قتل اكثر من 56 شخصا وجرح عشرات اخرون بتفجيرين انتحاريين في مكاتب لحزبي "الاتحاد الوطني الكردستاني" و"الديموقراطي الكردستاني" في اربيل. واتهم وزير الخارجية هوشيار زيباري تنظيمي القاعدة وانصار الاسلام بتدبير الهجومين اللذين كان من بين ضحاياهما مسؤولون كبار في الحزبين.
واعلنت مصادر طبية ان 50 شخصا على الاقل قتلوا، وأصيب عشرات اخرون عندما فجر مهاجمان انتحاريان نفسيهما في هجومين متزامنين تقريبا استهدفا مكاتب في اربيل تابعة لحزبي الاتحاد الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، وهما الفصيلان الرئيسيان في المنطقة الكردية شمال العراق.
وقال مسؤولون في احد المستشفيات التي استقبلت ضحايا الانفجارين اللذين وقعا في مدينة اربيل بشمال العراق ان لديهم 50 جثة على الاقل.
لكن قائدا كبيرا للقوات الاميركية قال في وقت لاحق ان الهجومين اسفرا عن مقتل 56 على الاقل واصابة 200 بجروح.
وقال مسؤول حزبي في وقت سابق ان نحو 200 شخص ربما يكونون قد سقطوا ما بين قتيل وجريح.
ووقع الهجومان في حوالي الساعة 10.30 صباحا بالتوقيت المحلي بينما كان مسؤولون من الحزبين يستقبلون زوارا في مقري الحزبين لتبادل التهاني بمناسبة عيد الاضحى.
وقال قباد الطالباني المسؤول بالاتحاد الوطني الكردستاني ان بعض الاشخاص مازالوا محاصرين بين الانقاض.
وقال لشبكة "سي ان ان" الاميركية "ما حدث على ما يبدو هو أن بعض الجدران في مبنى انهارت على ما يبدو وعليه فان الكثيرين محاصرون فيما يبدو بين الانقاض".
وتابع قائلا "لكننا سمعنا للاسف ان 50 شخصا على الاقل قتلوا في هذا العمل الارهابي المأساوي."
وقال ادريس أحمد عضو الاتحاد الوطني الكردستاني بينما كان يرقد على ملاءات ملوثة بالدم في مستشفى ان الاحتفال بالعيد كان من أجل توحيد العراقيين.
وقال لرويترز وقد أصيب وجهه بحروق شديدة من جراء الانفجار "كنا نستقبل في مقرنا مهنئين بعيد الاضحى من عرب أو أكراد أو تركمان." وأضاف قائلا "سنحارب الارهاب والارهابيين الذين نفذوا هذا التفجير."
وقال بيتر جالبريث وهو دبلوماسي أميركي لديه خبرة طويلة مع الاكراد في شمال العراق ان الذين كانوا في موقع الانفجار أصيبوا بصدمة.
وقال لرويترز في اتصال هاتفي من اربيل "ان دلالة هذا (الهجوم) مدمرة بالنسبة لقيادة الاتحاد الديمقراطي الكردستاني أحد أكبر حلفاء الولايات المتحدة في الحرب."
وقال مسؤولون ان من بين القتلى مهدي خوشناو نائب محافظ أربيل وقائد شرطة المدينة.
وقال جالبريث ان سامي عبد الرحمن نائب رئيس الوزراء الاسبق في المنطقة وأحد كبار المفاوضين في الاتحاد الديمقراطي الكردستاني بشأن الدستور العراقي المقترح قتل هو الاخر.
وقال شهود ان المهاجمين مرا عبر نقاط التفتيش خارج مكتبي الحزبين حيث تجمع العشرات للاحتفال بأول أيام عيد الاضحى.
واتهم الكردي هوشيار زيباري وزير خارجية العراق "ارهابيي" القاعدة وأنصار الاسلام بشن الهجومين.
وكان العديد من مسؤولي الاتحاد الوطني الكردستاني أهدافا لمحاولات اغتيال في السنوات الاخيرة ولهجمات ألقوا بمسؤوليتها على جماعة أنصار الاسلام المتشددة.
وكان للجماعة المتشددة معقلا في منطقة الاتحاد الوطني قبيل الحرب التي أطاحت بالرئيس العراقي السابق صدام حسين في العام الماضي ويقول مسؤولون أمريكيون ان الجماعة أعادت تنظيم صفوفها وتورطت في العديد من الهجمات في الاشهر الاخيرة.
ووضعت القوات التي تحتل العراق بقيادة الولايات المتحدة وقوات الامن العراقية في حالة تأهب قصوى تحسبا لهجمات خلال اجازة عيد الاضحى فيما قتلت سلسلة تفجيرات في انحاء العراق 18 شخصا على الاقل يوم السبت.
وكانت أربيل مسرحا لسلسلة هجمات أخيرة من بين تفجير سيارة في وزارة الداخلية أوقعت أربعة قتلى على الاقل في كانون الاول/ديسمبر الماضي.—(البوابة)—(مصادر متعددة)