أعلن معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته ال31 في معرض أكسبو الشارقة أن زوار اليوم الأول من المعرض زادوا على 25 الف زائر جالوا على أجنحة المعرض الذي تشارك فيه 924 دار نشر عربية وأجنبية من 62 دولة.
قال مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب أحمد بن ركاض العامري، "يهدف المعرض الذي ينعقد بين السابع والسابع عشر من نوفمبر الجاري الى مد جسور التواصل الحضاري مع انحاء العالم كافة، والتقارب بين الثقافات، والاجتماع على حب الكلمة المقروءة تحت سقف واحد، كما ينقل إلى العالم ثقافتنا الأصيلة والمعاصرة الغنية، ليثبت انها مازالت مؤهلة وجديرة بالبقاء في ضوء التحديثات المختلفة التي تفرضها ظروف التغير والتجديد العالميين". مضيفاً: "حرصت إدارة المعرض على تنظيم برنامج ثقافي متميز، وغني بالأفكار والطروحات والنقاشات الفكرية المختلفة، ويدعمه في ذلك مشاركة شخصيات مرموقة في عالم الفكر والفن والثقافة، ولا شك أن برامج هذا العام تشكل إضافة نوعية لمسيرة المعرض، ونمواً لافتاً لمستوى الفعاليات المصاحبة له، وعاملاً مهماً من عوامل رفد الثقافة الإماراتية".
ولفت إلى أن "المعرض ينعقد وسط مشاركة إماراتية ودولية غير مسبوقة بلغت 62 دولة، منها 24 دولة تشارك للمرة الأولى، وتتضمن قائمة الدول المشاركة 22 دولة عربية، و40 دولة اجنبية، و924 داراً للنشر، وزادت مساحة المشاركة العربية لدور النشر، حيث ارتفعت من 7600إلى 9613 متر مربع، والحال نفسها مع مساحة المشاركات الأجنبية من 1600إلى 2100 متر مربع، ورافق ذلك زيادات اخرى شملت مشاركات دور النشر الهندية التي ارتفعت بنسبة وصلت إلى نحو 500%، وكذلك انضمام نحو 20 ناشراً باكستانياً في فعاليات المعرض من الذين يشاركون في المعرض للمرة الأولى.
ويتضمن المعرض العديد من الفعاليات متنوعة بعناوين أدبية وفكرية وفنية وثقافية وبمشاركة شخصيات عالمية وإقليمية وعربية ومحلية معروفة، وتتوزع فعاليات البرامج الثقافية على قاعات: الاحتفالات، وملتقى الكتاب، وملتقى الأدب، وقاعة الثقافة، وقاعة الفكر وغيرها.
إلى ذلك، ناقش مشاركون في البرنامج الفكري المصاحب للمعرض في ندوة بعنوان "فضاءات المستقبل- الكتابة الرقمية" الاثر الثوري لانتشار وسائل الإعلام وبزوغ كتاب في الفضاء الالكتروني يزاحمون بانتاجهم الكتاب التقليديين، متسائلين: هل هذا شكل جديد من الثقافة وهل يمكن استبدال الكتابة بأشكالها التقليدية بالكتابة الرقمية، وما هي محددات الكتابة الرقمية في المستقبل.
وأستعرض كل من مايكل مارشال سميث وزهور كرام ومحمد سناجلة التحدي وفي الوقت ذاته الفرصة من الانتشار الواسع في الكتاب الالكتروني الذي اشار إليه صاحب السمو حاكم الشارقة في كلمته التي القاها خلال افتتاح معرض الشارقة الدولي للكتاب يوم الأربعاء الفائت حيث دعا سموه دور النشر في دولة الامارات العربية المتحدة والمنطقة مواكبة هذه الثورة الجديدة وابتكار طرق تشجيع القراء للحصول عليها بما يتوافق مع نمطهم المفضل في القراءة. وأعتبر سموه أن الانتشار الواسع للكتب الرقمية يعد تحولا كبيرا في عالم النشر، وبات له دور في نشر الإبداع الفني والفكري، وأمسى في متناول جمهور أوسع، وهو أمر لا يقل عن التحولات الكبرى التي شهدها تاريخ الكتاب مثل اختراع جوتنبرج للطباعة في عام 1450.
ورحب مشاركون بمبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة لدعم جهود النشر الالكتروني مشيدين بالمنطقة الحرة للنشر التي أمر سموه اطلاقها يوم أمس الأول .
ولم تغب الصحافة الثقافية عن المشهد الفكري حيث أعتبر مشاركون في ندوة بعنوان الدور المفقود للصحافة الثقافية ما عليها أن تلعبه كما كانت في الماضي لمساندة الابداع والكشف عنه وتشجيعه ومواكبة الحراك الثقافي وتفعيلة والانشغال بقضايا الثقافة ، وذلك بمفهومها العام التي تعنى بكل محاور الحياة الانسانية، حيث أن الثقافة إن أطرت بوصفها أدبا وابداعا وتواصلا انسانيا من خلال أجناسها الأدبية تظل فرعا ضيقا لحياة الانسان وتظل الثقافة بشموليتها بابا للتغيير والتحول الانساني نحو المستقبل.
وفي جانب متصل، التقى رواد المعرض أمس بالممثل المصري المشهور يحيى الفخراني ومواطنه المخرج السينمائي خالد يوسف اللذان استعرضا شكل السينما بعد الربيع العربي معتبرين ان السينما انعكاس لحركة الانسان في المكان، وصورة هامة للمجتمع في اللحظة الحاضرة، ولذلك فان السينما تمثل وثيقة لمنظومة حياة الانسان الخاصة والعامة وللحوادث التي تصف المجتمع وترصد المتغيرات ومؤكدين أن لكل مرحلة تأثيرها الهام في افق السينما .
وفي موضوع الربيع العربي تحاول ندوة فكرية "الربيع العربي- ثقافة جديدة" الاجابة عن تساؤل يثار حول تأثير موجة المد الثوري على الثقافة السائدة وفي تحديد اتجاهات وأنماط القراءة الرائجة، وهل فعلا تبدل شكل القارئ واهتمامه بالمواضيع بتبدل سقوف الخطاب ومضمونه المصاحب لدعوات الحرية والعيش الكريم.
كما ستشهد الأيام المقبلة من المعرض حوارات فكرية في قضايا مثل الفنون ودورها كرافعة للمستقبل، حيث تعد الفنون وأشكال الإبداع مدخلا أساسيا للوثوب إلى المستقبل، وسيناقش مبدعون من أمثال يوسف القعيد وبن سالم حميش الدور المحوري للمسرح والسينما والتشكيل في الكشف عن سيئات الواقع أو مثالبه ليمكن تجنبها في مسيرة النهضة والتقدم للمستقبل بأفق محصن بإيجابيات البناء المادي والمعنوي.
يذكر أن فعاليات البرنامج الفكري المصاحب ليوم الجمعة ستتضمن ندوات وحوارات معمقة منها ندوة بعنوان " مآلات الأفعال في المصطلح المقاصدي" للدكتور كمال الدين إمام، بالإضافة إلى ندوة عن الإعلام باعتباره مدخلا لتوثيق التراث يشارك فيها الدكتور ناصر الدين لعياضي وشيخة الجابري، فيما يستعرض فاروق شوشة وسيد حجاب موضوع "الشارقة تعزف شعرا". وفي قاعة الاحتفالات في المعرض توقع الكاتبة أحلام مستغانمي كتابها "الأسود يليق بك" وتقرأ بعضا منه للحضور.
وتضم جنبات المعرض الذي يصاحبه أكثر من 400 فعالية ونشاط جانبي ما يزيد على مليون و150 الف عنوان في الأقسام العربية والأجنبية تنتشر على مساحة 11700 متر مربع.
نشرت العديد من قصص وروايات الأدب السويدي باللغة العربية للأطفال
دار المنى تشارك في فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب
تحدثت منى هنينغ، صاحبة دار المنى للنشر، التي تتخذ من السويد مقراً لها عن تجربتها الطويلة في التعامل مع نشر كتب أدب الأطفال السويدي باللغة العربية، بحضور احمد العامري مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب، والقائم بالأعمال في سفارة السويد بالدولة، بيا رويد. وقالت خلال مشاركتها في فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، "مهمتي إلهام الأطفال لقراءة قصص عالية الجودة باللغة العربية"، ولفتت إلى انها نشرت خلال نحو 3 عقود أفضل كتب الأدب السويدي في العالم العربي، وحازت على العديد من الجوائز، واوضحت ان "دار المنى التي تأسست عام 1984 تعنى بنشر القصص والروايات السويدية والاسكندنافية والعالمية باللغة العربية".
وأضافت : "حلمي ومهمتي في الحياة هي ان تتاح الفرصة للأطفال الناطقين باللغة العربية لقراءة الأدب الواقعي من خلال قراءة الكتب المصورة عالية الجودة، وقصص وروايات بلغتهم الام". ولففت منى إلى أن "الحكومات العربية في السابق لم تعر الاهتمام الكافي لأدب الأطفال نظراً لانشغالها بقضايا أخرى وكان لديها أولويات مختلفة" مشيرة إلى أن "أدب الطفل مهم جداً ويجب ان نقدم له ما يستحق، خصوصاً ان الطفل ناقد وصادق مع نفسه، وإذا لم يعجبه كتاب فلن يقرأه".
ومن جانبه، قال الدكتور علي عبد القادر الحمادي، نائب رئيس جمعية حماية اللغة العربية، إن "أدب الأطفال يمثل المستقبل، وإن بذل الجهود لتطويره هو ما يحدد مستقبل الثقافة العربية". وتابع: "أعتقد انه يمكن القيام بأشياء كثيرة لتحسين مكانة ادب الأطفال وتحفيز القراءة في المدارس والمنازل".
وأضاف: "لا بد ان تواكب الحركة النقدية لأدب الأطفال للتأكد من نتاج أدبي متميز، كما ان جوائز أدب الأطفال التي انطلقت من الإمارات أثرت في هذا المجال بإنتاج فني راق في الدولة". ولفت إلى "اهمية أدب الأطفال والقراءة في سن مبكرة وسبل تعزيز أدب الأطفال في الإمارات".