلى ام محمود وقال: فليغلقوا الدكان، وليهدموها وليهدموا البيت، سوف نقاومهم ونضربهم، ونأكل من فضل الله وخير هذه الضربة، ونبت هذه الأرض، ولن نخرج" الغد