كلمة تصدر رواية "سبع سنوات" للكاتب السويسري بيتر شتام

تاريخ النشر: 22 سبتمبر 2012 - 07:40 GMT
رواية سبع سنوات للكاتب السويسري بيتر شتام
رواية سبع سنوات للكاتب السويسري بيتر شتام

عن مشروع «كلمة» للترجمة، التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، صدرت ترجمة عربية لرواية «سبع سنوات» للكاتب السويسري بيتر شتام، وترجمة الدكتور خليل الشيخ. تنطلق «سبع سنوات» من تيمة قديمة تقوم على تمزق الرجل بين امرأتين، تمزق يدخله في صراع عنيف، ويجعله يشعر بالانشطار جرّاء ما يعيشه من مأزق حياتي. ويحيل عنوان الرواية على السنوات السبع التي وردت في رؤيا ملك مصر.

تحاول الرواية أن ترسم حكاية تنفصل عن مرجعياتها، وإن كانت تتحرك في ثناياها، وتسعى كي تكون واحدة من الأعمال الأدبية في سياق التيمة الشهيرة لتوزع الرجل بين امرأتين. تتحرك الرواية في عالم تتوزع شخصياته بين الهندسة المعمارية والرسم، وتتطور أحداثها في هذا العالم الذي يجمع بين الأضواء والظلال، القادرة، على حد تعبير لوكوربوزييه، أحد المعماريين الفرنسيين الكبار، على كشف الأشكال وفضح ملامحها.

وسبق للباحثة الألمانية إليزابيث فرنتسل أن توقفت في معجمها المتخصص الذي صدر عام 1980 تحت عنوان «موتيفات الأدب العالمي» عند موتيف توزع الرجل بين امرأتين، وتتبعت تطوره في الأدب، ابتداء من الأوديسة، وانتهاء ببعض الأعمال الروائية التي صدرت في ستينات القرن الماضي. ويتبين من استعراض فرنتسل المكّثف أنّ توزّع الرجل بين امرأتين كان متنوّع الأبعاد والمستويات، وأنه يتخذ في كل عمل من الأعمال بعداً متفرداً.

تتوزع حركة السرد في «سبع سنوات» بين الاسترجاع الذي يتمثل في تذكّر الكسندر بطل الرواية لعلاقته بالمرأة البولندية إيفونا، وبين سرد اللحظة الحاضرة الذي يرسم حياته بجوانبها المتعددة، وإن كان يتوقف، على نحو رئيس، عند علاقة الكسندر بزوجته سونيا، وبين هاتين الحركتين تتحرك الأحداث وتتنامى وتتشكل أجواء الرواية.

وإذا كانت العلاقة بين الكسندر وسونيا هي ثمرة لصلة ممتدة تعود إلى سنوات الدراسة الجامعية، فإن علاقة الكسندر بإيفونا التي غيرت مجرى حياته هي ثمرة لقاء عابر في أحد مقاهي ميونيخ. وتكشف المقارنة بين هاتين العلاقتين عن فروق جوهرية تصبّ كلها لصالح سونيا. ففي حين كانت سونيا مهندسة معمارية متفوقة، تتميز بالجمال وقوة الشخصية وطلاقة الحديث، كانت إيفونا على العكس من ذلك تماما؛ فهي بولندية تقيم في ألمانيا على نحو غير شرعي، وتعمل في تنظيف الغرف. وقد ذكر الكسندر، غير مرة، أنها دميمة وغير أنيقة و ساذجة وبطيئة الاستيعاب.

يقدم سرد اللحظة الحاضرة الأبعاد التي تتشكل الأحداث والشخصيات في رحابها. فنحن أمام شخصيات تدرس الهندسة المعمارية وتسعى، بعد تخرجها في الجامعة، إلى تحقيق ذاتها. وتهتم الرواية بتتبع مصائر هذه الشخصيات، وتبين ما طرأ عليها من تحولات، بعد أن انتقلت إلى عالم الحياة، وفارقت عالم النظريات. لذا كانت الرؤى المعمارية التي تصدر الشخصيات عنها تتوزّع بين الكلاسيكية والحداثة والتفكيك، وكثرت الإشارات إلى المعمارييّن الذين يمثلون تلك الرؤى.

تنتمي سونيا لتيار الحداثة وتدافع عن ممثليه، وتبدو الأقدر على الإفادة من منظوره، فرسوماتها المعمارية تقوم على جدل الاتصال والانفصال، فبقدر إعجابها بالحداثة، تسعى كي تستقل عن رسومات روادها وتشكيل لغة معمارية مستقلّة. أما الكسندر الذي يبدو حريصاً على التمرد على المواضعات الاجتماعية والدينية، فيخضع على مستوى الرؤية المعمارية للأساتذة الكبار في هذا المجال، ويكاد يكون تابعاً لهم.

يذكر أن المؤلف بيتر شتام، ولد عام .1963 ودرس بعض الفصول في اللغة الإنجليزية وعلم النفس. أقام في باريس، وبرلين، ونيويورك، وتفرغ للكتابة والعمل الصحافي منذ عام .1990 وصدرت له روايتان، وثلاث مجموعات قصصية.

 

أما مترجم الرواية خليل الشيخ، فباحث وناقد ومترجم، يعمل رئيساً لقسم اللغة العربية في جامعة اليرموك، الأردن، حصل على الدكتوراه من جامعة فريدريش فيلهلم، بون، ألمانيا. وأصدر عدداً من الدراسات والترجمات.