صدر حديثا للفلسطيني ماجد كيالي "الثورة المجهضة.. دراسات في إشكاليات التجربة الوطنية الفلسطينية"

تاريخ النشر: 28 مايو 2013 - 06:56 GMT
غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

صدر مؤخرا كتاب "الثورة المجهضة.. دراسات في إشكاليات التجربة الوطنية الفلسطينية" عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، للكاتب الفلسطيني ماجد كيالي. ويقع في 202 صفحة، من القطع المتوسط.

ويتألف الكتاب من أربعة فصول، وخاتمة؛ الأول يتناول صعود وأفول الهوية الوطنية والكيانية السياسية للفلسطينيين، في حين يسلط الثاني الضوء على إشكاليات المقاومة والعمل المسلح.

أما الفصل الثالث فيركز على إشكاليات التسوية والمفاوضة، واختص الرابع بموضوع إشكاليات النظام السياسي وتوليد حركة وطنية جديدة.

وجاءت الخاتمة تحت عنوان؛ السؤال الفلسطيني عن البديل. أما الغرض من الكتاب، فقد عرضه كيالي في المقدمة، بقوله "لم تحظ التجربة الوطنية الفلسطينية، بما لها وما عليها، بمراجعة نقدية إستراتيجية، على الرغم من خطورتها وتعقّد قضاياها وتنوّع أشكالها، ومداخلاتها الدولية والإقليمية، وعلى الرغم من امتدادها على مدار ما يقارب قرنا من الزمن. فإذا استثنينا الجهود الفردية لبعض الكتّاب أو الباحثين، وجهود بعض المؤسّسات المتخصّصة، فإن الهيئات الرسمية والفصائلية لم تشرع، في أية مرحلة من المراحل، في دراسة التجربة الفلسطينية، وتقييم مساراتها وخطاباتها وبناها وأشكال عملها، لاستنباط العبر المناسبة منها".

ويضيف "بشكل عام، فإن هذه الساحة ما تزال تفتقر لأية دراسة تتناول تجربتها السياسية أو العسكرية أو التفاوضية أو التنظيمية، أو تجربتها في المقاومة أو في التسوية، وكذا تجربتها في الأردن أو لبنان أو في الأراضي المحتلة بعد إقامة السلطة (1993)".

ويردف قائلا "هكذا، بات ثمة أسئلة كثيرة تطرح نفسها على الفلسطينيين على كياناتهم السياسية، ومثلا: هل مازالت القوى السائدة قادرة على حمل المشروع الوطني؟ وهل المعطيات التي تأسّست عليها تلك القوى، بشعاراتها وبناها وأشكال عملها مازالت صالحة، على ضوء النتائج، والتغيرات والتحولات العربية والدولية والفلسطينية والإسرائيلية؟ وهل الخيارات السياسية والكفاحية مازالت صالحة، أم ينبغي البحث عن خيارات أخرى بديلة أو موازية؟"

في "الثورة المجهضة" ثمة محاولة للإجابة عن هذه التساؤلات من خلال الدراسات المتضمنة فيه، علما أن هذه المحاولة لا تدّعي امتلاك الحقيقة بقدر ما تتوخّى حث التفكير السياسي النقدي، ولا تحاول تقديم الإجابات الجاهزة بقدر ما تحاول توليد الأسئلة، والبدائل، التي تتولّد عن الطبيعة المعقدة لقضية الفلسطينيين في صراعهم الطويل والمديد مع المشروع الصهيوني، ووليدته إسرائيل.

ويذكر أن الدراسات والمواد المنشورة في الكتاب، كان تم نشرها، في غضون الأعوام القليلة الماضية، في مجلات من مثل؛ "الدراسات الفلسطينية" (بيروت) و"شؤون عربية" (القاهرة) و"شؤون فلسطينية" (رام الله) وصحيفة "الحياة" اللندنية"، وأجريت عليها بعض التعديلات التي تتعلق بالصياغات، لا بالمضامين، لزوم إصدارها في كتاب.

وتوخى كيالي في تناول كل تلك المواضيع التعامل معها وفق عقلية نقدية، تأخذ في اعتبارها مصلحة الشعب الفلسطيني، بعيدا عن الاعتبارات الأيدلوجية أو الفصائلية، محاولاً مقاربة الآني بالمستقبلي، والممكن بالمتوخّى.

ويأتي "الثورة المجهضة" في ظرف صعب يمر به شعب فلسطين وقضيته وحركته الوطنية، فثمة انتهاء مرحلة، ببناها وخياراتها وأشكال عملها، وليس ثمة يقين من بدايات مرحلة جديدة. أيضا، ثمة واقع من ثورة فلسطينية مجهضة، في حين ثمة ثورات شعبية وليدة ما تزال تتفاعل في أكثر من بلد في هذا العالم العربي، وهو تفاعل لا بد أنه سيؤثر على مستقبل شعب فلسطين وشكل تعبيره عن ذاته في المستقبل.