انطلاق فعاليات مؤتمر "العربية وهوية الأمة" في الجامعة الأردنية

تاريخ النشر: 16 أكتوبر 2012 - 05:44 GMT
مشاركون في افتتاح مؤتمر العربية والهوية
مشاركون في افتتاح مؤتمر العربية والهوية

استهل مؤتمر "العربية وهوية الأمة"، الذي ينظمه قسم اللغة العربية وآدابها في الجامعة الأردنية، فعالياته عند تمام الساعة العاشرة من صباح أمس، وذلك في مدرج الفراهيدي في كلية الآداب في الجامعة.

ورحّب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، رئيس قسم اللغة العربية وآدابها الأستاذ الدكتور محمد القضاة، بضيوف المؤتمر، قائلاً:" أرحب، بالأصالة عن قسم اللغة العربية وبالنيابة عنكم جميعاً، بالأستاذ الدكتور اخليف الطراونة رئيس الجامعة الأردنيّة، والمشاركين كافّة في هذا المؤتمر، خاصّة الذين تكبدُوا عناء السفر، لأجل أن تظل اللغة العربيّة حية".

كما أثنى القضاة على جهود مؤسَّسات الوطن ودعمها الماديّ، خاصا بالذّكر وزارة الثّقافة، وبنك الإسكان، وجريدة العرب اليوم، وجامعة الأميرة سميّة للتكنولوجيا.

وختم كلمته بالحديث عن أهمية هذا المؤتمر وإرهاصاته، قائلاً: "نظراً إلى الدَّور الذي تضطلع به اللغة العربية في الحفاظ على هُوية الأمة وثقافتها، وإيماناً من قسم اللغة العربيّة وآدابها في الجامعة الأردنية بأهمية اللغة العربية في هذا السّياق، واحتفاء بالعيد الذهبي للجامعة، فقد عزم القسم على عقد مؤتمر دولي يليق بالعربية من جهة، وبالجامعة التي احتضنته من جهة ثانية".

وخلب الشاعر الدكتور راشد عيسى عقول الضيوف واهتمامهم، بحديثه عن أثر الجامعة الأردنية، واللغة العربية الراسخ في أعماقه، قائلاً: "لي سوى أمّي أمّان؛ الجامعة الأردنية، واللغة العربية". وعطف على ذلك بنشيده المغنّى الذي نظمه بمناسبة العيد الخمسين للجامعة الأردنية، قائلاً:

أبشري بالحبِّ يا شمس العلا

فالمدى سمّاكِ أمّ الجامعاتْ

صِيتُكِ السّامي تعالى في الملا

دُمتِ نورا للأماني الساهراتْ

كمْ تربَّينا وعِشنا في ظلالكْ

والنجومُ الزُّهرُ تَحبو فَوق شالكْ

لم تزالي مِثلما كنتِ صبيّة

والربيعُ الطفلُ يرعى من جمالكْ

أنتِ أغلى .... أنتِ أعلى

أنتِ في الخمسين أحلى

كما لفت عيسى أنتباه الحاضرين، بقصيدته الثانية "رسالة إلى اللغة العربية"، قائلاً:

قلبي عليكِ فماذا بعدُ يا لغتي

قد ضاق من سفني ميناء أسئلتي

حرّيتي أنتِ لن أسلوكِ ذاتَ مدى

مهما تحامت على عينيّ أَسْجيتي

ما أجمَلنّكِ من عذراء أرملة

عاشت على حسنها شبانُ أخيلتي

كأنني وعميدُ الجنّ يشهدُ لي

زوجُ اثنتين يقينا أنتِ وامرأتي

وشكر مُلقي كلمة السادة المنتدين، الدكتور نور الدين صدار، من جامعة المعسكر الجزائرية، اللجنة التحضيرية القائمة على أعمال المؤتمر؛ لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والرعاية المادية والمعنوية، منذ وصولهم إلى المملكة؛ قائلاً:"منذ أن وطأت أقدامنا هذه الأرض الطيبة المجيدة، ونحن في منبت الكرم، ومهد العروبة، وموطن الصحابة والعلماء والصالحين والمجاهدين الأشاوس".

وأوضح صدار ضرورة انعقاد هذا المؤتمر، "لما يكتسيه من أهمية بالغة في هذه الظروف الحساسة التي تمر بها الأمة العربية، خصوصا وأنّ العربية تواجه اليوم حملات شرسة في عقر دارها ومن أبنائها... والأدهى والأمر أن نسمع صيحات غريبة من قلب الوطن العربي تدعو إلى فصل اللغة العربية عن مكونات الهوية القومية، بل تدعو إلى استبدالها بلغة أخرى وهذه هي الطامة الكبرى".   

كما لفت إلى أنّ اللغة العربية أثبتت على مرّ الأزمنة والعصور الملاحقة، دورها الريادي، في توطين المعرفة وازدهارها، والحفاظ على هوية الأمة العربية والإسلامية... وأنّ التحدي الكبير للغة العربية هو الارتقاء بها لتصبح قادرة على مواكبة التطور التكنولوجي والتقني، وربطها بمقومات القوة "السياسة والاقتصاد".

واختتمت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بكلمة رئيس الجامعة الأردنية، الأستاذ الدكتور اخليف الطراونة، الذي أكّد أن هذا المؤتمر " يحمل دلالات واضحة على أن الجامعة الأردنيّةَ ما فتئت تسعى إلى النهوض باللغة العربيّة وتمكينها، والارتقاء بها، وتقوية حضورها في المجالات جميعها، فضلاً عن أنها لم تقصر قيد أَنملة في إيلاء هذه اللغة، التي ترتبط بتاريخنا وثقافتنا وهويتنا، كلَّ الرعاية والاهتمام؛ كي تعيش معنا في مناهجنا وإعلامنا وتعليمنا كائنا حيا ينمو ويتطور ويزدهر، وتكون في المكانة التي تستحقها جوهرا لانتمائنا القومي".

ونبّه الطراونة إلى أهميّة التمسّك باللغة العربية، قائلاً:" إنَّ من التعَسف فصل الهوية العربية والثقافة العربية عن اللغة العربيّة؛ لأنَّ تلك العناصر أضلاعُ مثلّث واحد لا يقومُ أحدُها من غير ضلعيه الآخرين".

يذكر أنّ اليوم الأول للمؤتمر اشتمل على جلستين؛ ترأس الجلسة الأولى التي عُقدت عند الساعة الحادية عشرة ظهرا، في مدرج الكندي، الأستاذ الدكتور ناصر الدين الأسد، وتحدّث فيها د. أبو بكر حسن أحمد (من السودان)، ود. نور الدين صدار (من الجزائر)، ود. منتصر الغضنفري (من العراق)، ود. حمدي الجبالي(من فلسطين)، في حين ترأس الجلسة الثانية التي عُقدت عند الساعة الساعة الثالثة بعد الظهر، في المدرج نفسه، د. إبراهيم السعافين، وتحدث فيها

د. إسماعيل عمايرة (الجامعة الأردنية)، ود. حليمة عمايرة (جامعة البلقاء التطبيقية)، ود. بنان محمد صلاح الدين (من فلسطين)، ود. غزالة شاقور (من الجزائر)، ود. مريم حمزة (لبنان)، ود. محمد ياسر حمزة (من مصر).

وتبدأ غداً فعاليات الثاني من المؤتمر، عند الساعة التاسعة صباحا، في مدرج الكندي، بجلسة يترأسها الأستاذ الدكتور شكري عزيز ماضي، ويتحدّث فيها د. آمنة بوكيل (من الجزائر)، ود. الهواري بوقندوز (من الجزائر)، ود. لطيفة النجار(من الإمارات)،

د. فهد الراشد (من الكويت)، د. أحمد الهادي رشراش (من ليبيا)، د. حسـام الدين إبراهيم (من السودان). الغد