صدور المجموعة القصصية الثالثة للقاص إياد نصار

تاريخ النشر: 26 فبراير 2012 - 05:08 GMT
صدور المجموعة القصصية الثالثة للقاص إياد نصار
صدور المجموعة القصصية الثالثة للقاص إياد نصار

عمان- صدر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمان، المجموعة القصصية الثالثة للقاص إياد نصار بعنوان "امرأة في حفل توقيع". وجاءت المجموعة التي كتبت مقدمتها الروائية العراقية المعروفة لطفية الدليمي في 156 صفحة وضمت خمس عشرة قصة. وكان القاص نصار أصدر مجموعته الأولى "أشياء في الذاكرة" في العام 2008، ومجموعته الثانية "قليل من الحظ" في العام 2010.

يقدم نصار في المجموعة الجديدة، وبلغة قصصية رشيقة جميلة الصياغة، نماذج فنية في اطار بناء سردي متماسك، تأسر القارئ منذ استهلالها وتطرح مضامين عصرية وتدخل أحيانا تخوما غير مطروقة من قبل، كي تبرز بايقاع مأساوي مؤثر تناقضات الحياة ومفاجآتها من خلال عذابات أبطالها وخاصة من النساء المحرومات والحالمات والمقهورات في بنية اجتماعية وسياسية قائمة على القهر والاستبداد والاستغلال وانتهاك البراءة. وترصد بعين واعية تتأمل ما وراء الاحداث صورا عامة للمشكلات والأزمات الاجتماعية والفكرية والاقتصادية التي يرزح تحت وطأتها الانسان العربي وهو يجابه صدمة التحولات للعصر الجديد.

كتبت الدليمي في مقالة نقدية تقديمية للمجموعة وتحت عنوان "واقعية ممتعة وحكي بارع" بأن "قصص إياد نصّار في المجموعة الجديدة قصص ناضجة، ذات بنى واقعية منفتحة بعيدة عن التجريب والتغريب، سواء في الأشكال أو المضامين أو الأسلوب". وأشارت إلى أن الكاتب "التقط هذه النماذج، وقدمها لنا ببراعة الحكاّء وحرفية القاص، وأتى تركيزه على شخصياته النسوية وراويات قصصه ليقدم لنا ما تتعرض له النساء من قمع يبدأ من بنية العائلة ليمتد إلى المجتمع خارجها، فتضطر النساء الى القبول بخيارات تراجيدية يرغمن عليها".

وأبرزت الدليمي في اطار رؤيتها النقدية الكلية للمجموعة وفي سياق تحليلها لبعض القصص ما تتميز به بقولها "تنفرد قصة (حياة بين الأموات) بمقاربتها لقضية عامة من منظور محنة خاصة لإمرأة، وهي قضية نادراً ما تطرق إليها كتاب عرب، قدمها الكاتب هنا بجرأة وذكاء كبيرين من وجهة نظر أنثوية" واعتبرت أن "اختيار وجهة النظر الأنثوية اختيار ذكي وبارع، فنحن نعلم أن نتائج كوارث الحروب والصراعات العرقية والعنف والإرهاب تقع في المقام الأول على الضحايا من النساء اللائي يتحولن إلى أرامل بائسات أو شهيدات بلا قضية، لأنهن لم يخترن هذا السبيل وهذا المصير، إنها من القصص الجديرة بالإعجاب شكلا ومضمونا ومعالجة".

وفي سياق اضاءاتها لمختلف جوانب النص كتبت الروائية العراقية "يعمد إياد نصار إلى التنويع في أساليب القص، فهو وريث تراث محلي وإنساني شاسع، ويبدو في أدائه القصصي مستفيدا من بنية الحكاية الشعبية لتوغله في الأجواء الشعبية والريفية ومعرفته الواسعة بمقومات هذه البيئة وموجّهات قيمها وأحلامها وتقاليدها، ونجد لدى إياد نصار تنوعاً كبيراً في شخصيات ورواة قصصه. ومثلما يثري تنوع شخصياته فعالية الحكي، يمتعنا تنوع الأحداث والأمكنة، فمن قرية في الريف ومدينة عربية الى تجربة مجند في قوات دولية في (هاييتي) الى بيئة بدوية صحراوية في بلاد مغاربية كما في قصة التيه، التي تتميز عن قصص المجموعة كونها تنحو، أكثر من قصصه الأخرى، إلى الرمز، فثيمة المتاهة والخطر الذي يحيق بالرحل المسافرين، والتوجس ممن يقابلونهم في رحلة التيه منح هذه القصة بعداً كونياً يضعنا أمام معضلة الانسان والوجود والموت ومخاطر الحياة في عالم يتربص بالفرد أينما ولى وجهه، وهي من قصص المجموعة البارزة".