4 قتلى بانفجار استهدف فندقا يقيم فيه وزير العمل العراقي غداة وصول فريق من الامم المتحدة لتقييم الوضع الامني

تاريخ النشر: 28 يناير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

قتل 4 اشخاص في انفجار سيارة مفخخة امام فندق في بغداد يقيم فيه وزير العمل العراقي، وتزامن الانفجار مع وصول فريق من الامم المتحدة لتقييم الوضع الامني ومدى ملاءمته لفريق اخر كان امين عام المنظمة الدولية كوفي انان اعلن الثلاثاء، انه سيوفده لبحث امكانية اجراء انتخابات في البلاد. 

وقال شهود ان اربعة اشخاص على الاقل لقوا مصرعهم في عملية تفجير سببت اضرارا جسيمة في فندق يقيم فيه وزير العمل العراقي سامي عزارة آل معجون وادى الى تدمير مركز للشرطة في حي الكرادة في وسط بغداد. 

وكان ضابط في الشرطة العراقية اعلن في وقت سابق ان ثلاثة اشخاص على الاقل قتلوا في الانفجار.  

وقال الضابط احمد عبد الكريم ان "هناك ثلاثة قتلى على الاقل". 

واكد قائد دوريات الشرطة في الكرادة حسين علي انه اعتداء بسيارة مفخخة. واضاف ان "الشهادات التي سمعناها تحدثت عن وصول سيارة اسعاف بسرعة كبيرة وانفجارها امام الفندق".  

واكد الحارس في الفندق سالم جبار الذي كان عند الحاجز المخصص لحماية المبنى عند وقوع الانفجار هذه الرواية.  

وقال ان "سيارة اسعاف وصلت بسرعة هائلة عندما كنت عند الحاجز. اطلقنا النار عليها لكنها تمكنت من المرور وانفجرت امام الفندق". 

وذكر صحافيون ان الانفجار القوي الذي وقع عند الساعة 6:30 بالتوقيت المحلي ادى الى اضرار جسيمة في فندق شاهين وتدمير مركز للشرطة يقع في الجهة المقابلة.  

وكان وزير العمل في المكان عند وقوع الانفجار.  

وقال احد حراسه الشخصيين عدي نوري ان الوزير العراقي "كان يؤدي الصلاة وخرج سالما من الانفجار"، موضحا ان "الطابق الثاني من الفندق مخصص له ولحراسه". 

وكانت سيارات تحترق امام واجهة الفندق الذي اندلعت النيران في جزء منه وتحطمت نوافذه بينما تمركزت سيارتا اسعاف ودبابتان اميركية في الموقع الذي تحلق فوقه مروحيات.  

وقد دمر الانفجار مركز لقوة حماية المواقع التابعة للشرطة. ونقل جنود اميركيون جريحين من الفندق يبدو ان اصابة احدهما خطيرة، ليقدموا لهما اسعافات اولية في الشارع. 

وخرج بعض نزلاء الفندق الى الشارع، بعضهم في حالة فزع.  

وقال رجل الاعمال الاردني سمير زين "انني اقيم في الفندق منذ شهر. لم يكن فيه عدد كبير من النزلاء ومعظم المقيمين فيه من رجال الاعمال".  

واكد رجل الاعمال الالماني يورغن برات من جهته "كنت استحم عندما وقع الانفجار"، موضحا ان "عددا كبيرا من رجال الاعمال من مختلف الجنسيات يقيمون في الفندق".  

ويقع الفندق في مكان قريب من سفارة بولندا التي تتولى قيادة فرقة متعددة الجنسيات تشرف على منطقة احتلال تشمل خمس محافظات وتمتد من وسط العراق الى جنوبه. 

وياتي الانفجار بعد يوم من مقتل ستة جنود اميركيين وعراقيين اثنين في انفجار عبوتين ناسفتين في جنوب وغرب بغداد، اضافة لمقتل مراسلين لشبكة "سي ان ان" في كمين على طريق سريع خارج بغداد. 

فريق الامم المتحدة 

كما ياتي الانفجار غداة وصول فريق من الامم المتحدة الى بغداد لتقييم الوضع الامني ومدى ملاءمته لفريق اخر كان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اعلن الثلاثاء انه سيوفده لبحث امكان اجراء انتخابات في البلاد في حال تعهدت الولايات المتحدة بضمان سلامته. 

وترى الامم المتحدة ان تقييم الوضع الامني في العراق بات ضروريا في اعقاب هجوم تعرض له مقر المنظمة في بغداد في 19 اب/اغسطس الماضي واودى بحياة 22 شخصا.  

وتنصب مهمة الفريق الثاني في تحديد ما اذا كان بالامكان ترتيب اجراء هذه الانتخابات من الان وحتى نهاية حزيران/يونيو لاختيار حكومة وجمعية وطنية مؤقتة وذلك قبل انتقال السلطة السياسية لايدي العراقيين نهاية ذلك الشهر.  

ويتعلق القرار بفرص اجراء الانتخابات استجابة لمطالب زعماء الشيعة في البلاد والتوصية بايجاد بدائل اخرى لخطة اميركية معقدة تتعلق بالمجمعات الانتخابية يقول كثير من الخبراء انه يتعين تعديلها.  

ويطالب اية الله علي السيستاني المرجع الاعلى للشيعة في العراق باجراء انتخابات شاملة وهو امر قد يكون في مصلحة الشيعة الذين يمثلون 60 في المئة من تعداد العراق البالغ 25 مليون نسمة.  

وثمة شكوك تساور مسؤولين من الامم المتحدة والولايات المتحدة حيال الانتخابات المباشرة ليس لمجرد ضيق الوقت اللازم لاجراء مثل هذه الانتخابات بل ايضا بسبب مناخ العنف السائد في العراق.  

ومن شأن الانتقال التدريجي للسلطة اتاحة الوقت لبناء مؤسسات العراق وتشكيل الاحزاب السياسية وايجاد كيانات تخترق واقع التشكيلة القبلية والدينية في البلاد.  

وتريد واشنطن ان يقوم الاخضر الابراهيمي الذي انتهى لتوه من القيام بدور المبعوث الرئيسي للامم المتحدة في افغانستان القيام بدور الوساطة في العراق.  

لكن الابراهيمي (70 عاما) وهو وزير خارجية جزائري سابقا، رفض ذلك المنصب. كما أعلن الإبراهيمي الثلاثاء، انه لا يرغب في تولي مسؤوليات مباشرة في العراق. 

وقال خلال غداء في واشنطن ان مهماته الحالية كمستشار خاص لانان التي تسلمها منتصف كانون الثاني/يناير تتطلب منه الانكباب على الملف العراقي ولكن دون ان يتولى مسؤوليته مباشرة. 

واضاف "قبلت منصب مستشار خاص للامين العام لمسائل الامن والسلام. وليس هناك ادنى شك باني ساعمل حول العراق". 

واوضح مع ذلك انه "بالنسبة لتولي مسؤوليات في العراق، فلا لان هذا الامر ليس مدرجا في الخطط". 

وقال ايضا انه يتمنى ان يسند هذا النوع من المسؤوليات العملانية الى غسان سلامة، وزير الثقافة اللبناني السابق واحد المسؤولين الحاليين حول الملف العراقي في الامم المحدة. 

وكان الابراهيمي التقى الخميس الماضي الرئيس الاميركي جورج بوش الذي اعرب له عن رغبة واشنطن في عودة الامم المتحدة باسرع وقت ممكن الى العراق كي تساعد على استقرار الوضع في هذا البلد. 

واوضح الابراهيمي انه "ما زال من المبكر معرفة كيف سيتم تطبيق قرار الامين العام" بشان مشاركة المنظمة الدولية في حل الازمة الراهنة حول الانتخابات. وقال ان الامر يتطلب ايضا "بضعة ايام" لمعرفة كيفية التطبيق. 

واشار ايضا الى انه يتوجب على الامم المتحدة كي تكون فعالة في العراق، ان تبقى وباي ثمن على صورتها الحيادية وعدم اعطاء الانطباع بانها تتحرك لمصلحة الاميركيين او لمصلحة اي طرف كان. 

واكد انه يتوجب على الامم المتحدة ان تعود "بهوية نظيفة وان تكون بوضوح مستقلة" عن قوات الاحتلال. واضاف ان "البرنامج الوحيد الذي يمكن للامم المتحدة ان تعتمده هو مساعدة ودعم الشعب العراقي".—(البوابة)—(مصادر متعددة)