تصدر الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الدكتور أحمد الشوكي، قريبًا، الجزء الرابع من تراث محمد حسين هيكل، تقديم الدكتور أحمد زكريا الشلق رئيس اللجنة العلمية لمركز تاريخ مصر المعاصر بدار الكتب، وتحرير الدكتور مصطفى الغريب ومنى أحمد وسهير محمود الباحثين بالمركز.
ويتناول الجزء الرابع مقالات محمد حسين هيكل في القضايا الاجتماعية والاقتصادية، وتناولت الأجزاء الثلاثة الأولى كتاباته في القضايا الوطنية المختلفة.
ويستعرض هذا الجزء أحوال المرأة والعائلة المصرية وشئون التعليم وحرية الصحافة، إضافة إلى رأي هيكل في قضايا العمال والفلاحين، وقضايا الصحة والبطالة، ومقالاته في مجال الفنون الجميلة.
وتأثر هيكل بشكل كبير بما نادى به قاسم أمين (1863- 1908) في كتابيه تحرير المرأة 1899، والمرأة الجديدة 1900.
وانتقد هيكل عادة الحجاب التي كانت قد تمكنت حينئذ حتى صار يراها البعض من الدين، وأبدى استياءه من ظاهرتي تعدد الزوجات والزواج المبكر، وأشار إلى خطورة الطلاق كآفة تصيب المجتمع في مقتل بما تسببه من تفكك الأسر وتشرد الأطفال.
وكانت أهم القضايا الاقتصادية التي ركز عليها هيكل، محور الزراعة كمصدر رئيسي للدخل القومي في ذلك الوقت.
وجاء على رأس القضايا المتعلقة بالزراعة قضية مشروعات الري الكبرى على النيل وفروعه داخل مصر وخارجها، وأشار بوجوب بقاء النقابات الزراعية محكومة بقواعد القانون العام، ومدعومة من الحكومة.
ويكشف الجزء الرابع من تراث هيكل اهتمامه المبكر بقضايا الطاقة ومدى أهميتها للنهضة الصناعية.
وحذر هيكل من الاعتماد على الزراعة وحدها، مبينًا أن الاستمرار على ذلك فيه تهديد لمستقبل البلاد، خاصةً بعد الأزمات المتكررة التي كانت تتعرض لها زراعة القطن ومحصوله، ولفت إلى ضرورة الاهتمام بالصناعات الكبرى، كالحديد والصلب والصناعات الحربية، واهتم بالتجارة والسياسات الاقتصادية للدولة كالموازنة والضرائب والجمارك.