الذكرى الاولى لرحيل مانديلا

تاريخ النشر: 05 ديسمبر 2014 - 04:42 GMT
جنوب افريقيا احيت الذكرى الاولى لوفاة مانديلا
جنوب افريقيا احيت الذكرى الاولى لوفاة مانديلا

احيت جنوب افريقيا الجمعة ذكرى الرئيس السابق نلسون مانديلا الذي توفي قبل سنة، برفع الصلوات والتراتيل المخصصة للاجداد والخطب خلال يوم تكريمي طويل، فيما بدأت الانتقادات تخرج ايضا الى العلن.

فقبل سنة بالتمام والكمال، خسرت بلاد "قوس القزح" ابرز رجالاتها، "ماديبا" كما يطلق عليه بمودة شعب جنوب افريقيا تيمنا باسم قبيلته، الذي توفي عن 95 عاما، ويكرمه على مأثرته المتمثلة بالمصالحة الوطنية بعد سنوات الفصل العنصري.

وقال احد زعماء الخويسان رون مارتن المتحدر من اوائل سكان جنوب افريقيا والذي اختير لافتتاح الاحتفالات الرسمية، "امضينا عشرين عاما من الديموقراطية بفضل مانديلا".

واعرب هذا الزعيم التقليدي عن ارتياحه بالقول ان "كل شعور بالفخر كان يقابل بالقمع ايام الفصل العنصري، لكننا نستعيد تراثنا اليوم".

وقد احرق رون مارتن اعشابا في قرن حلزوني طويل لبقرة وحشية ووجه الشكر الى مانديلا، قبل رفع صلوات مسيحية وهندوسية ومسلمة ويهودية.

وقال احمد كثرادا رفيق مانديلا ايام الاعتقال "اني افتقده". واضاف "لا افتقده بصفته زعيما سياسيا فقط، بل بصفته الاخ الاكبر".

ثم قالت غراسا ماشيل ارملة مانديلا الحائز جائزة نوبل للسلام والتي كانت ترتدي ثوبا اسود وتضع نجمة ذهبية صفراء على كتفها "اعرف ان ماديبا يتمتع بصحبة اصدقاء اوفياء (...) ولقد طمأنتني هذه الفكرة طوال هذه السنة".

وتلت غراسا ماشيل في مقر الحكومة الذي نقل اليه الاحتفال، لائحة بأسماء الاشخاص الذين رافقوا مانديلا في نضاله ولم يحصلوا مثله على جائزة نوبل في 1993، لكنهم لا يغيبون عن الذاكرة للتأكيد على ان التصدي للفصل العنصري كان جماعيا.

واضافت غراسا ماشيل (69 عاما) "كان لي شرف الحصول على الامتياز الخاص لأكون الكتف الذي اتكأ عليه في غروب حياته وسأكون ممتنة الى الابد لاختياري من اجل هذه المهمة".

والغائب الكبير هو الرئيس جاكوب زوما الذي يقوم بزيارة الى بكين للمشاركة في منتدى لرجال الاعمال من الصين وجنوب افريقيا. وقد ترأس العام الماضي الحداد الوطني طوال عشرة ايام، وتعرض لصيحات الاستهجان خلال احتفال التكريم بسبب فضيحة فساد.

وقال زوما في المنتدى "انه يوم حزين لبلادنا بسبب وفاة رئيسنا المؤسس نلسون مانديلا العام الماضي". واضاف "بفضل هذا التأسيس، أقمنا خلال فترة قصيرة، ديموقراطية دستورية قوية".

ودعا الكاردينال ديزموند توتو الذي يوجه انتقادات حادة الى ميول زوما المؤيدة للسياسة الصينية، مواطنيه الى "الاستمرار في بناء المجتمع الذي تخيله ماديبا".

وقد شهدت جنوب افريقيا بأكملها ثلاث دقائق وسبع ثواني ضجيجا قرعت اثناءه اجراس الكنائس ثم التزمت الصمت ثلاث دقائق، ترمز الى 67 عاما من النشاط السياسي منها 27 عاما في السجن.

ومن المقرر تنظيم عدد كبير من التظاهرات والمبادرات المحلية في عطلة نهاية الاسبوع وخلال الاسبوع في البلاد، لكن لن يقام اي احتفال رسمي في قرية كونو التي امضى فيها مانديلا طفولته ودفن فيها.

وسيحيي فنانون حفلا في مؤسسة نلسون مانديلا. وستقام مسيرة بطول خمسة كيلومترات في 13 كانون الاول في شوارع بريتوريا على ان تمر امام مقر الحكومة.

لكن هذه المشاعر الجماعية الصادقة والتي يزيد من تفشيها تزايد المتاحف المخصصة لمانديلا منذ وفاته ومنزله في سويتو، تحمل على مجموعة من التساؤلات.

فقد قالت كاتبة الافتتاحيات الشهيرة سيسونكي مسيمانغ في صحيفة ديلي مافيريك "هل يجب ان نصاب بجنون اسمه مانديلا؟".

واضافت ان "مانديلا قام بما كنا نحتاج اليه في بداية التسعينات. ومن الواضح اننا نحتاج اليوم الى طريق جديدة (...) وأحد الدروس الأشد ايلاما في العقدين الاخيرين هو ان الفقر ما زال الى حد كبير من حصة السود، ولا يعتقد كثيرون من البيض في جنوب افريقيا بالضرورة ان ذلك هو نتيجة الفصل العنصري".