عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة، بالتعاون مع مؤسسة أدب فن في هولندا؛ صدر للأديب العراقي المقيم في سويسرا "نصرت مردان"، مجموعته القصصية "شارع في كركوك".
تقع المجموعة في 192 صفحة من القطع المتوسط، وتضم ست عشرة قصة قصيرة، بالإضافة إلى ثلاث عشرة قصة قصيرة جدًا جمعها المؤلف تحت عنوان "قصص برقية".
عن المجموعة يقول القاص والتشكيلي فاضل ناصر:
(نصرت مردان في جديده القصصي، ينظرُ إلينا في استراحةِ الهدنةِ القصيرة من ثقبِ رصاصةٍ في ذاكرة الأيام التي أصابت كينونَتَنا الاجتماعية والسياسية في جغرافيةِ وجودِنا وألمنا الإنساني. إنه يسبُر ويوغلُ عميقًا في تحولاتنا ليشاطر ملامحَنا وتماهينا مع الحياة اليومية في أجلى صورِ الكشف والائتلاق، إنه يُقاربنا خلسةً، وبكلِّ تأنٍ وهدوء، وبلغةٍ واقعية وحسيّة مشحونة بالدلالةِ والترميز والإيحاء والإيجاز، وببناءٍ فنيٍ محكم لعالمٍ مُدهشٍ وأخّاذ من جهة، خانق ومقموع من جهةٍ أخرى، وهو في كلِّ هذه التضادات والمفارقات الحيّة يقدّم لنا ملامحَ بشرية نعرفها بدقة، بَيْدَ أننا نكتشف بغتةً بأنها ملامحُنا جميعًا وبدون استثناء.
وبغضِّ النظر عن خلفيةِ بعض مشاهده القصصية التي تشرخُها القسوةُ وأزيزُ الطائرات والبارود، فإن أغلبَ قصص المجموعة يرصدُ شرخَ الزمن في المحيط والبيئة والإنسان تمامًا مثل المرآة العاكسة التي تتحدثُ عن تحولاتِ زمنِ العشقِ في دواخلنا، وعن اقتحامنا للزمن الراكد فيها والذي زلزله الراوي من أعماق صوته الرافض والمُصادَر.
إن هذا الابن الوفي للعراق بمجموعته القصصية هذه قدم لنا تأسيسًا واستشرافًا أدبيًا وفنيًا لمستقبل القصة العراقية المعاصرة بعيدًا عن السرديّة القاتلة والتزويق الفَجّ الذي أجهض أغلبَ النصوص القصصية العراقية لأدباء الداخل والخارج طوال عقودٍ أربعة. لقد أتت هذه المجموعة بدونِ التباس، واضحة، وعارية إلا من غلالةِ الواقع الحي والشفيف وهي تغوص في أديم مسراتنا ومواجعنا........).