سامر خير أحمد يوقع كتاب "العلمانية المؤمنة: الفهم غير الأيديولوجي للإسلام"

تاريخ النشر: 10 سبتمبر 2012 - 06:16 GMT
صورة الكاتب سامر احمد خير
صورة الكاتب سامر احمد خير

عمان- وقع الكاتب سامر خير أحمد، أول من أمس كتابه "العلمانية المؤمنة: الفهم غير الأيديولوجي للإسلام"، الصادر عن دار ورد الأردنية، وجاء حفل التوقيع ضمن برنامج توقيع الكتب في دور النشر المشاركة في معرض عمان الدولي الرابع عشر للكتاب، الذي ينظمه اتحاد الناشرين الاردنيين بالتعاون مع وزارة الثقافة وامانة عمان الكبرى.

وقال المؤلف في تصريح إلى "الغد" إن الكتاب يشرح فكرة العلمانية المؤمنة بأنها تفصل بين ما هو غيبي وما هو عياني، موضحا أنَّ "الأول يُؤمن به من يؤمن بالله، أما الثاني فنفكّر فيه جميعاً من دون أن نجعل من غيبيات الآخرة وسيلة لصياغة حقائق لحياتنا الدنيا، نُحرّم على أنفسنا التفكير فيها".

وأضاف خير إن المحتوى الفكري للعلمانية المؤمنة يقوم على التفكير النقدي والتساؤلي، لا على التسليم بمسلّمات، مفسرا ذلك بأن محور الأزمة في الإخفاقات الحضارية المعاصرة، يكمن في غياب مشاركة الناس بصناعة واقعهم والتأثير فيه.

وأشار المؤلف إلى أن المشاركة لا تتحقق بدون أن يشعر الإنسان بأهميته، ودوره في اختيار الطريق الذي يسير عليه، وقد "تميّزت" مشاريع النهضة السلفية التي تنسب نفسها للإسلام، والإلحادية التي تقدم نفسها باعتبارها علمانية وديمقراطية، على السواء، بأنها مشاريع إخضاعية تدّعي امتلاك الحقيقة، وتريد من المجتمع والدولة أن يُسلّما لها: فتقمع المجتمع وتؤدلج الدولة.

وقال:"السلفية تستقي حقيقتها من نموذج تراثي تعتقد أنه تطبيق لما يريده الله، والإلحادية تستقي حقيقتها من نماذج الشعوب الأخرى من دون مراعاة الفروقات الثقافية معها، وهكذا فإنهما معاً لا يريدان من الناس سوى الامتثال لهما، بدعوى إنقاذهم من ضلالهم".

وأضاف خير أن فكرة العلمانية المؤمنة تستهدف أساساً مراجعة إخفاق المشروع النهضوي العربي الذي كان انطلق على يد المفكر رفاعة الطهطاوي في النصف الأول من القرن التاسع عشر، سعياً إلى بناء دولة مدنيّة تقوم على القانون والمؤسسات، ومجتمع ديمقراطي يحترم التعددية والاختلاف، ولهذا فهي ليست فكرة أيديولوجية تدعي امتلاك الحقيقة وتسعى لأدلجة الدولة أو تنميط المجتمع.

وأشار خير الحاصل على بكالوريوس الهندسة الكيميائية من الجامعة الأردنية في العام 1997، والفائز بجائزة شرحبيل بن حسنة في العام 2001، الأردن، إلى أن عددا من المفكرين العرب يرفضون، استعمال مصطلح "العلمانية" للمطالبة بإشاعة الديمقراطية والمساواة والمواطنة، ونبذ الطائفية، في الدول العربية المعاصرة.

وبين خير الذي صدر له سبعة كتب منشورة، منها "الماضوية" الصادر في العام 2008، و"العرب ومستقبل الصين" الصادر في العام 2009، والذي كان اختير في العام الماضي ضمن القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب ضمن فرع "المؤلف الشاب"، أنهم رفضوا المصطلح بدعوى انه استُعمل في التاريخ العربي المعاصر على غير معناه الحقيقي، فكان في أواخر القرن التاسع عشر بمثابة الرفض للخلافة العثمانية ولفكرة "الجامعة الإسلامية"، ثم استُعمل عشية استقلال الدول العربية في القرن العشرين من أجل الدعوة لنبذ التسلط الدكتاتوري باسم دين الأكثرية.

ونوه المؤلف الى ان العلمانية المؤمنة هي بالأساس منهج ثقافي، يمثل روح المشروع النهضوي العربي في نسخته الأصلية التي صاغها الطهطاوي، مؤكدا ان رؤية العلمانية المؤمنة للحياة، محكومة بالدرجة الأولى بسعيها لإنجاز ذلك المشروع النهضوي، في إطار من الالتزام الاسلامي.

وخلص خير إلى أن أول الأسس التي تقوم عليها رؤية العلمانية المؤمنة للحياة، اعترافها بالاختلاف الموجود في الحياة، وبالتالي عدم سعيها لتنميط الناس والمجتمع والدولة من جهة، ورفضها كل مساعي التنميط التي قد يقوم بها آخرون، من جهة ثانية.