ارتفع الى 8 عدد الشهداء في جنين حيث تتواصل الاثنين، الاشتباكات العنيفة بين المقاومة الفلسطينية والجيش الاسرائيلي الذي ينفذ عملية توغل في المدينة هي الاوسع منذ عقدين، فيما اعلنت واشنطن دعمها "حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها".
واستخدم الجيش الاسرائيلي طائرات مسيرة خلال العملية التي تاتي بعد أسبوعين من عملية كبيرة أخرى في مخيم جنين عمد فيها الى الاستعانة بالمروحيات، وذلك للمرة الأولى منذ سنوات عدة.
في 19 حزيران/يونيو قتل الجيش الإسرائيلي سبعة أشخاص في عملية في جنين التي فصفتها مروحياته لأول مرة منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005).
واضافة الى الشهداء الثمانية في مخيم جنين، فقد سقط شهيد تاسع في رام الله والبيرة اثناء تظاهرة خرجت تضامنا مع جنين، بحسب ما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان.
واضاف البيان ان العدوان الاسرائيلي خلف كذلك 50 جريحاً بينهم 10 في حالة الخطر.
وثلاثة من الشهداء اعمارهم اقل من 17 عاما، والبقية ما بين 18 و23 عاما من العمر.
وكان الجيش الاسرائيلي كثف في الاشهر الماضية هجماته التي تستهدف جنين مع تزايد عمليات المقاومة ضد جنوده وكذلك المستوطنين الذين تصاعدت اعتداءاتهم على القرى الفلسطينية بصورة غير مسبوقة.
دعم اميركي
وفي اول تعليق له على العدوان الاسرائيلي على جنين قال البيت الأبيض انه يراقب الوضع، مع تاكيده دعمه ما قال انه حقّ اسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وعمدت القوات الاسرائيلية التي توغلت في جنين ضمن عمليتها التي تشنها برا وجوا الى قصف العديد من المنازل والمواقع التي يشاهد الدخان متصاعدا منها، كما قامت بتجريف وحرث الشوارع بالمجنزرات.
ولا تزال تسمع اصوات انفجارات وتبادل لاطلاق النار في مخيم جنين، فيما تشاهد سيارات الاسعاف وهي تهرع لنقل الجرحى الى المستشفيات عابرة شوارع المخيم والمدينة التي انتشر فيها جنود الجيش الاسرائيلي.
وتعرضت عدة مركبات عسكرية اسرائيلية لهجمات بالقنابل في حين رشق فلسطينيون مركبات اخرى بالحجارة.
وقال شاهد من داخل المخيم لوكالة الصحافة الفرنسية ان جرافات قامت بتدمير منازل على ساكنيها، مشيرا الى فرار الكثيرين بحياتهم ودون ان يتسنى لهم سوى حمل القليل من امتعتهم.
ونقلت وسائل اعلام عبرية عن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين قوله ان الجيش يضرب منطقة جنين "بقوة كبيرة"، فيما ابلغ العقيد ريتشارد هيشت المتحدث باسم الجيش الصحافيين ان العملية تستهدف "اشخاصا محددين".
ملاذ امن
واستهل الجيش الإسرائيلي العملية التي قال انها قد تستمر ساعات وربما اياما، بقصف أهداف في مخيم جنين.
وقال المتحدث هيشت ان العملية تركز على البنية التحتية في المخيم، مضيفا ان القوات الاسرائيلية ستخرج من هناك بمجرد تحقيق ما تحتاج الى تحقيقه، على حد قوله.
واوضح ان الهدف الرئيسي هو انهاء حالة المخيم كملاذ يحتمي به المقاومون بعد تنفيذهم العمليات ضد الجيش الاسرائيلي والمستوطنين، مؤكدا انه "لن يكون هناك ملاذ آمن لهؤلاء الارهابيين وهذا هو سبب تحركنا".
وتحدث هيشت عن اعتقالات قام بها الجيش الاسرائيلي في المخيم والمدينة، لكنه لم يحدد عددا بسبب انها لا تزال متواصلة، فيما اشار الى ان العملية "يشارك فيها النخبة من كل القوات الاسرائيلية".
كان الجيش الاسرائيلي قال في وقت سابق انه قصف "مركز عمليّات مشتركة" قال انها تمثل مركز قيادة "كتيبة جنين" التي شكلها مقاومون ينتمون الى فصائل مختلفة قبل اكثر من عامين.
ومن ضمن الاهداف الاخرى التي قال الجيش الاسرائيلي انه قام بقصفها "موقع للمراقبة والاستطلاع" ومخزن اسلحة ومخبأ لمقاومين قاموا بشن هجمات استهدفت اسرائيليين في الاشهر القليلة الماضية.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ان الدولة العبرية مستعدة لكافة السيناريوهات، وهي تقوم حاليا باتخاذ نهج استباقي وحاسم ضد من قال انهم يؤذون مواطني اسرائيل، والذين توعد بجعلهم يدفعون الثمن باهظا.
واعلنت كل من كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس وسرايا القدس- كتيبة جنين التابعة لحركة الجهاد الاسلامي ان مقاتليهما يتصدون للجيش الاسرائيلي في جنين ومخيمها، ونفذوا هجمات نوعية في صفوف قواته والياته. كما اعلنت مجموعة عرين الاسود مشاركتها في القتال.
واقر الجيش الاسرائيلي في بيان باصابة جندي بجروح طفيفة جراء شظايا قنبلة يدوية خلال عملية جنين.
وعلى صعيدها، شددت حركة الجهاد الإسلامي على ان "كلّ الخيارات مفتوحة" للرد على العدوان الاسرائيلي ضد جنين، مؤكدة ان المدينة لن تستسلم ومقاتلوها مهما بلغت التضحيات مصممون على القتال والمواجهة.
"غير متكافئة"
اكد محمود حواشين عضو اقليم حركة فتح في محافظة جنين ان ما يجري في المدينة ومخيمها هو "معركة غير متكافئة يخوضها شعب أعزل لا يملك سوى إرادته مع قوات عسكرية هائلة، وذلك في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية وصف فيها الاوضاع في المخيم بانها "كارثية".
واضاف حواشين ان معظم الشهداء هم مدنيون وليسوا من المقاومة، مشيرا الى الى الجيش الاسرائيلي استهدف بمسيراته البنية التحتية من ماء وكهرباء ومركبات.
وفيما شدد على ان الشعب الفلسطيني عاشق للحرية وليس الدماء، فقد ندد بمجلس الامن الدولي الذي اتخذ القرارات المتلاحقة ضد روسيا لمعاقبتها على غزوها لاوكرانيا، ولكنه لم يتخذ اي اجراء ضد "المحتل المجرم الذي يحتل شعبنا منذ عشرات السنين".
ومن جانبها، وصفت الرئاسة الفلسطينية العملية الاسرائيلية في جنين ومخيمها بانها "جريمة حرب جديدة بحق شعبنا الأعزل"، وطالبت بتحرك دولي عاجل لوقفها فورا، كما دعت المحكمة الجنائية الدولية إلى الكف عن صمتها و"محاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين".
وايضا، ادانت منظمة التعاون الإسلامي الجرائم التي يقترفها الاحتلال الاسرائيلي ضد المواطنين العزل والطواقم الطبية والمراكز الصحية والبنية التحتية والمساجد والبيوت في جنين ومخيمها، معتبرة ان ذلك ياتي امتدادا لسجل ارهاب الدولة العبرية.
وطالبت المنظمة مجلس الامن الدولي بتحمل مسؤولياته لوضع حد لهذا الارهاب وحماية الشعب الفلسطيني.
كما دانت وزارة الخارجية الأردنية العدوان على مدينة جنين. داعية الى تحرك دولي فوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينين.