بعد نجاحها.. طبعة ثانية من رواية "حليب المارينز"

تاريخ النشر: 31 مايو 2008 - 04:08 GMT

عمّان: يصدر قريباً عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمّان تصدر قريباً الطبعة الثانية من رواية "حليب المارينز" للكاتب العراقي عواد علي، بعد مضي ثلاثة أشهر علي صدور طبعتها الأولي.

تبدأ أحداث الرواية، التي أنجزها الكاتب في كندا بين عامي 2003ـ 2006، وفقاً لجريدة "القدس العربي" يوم دخول المحتلين المارينز بغداد، وإسقاطهم تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس، وتكشف عن تداعيات الاحتلال في نفوس شخصيات الرواية وانعكاسه علي مواقفها، وتأثير ما نتج عنه من كوارث علي بعض منها تأثيراً مباشراً ضربها في الصميم، وخاصةً بطل الرواية "سامر" الذي يضطر في السنة الثانية لبدء الاحتلال إلي العودة من أوتاوا إلي مدينته (كركوك) ليدفع فديةً مالية كبيرة لخاطفي شقيقه الفنان التشكيلي "ساهر"، ولكن الأحداث تأخذ مساراً غير متوقع ليكون سامر هو الضحية.

وهنا تكمن المفارقة التي تتلاعب بمصائر الشخصيات، وخاصة بطل الرواية المثقف والكاتب الذي أنهكته حربان مدمرتان، وعاش تجربة الأسر والهروب والتخفي في العواصم العربية إلي أن احتضنته دولة أجنبية لاجئاً ثم مواطناً فيها، وهو الذي يعاني أصلاً من مرض مزمن ينغص عليه حياته بين وقت وآخر، ولا يتردد، من أجل الشفاء منه، في القيام برحلة مغامرة إلي جزيرة للهنود الحمر في شمال كندا، برفقة صديقة صحفية، بحثاً عن دواء نباتي تنفرد بتحضيره امرأة عجوز من أعشاب محلية، ويتلبّس خلال تلك الرحلة شخصية البطل الأسطوري غلغامش، الذي يغامر بالذهاب إلي مياه الخليج بحثاً عن نبتة الخلود.

تقوم الرواية حسبما ذكرت "القدس" علي تشابك وجهات النظر، وتتناوب في سردها تسع من شخصياتها الرئيسية (الموزعة إقامتها بين العراق وكندا)، ويتداخل بناؤها السردي، الذي يعتمد علي تعدد الأصوات، مع بنائها الدلالي، حيث المجتمع الكندي لوحة فسيفسائية هائلة تتكون من عشرات الأطياف والأصول العرقية والدينية التي تعتز بثقافة التعدد والاختلاف وتعمل علي حمايتها.

تلك هي "حليب المارينز" الرواية المهمة التي تؤرخ لأصعب مرحلة مرّ ويمرّ بها العراق، وتعد، حسب رأي بعض النقاد، الأكثر شمولية من بين الروايات التي تناولت واقع العراق الراهن وماضيه القريب، لما حفلت به من أحداث امتدت الي أقاصي جرح العراقيين بدءاً من الحرب العراقية الإيرانية، مروراً بحرب الخليج الثانية في العام 1991 وما تلاها من نكبات، وصولاً الي سقوط النظام ودخول قوات الاحتلال الي العراق في العام 2003. وهي رواية جديرة بالقراءة، وتشكّل إضافة نوعية للأدب العراقي والعربي، وقد صرّح ناشرها الشاعر الأردني جهاد أبو حشيش بأنه سيرشحها لمسابقة جائزة بوكر للرواية العربية في دورتها الثانية.