راوي حاج أول كاتب عربي يحقق نجاحا في كندا

تاريخ النشر: 09 يونيو 2013 - 04:43 GMT
راوي حاج
راوي حاج

يعتبر "رواي حاج" أول كاتب عربي يحقق نجاحًا في كندا، بعدما حصدت روايته الأولى «لعبة دي نيرو» زبدة الجوائز الأدبية في المقاطعتين الفرنسية والأمريكية، ثم اجتازت المحيط الأطلسي، لتحصل على أعلى الجوائز الأيرلندية.

وترجمت «لعبة دي نيرو» إلى عشرين لغة حية بما فيها العربية، وتوقف كاتبها عن متابعة عمله كسائق تاكسي في مونتريال، لينصرف كليًا الى الكتابة.

وتدور الرواية، حول صديقين ترعرعا معًا في زواريب بيروت، إلى أن وقعت الحرب ووقعا في فخاخها المملوءة بكل انواع البلايا، لم يكن أمامهما مفر سوى الخروج من لبنان أو البقاء في دوامة العنف، لا قدرة لبسام، راوي الحكاية، على الثبات في وظيفة أو عمل، فكان يتنقل من مكان إلى آخر، وهو يقيس الواقع بعشرات الألوف من كل شيء: «عشرة آلاف قذيفة شطرت الريح»... أما جورج الملقب بـ «دي نيرو» تيمنًا بدور الأخير في فيلم «صائد الغزلان» فانخرط في النشاط الميليشيوي إلى أن أصبح مقرّبًا من «الريس» متورطًا في عالم المخدرات والجريمة والانحلال السائد، وبينما تندثر إنسانية جورج في غياهب النكران والسخرية، تبدو إنسانية بسام مخدرة تمامًا، إلا في لحظات شوقه إلى حبيبة صغيرة جعلته يحار بين البقاء أو الرحيل أطول مما يجب.

ووصف النقاد، أسلوب "راوي حاج"، بأنه "خالي من التكلُف، أسلوب صادم، مباشر، وشعري في الوقت نفسه".

جدير بالذكر، أنه في منتصف ثمانينيات القرن المنصرم، أدرك "راوي حاج" مدينة نيويورك هربًا من بيروت الحرب، حيث اشتغل في حي موبوء بالمخدرات والعنصرية: «الطائفية لا شيء أمام العنصرية، فالطائفية كما عرفتها رد فعل جماعي ناجم عن اختلاف في المواقف والمواقع، لكن العنصرية عدائية مسبقة ضدك كفرد».

وأجبرته نيويورك على دراسة الإنجليزية، لتصبح في وقت قريب لغة رواياته، وكان يتحول من بائع متجول الى نادل في مطعم الى سائق سيارة أجرة، ويدرس ويطالع ولا يكل، وعام 1992، انتـقل راوي إلى مونتريال ليـدرس الـتـصـويـر، بـعـدما اكـتـشـف بالصدفة أن لديه مـوهبـة في هـذا المجال، هناك دخل جامعة كونكورديا؛ حـيـث تـآلف مع مجـموعـة من الفنانـين الطامـحين، وسرعان مـا كـلفـه مـديـر المتــحـف الفوتوغرافي مهمة الحصول على لقطات مميزة لحفنة مصورين، كانوا يعرضون أعمالهم في المتحف، وطُلب منه أن يدوّن ملاحظاته الشخصية حول اللقطات، يومها كتب "راوي" قصصًا قصيرة عن كل لقطة كشفت له ولمن حوله عن موهبته في الكتابة، مرة أخرى تلعب الصدفة دورها العجيب، في البداية نشر "راوي" مقالات وقصصًا قصيرة، ثم انكبّ على الكتابة الروائية.