البوابة - قدرت مصادر اسرائيلية عدد مقاتلي "حزب الله" اللبناني في سوريا بحوالي 5 الاف عنصر، فيما بلغت خسائره 550 عنصرا، وقالت ان الحزب عيّن سمير القنطار وجهاد مغنية كمسؤولين لجبهة الجولان.
جاء في تقرير لصحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، الاربعاء، ان خسائر "حزب الله" في سوريا تقدر بنحو 550 قتيلاً والمئات من الجرحى.
وقال التقرير ان للحزب نحو 5000 مقاتل بصورة دائمة في سوريا يتولون الدفاع عن الثروات الحيوية لنظام الأسد.
وارسل الحزب قوة صغيرة تتشكل من بضعة مئات من المقاتلين إلى العراق لمساعدة الشيعة في مواجهة الدولة الإسلامية ّ"داعش".
وقالت الصحيفة ان الجيش الإسرائيلي لاحظ تحسنا عسكريا ملموسا في أداء "حزب الله" بعد التجربة القتالية التي حصل عليها مقاتلوه في سوريا.
وجاء في التقرير ان الحزب قام بتعيين جهاد مغنية وهو ابن عم عماد مغنية، الذي اغتيل في دمشق عام 2008 في عملية اغتيال غامضة اتهمت فيها اسرائيل، والاسير المحرر سمير القنطار، الذي افرج عنه في اطار صفقة التبادل التي جرت مع الحزب عام 2008 مسؤولين عن جبهة الجولان التي انشأ فيها الحزب خلال سنوات الحرب في سوريا بنية تحتية بمساعدة إيرانية وسورية.
وقال تقرير الصحيفة ان الحرب في سوريا تنتشر نتائجها إلى الدول المجاورة بصورة خاصة إلى لبنان والعراق حيث لا توجد حواجز مادية بين هذه الدول.
وعلى الحدود اللبنانية اضطر "حزب الله" إلى نشر خط من المواقع يتواجد فيها باستمرار نحو ألف مقاتل من الحزب من أجل منع عبور المقاتلي الجهاديين السنة من سورية إلى الأراضي اللبنانية.
وقد جرى انشاء هذه المواقع بحراسة عناصر مسلحة من الحزب للرد على موجة التفجيرات التي شهدها لبنان في معقل الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت خلال السنة الماضية.
وقالت الصحيفة ان تراجعا كبيرا اخذ يبرز في طبيعة الخطر العسكري التقليدي الذي تتعرض له إسرائيل من جهة سوريا.
فأكثر من 80% من ترسانة الصورايخ والقذائف للجيش السوري قد استخدم ضد أهداف تابعة للثوار.
وفي الجولان لم يعد هناك تقريباً قطعات مدفعية موجهة ضد إسرائيل. واحتمال مناورة سورية ضد أراضي إسرائيل لم يعد مطروحاً.
أما التهديد الكيميائي فقد زال في أغلبيته بعد تفريغ مخازن السلاح الكيميائي. وبهذ الطريقة نشأ تغير جذري في التوزان بين إسرائيل والدولة التي شكلت أهم عدو لها طوال العقود الأربعة الأخيرة.
على صعيد المخاطر، ازداد بصورة كبيرة خطر الهجمات الكبيرة في هضبة الجولان من جانب المتشددين من جميع المعسكرات. فهناك تنظيمات سنية متشددة تتماهى مع القاعدة بالقرب من الحدود أكثر من الماضي، وهي قد تقلد هجمات تقع في أماكن أخرى.
وحتى "حزب الله" الذي اقام بنية تحتية في الجولان، كما ذكر، وهي التي أطلقت كاتيوشا من عيار 107 مليمترات على الجولان خلال الحرب على غزة في الصيف.
وثمة تقديرات في إسرائيل بأن حزب الله بموافقة الأسد سيستغل المنطقة الصغيرة الواقعة تحت سيطرة النظام شمال الهضبة للقيام بهجمات ضد إسرائيل انتقاماً على الغارات الجوية المنسوبة إلى إسرائيل على أراضي لبنان وسوريا.
وخلال العقدين الأخيرين كان التخوف الأساسي لقادة المنطقة الشمالية مثل عميرام ليفين وغابي أشكينازي هو هجوم محتمل من جانب "حزب الله" في لبنان،
في حين كان السيناريو الأكثر اقلاقاً على المدى البعيد هو حرب محتملة مع سوريا، لكن اليوم تبدلت المعطيات. فما يقلق قائد المنطقة الشمالية الاسرائيلي الحالي هو هجوم محتمل من الجولان، وهو يستعد لاحتمالات مواجهات مستقبلية مع عدو أكثر اشكالية من "حزب الله" في لبنان.